رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تحرك حكومي لسرعة إرسال العمالة الموسمية المصرية إلى اليونان

نشر
وزيرة الهجرة ونظيرها
وزيرة الهجرة ونظيرها اليوناني

أكدت سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أهمية الإسراع في تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين مصر واليونان بشأن العمالة الموسمية المصرية؛ تمهيدًا لإرسالهم إلى اليونان للعمل في قطاع الزراعة، بالتنسيق مع جهات الدولة المعنية لخدمة أهداف التعاون بين البلدين.

جاء ذلك خلال استقبال السفيرة سها جندي، لوزير الهجرة واللجوء اليوناني ديميتريوس كاريديس، والوفد المرافق له، الذي يقوم بزيارة إلى مصر؛ بهدف بحث سبل وأطر تعزيز التعاون المشترك في ملفات الهجرة والتدريب من أجل التوظيف، والاتفاق على محددات العلاقة المستقبلية بين الجانبين وأطر التعاون والعمل المشترك وتسريع وتيرة تنفيذ المستهدفات؛ تفعيلًا للعلاقة التعاقدية بين الجانبين.

العلاقات بين مصر واليونان

وأكدت وزيرة الدولة للهجرة، خلال اللقاء، أن العلاقات المصرية اليونانية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وشهدت نقلة نوعية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وأصبحت نموذجًا يحتذى في التعاون الثنائي، الذي يؤكد عمق وثبات العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين.

وأعربت وزيرة الهجرة، عن سعادتها للمشاركة في احتفالية العيد الوطني لليونان الذي نظمته السفارة اليونانية بالقاهرة، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء.

مبادرة «إحياء الجذور- نوستوس»

وقالت، إنه منذ إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2017 للمبادرة الرئاسية «إحياء الجذور- نوستوس» وهي تمثل اللبنة الأولى على مستوى العالم لاحتفاء دولة بحجم مصر بالجاليات الأجنبية التي عاشت على أرضها، وتستهدف ترسيخ التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، وتعزيز الترابط بين شعوب الدول الثلاث.

وأوضحت وزيرة الهجرة، أن أحد أول الملفات التي تناولتها بعد توليها المسؤولية كانت استضافة الاجتماع الثلاثي بالقاهرة بين زملائها المناظرين المعنيين بملفات الهجرة والجاليات في اليونان وقبرص، معربة عن تطلعها للاجتماع رفيع المستوى في دورته القادمة باليونان، وتطلعها لفعاليات النسخة القادمة من المبادرة الرئاسية «إحياء الجذور – نوستوس» لخدمة دول المبادرة الثلاث.

التدريب من أجل التوظيف

واستعرضت وزيرة الهجرة جهود الوزارة في ملف التدريب من أجل التوظيف بالتعاون مع مختلف الدول، وألقت الضوء على تجربة المركز المصري الألماني، كونها الأولى من نوعها بمصر التي تدشن التعاون ما بين حكومتين لتوفير أعلى مستوى لتدريب العمالة وفقاً للمعايير الدولية، وجلسات التأهيل النفسي ما قبل المغادرة، ودوره المتميز في توفير فرص الهجرة والعمل الآمنة في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي للعمالة الماهرة والمدربة.

مواجهة الهجرة غير الشرعية

وشددت جندي، على أهمية وضع استراتيجية للعمل المشترك بين البلدين سواء في مجال تحديد مسارات الهجرة النظامية أو مواجهة الهجرة غير الشرعية أو التدريب لتحقيق التنمية لدى البلدين، لافتة إلى أن المركز المصري الألماني التابع لوزارة الهجرة يمثل أحد أهم أذرع الدولة المصرية في ملف التدريب من أجل التوظيف، واصفة إياه بأنه قدم عددًا كبيرًا من قصص النجاح لشباب المصريين، وذلك من خلال دوره المهم في تقديم النصح والمشورة والتدريب والتأهيل اللازم للسفر والاندماج مع ثقافة المجتمع المضيف، وتعليم المستويات المطلوبة من اللغة، وإرساله عدد من المصريين المدربين والمؤهلين للعمل في ألمانيا، وتوفير أيضا فرص عمل بالداخل في الاستثمارات والشركات والغرف الأوروبية العاملة في السوق المصري.

وأكدت وزيرة الهجرة أنه يجري العمل على تدشين مراكز مماثلة مع العديد من الدول الأوروبية التي سعت لدينا بناء على رغبتهم في محاكاة النموذج الناجح للمركز المصري الألماني، مؤكدة أن الهجرة تعد ركنًا أساسيًا في خطط التنمية المستدامة والازدهار والتقدم الآن في حال تمت إدارتها بشكل جيد.

تنسيق سياسي متميز

من جانبه، أشاد وزير الهجرة واللجوء اليوناني، بالعلاقات التاريخية بين مصر واليونان، فضلا عن مستوى التنسيق السياسي المتميز بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع التأكيد على التقدير لمواقف مصر تجاه اليونان، سواء على المستوى الثنائي أو في الإطار الأوروبي، إلى جانب التعاون الثنائي المثمر.

وأشار إلى احتياج اليونان لمصر لتستمر شابة وتتخطى مسألة ارتفاع سن المجتمع ونقص الأيدي العاملة اللازمة في عدد من المجالات، مبديًا رغبته في تكثيف هذا التعاون خلال الفترة المُقبلة وصولًا إلى التكامل الذي يخدم مستقبل البلدين، ويساعد على إنجاح خططهما في مواجهة الهجرة غير الشرعية، من خلال تدريب العمالة وصقلها بالتأهيل والمهارات اللازمة للعمل في الخارج والاندماج في المجتمعات الخارجية والتأقلم معها.

كما ثمن كاريديس، جهود وزارة الهجرة المصرية في ملف التدريب من أجل التوظيف، معربًا عن تطلعه للتعاون بشأن هذا الملف الذي من شأنه توفير عمالة مدربة وفقا للمعاير الأوروبية والعالمية.

وأشار، إلى لاتفاقية التي وقعتها دولة اليونان مع مصر بخصوص توفير الأيدي العاملة، واهتمامه بالتنسيق مع وزارة الهجرة تحت مظلة التعاون المصري الأوروبي المشترك، والاستفادة من تجربة وزارة الهجرة المميزة في هذا الشأن.

اتفاقات بين الوزيرين

في ختام اللقاء، اتفق الجانبان على استكمال الترتيب والتنسيق بشأن استراتيجيات ونظم اللجوء ومكافحة الهجرة غير الشرعية، والترتيب لزيارة ثنائية في أقرب فرصة، والموافاة بكل ما هو جديد في هذا الشأن، وتطوير فرص التكامل، خصوصًا مع وجود فكر وتاريخ مشترك والتطلع إلى مستقبل يجمع البلدين ويخدم شعبيهما، إلى جانب بحث مختلف الأطر والفعاليات المرتبطة بالتعاون تحت مظلة المبادرة الرئاسية «إحياء الجذور»، خصوصًا في مجالات الشباب والتدريب والسياحة، ووجود العديد من الموضوعات التي يتعين تطوير التعاون المشترك بشأنها كالاستثمار.

وقامت وزيرة الهجرة بإهداء الوزير اليوناني درع وزارة الهجرة تقديرًا وتكريمًا له.

عاجل