رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

شركات أمريكية أمام فرصة تحرير أموال نقدية بـ1.76 تريليون دولار

نشر
موظف يعاين جودة طباعة
موظف يعاين جودة طباعة العملة الأمريكية باستخدام عدسة مكبرة

مع توقع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة من الوقت، لدى مديري تمويل الشركات حافز قوي لتخطي أسواق الديون، وتحرير المزيد من أموال شركاتهم بدلاً من ذلك، بعدما اتضح أن لديهم الكثير من هذه الأموال.

أكبر الشركات التي يقع مقرها في الولايات المتحدة بإمكانها أن تجني أموالاً بإجمالي 1.76 تريليون دولار من عملياتها، من خلال اتخاذ خطوات تتيح لها تشديد سبل إدارتها للمجالات الرئيسية مثل المخزون والمدفوعات، وفقاً لبحث مبدئي أجرته شركة "هاكيت جروب" الاستشارية.

يركز البحث على مقياس يُعرف باسم أداء رأس المال العامل، والذي يقيس مدى كفاءة الشركة في إدارة أعمالها اليومية.

وجدت الشركة أنه في العام الماضي، تدهور أداء رأس المال العامل في أكبر 1000 شركة أمريكية من حيث الإيرادات، مما ترك المزيد من الأموال مقيدة بعمليات كان من الممكن تفعيلها لأغراض أخرى.

وفقاً لتقديرات "هاكيت"، فإن أكثر من 11% من الإيرادات التي تحققها هذه الشركات كانت مقيّدة في العمليات.

قال شون تاونسند، مدير شركة "هاكيت"، إن النتائج "مثيرة للقلق للغاية، يؤدي ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض، الأمر الذي يجعل الاستخدام الفعال للنقد المتاح أكثر أهمية".

متطلبات رأس المال العامل

تعتمد متطلبات رأس المال العامل لدى الشركات على عدد كبير من العوامل، بما في ذلك عدد الأيام أو الأشهر التي تحتفظ خلالها بالمخزون، وما إذا كانت تدفع للموردين بعد 30 أو 60 أو 90 يوماً، ومتى تتلقى المدفوعات من العملاء.

من خلال فحص ودراسة التفاصيل، تبيّن لـ"هاكيت" أن ما يسمى بأيام تحصيل إيرادات المبيعات، والتي تقيس متوسط الوقت الذي تستغرقه الشركة للحصول على أموال من عملائها، ارتفعت بمقدار 1.2 يوم إلى 40.1 يوم في عام 2023، وخلال الفترة نفسها، انخفضت الأيام المتبقية للمخزون، وهو مقياس متوسط الوقت الذي تستغرقه الشركة لدفع فواتيرها، بنسبة 0.1% إلى 57.6 يوم، مما يشير إلى أن الشركات دفعت لمورديها بسرعة أكبر قليلاً مما كانت عليه في عام 2022.

تتبعت "هاكيت" أيضاً ما يسمى بدورة التحويل النقدي، التي تقيس المدة التي تستغرقها الشركة لتحويل الأموال النقدية التي تنفقها على المخزون إلى أموال نقدية من المبيعات، وارتفع هذا المقياس بنسبة 3.6% ليصل إلى 37.7 يوم، وهو مؤشر على التدهور، وظل المخزون دون تغيير إلى حد كبير، مع احتفاظ الشركات بمخزون يكفي 55.2 يوم.

نتائج سهلة المنال

هناك خطوات يمكن للشركات اتخاذها لتحسين الكفاءة. توصي الشركات الاستشارية بالسعي من أجل قطف الثمار سهلة المنال أولاً، مثل عدم الدفع للموردين قبل أن تحصل على مدفوعاتها بأنفسها، ومن هذا المنطلق، يمكن للشركات العمل على إدارة المخزون بشكل أكثر موثوقية، والتفاوض على شروط دفع أكثر ملاءمة مع الموردين أو إنشاء برنامج لتمويل سلسلة التوريد.

قال أنتوني جاكسون، رئيس خدمات رأس المال العامل في شركة "ديلويت آند توش" (Deloitte & Touche LLP): "حاول احتواء الأمور داخل نطاق شركتك أولاً، هل يقدم فريق المبيعات لديك شروطاً تتوافق مع سياستك؟ هل يحصلون على جميع المعلومات اللازمة لتحصيل المستحقات؟ طريقة تأسيس العمليات منذ البداية تُحدث فارقاً كبيراً".

في شركة "دوبونت دي نيمورس" (.DuPont de Nemours Inc)، يعمل المدير المالي لوري كوخ على معالجة المخزون الزائد الذي تراكم في الشركة في عام 2022، قال كوخ: "ركزنا على تحسين كل من العرض الداخلي والسلع النهائية الصادرة"، مضيفاً أن "دوبونت" تعتقد أنها تجاوزت الجزء السفلي من دورة خفض المخزون، ومن المؤكد أن أسعار الفائدة المرتفعة تضغط على تكاليف حمل المخزون، وتجعل إدارته ربما تكون أكثر أهمية من المعتاد".

أعلنت شركة "زويتيس" (.Zoetis Inc)، المصنعة لأدوية الحيوانات الأليفة والماشية، عن ارتفاع المخزون في الربع الأول، وقال المدير المالي ويتني جوزيف: "تفرض المنتجات الجديدة بعض الضغوط المتزايدة على المخزون ورأس المال العامل"، نوّه بأن الشركة تحاول توقع الطلب بشكل أفضل، والتحول إلى شروط الدفع مع الموردين.

عاجل