رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«الشارقة للرسوم المتحركة» يكشف كواليس فيلم «ميلا» الحاصد على 78 جائزة عالمية

نشر
مؤتمر الشارقة للرسوم
مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة

شهد اليوم الختامي للدورة الثانية من "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" جلسة حوارية بعنوان "صناعة فيلم ميلا"، شاركت فيها المخرجة الإيطالية سينزيا أنجيليني، والمنتجة التنفيذية فالنتينا مارتيللي، وقدمتها مونيا آرام، حيث تناولت المتحدثتان كواليس صناعة الفيلم القصير الذي حصد 78 جائزة وتم اختياره رسمياً في 150 مهرجانا سينمائيا حول العالم.
"ميلا" هو فيلم رسوم متحركة قصير يعتمد على الكمبيوتر، تم إنتاجه بالتعاون مع 350 فناناً متطوعاً من 35 دولة، وحظي برعاية 40 شخصاً وجهة وشركة، وهو مستوحى من قصة حقيقية لوالدة المخرجة عندما كانت طفلة خلال الحرب العالمية الثانية في إيطاليا.
وناقشت الضيفتان تفاصيل الفيلم والجهات المختلفة التي شاركت في إنتاجه، من الطلاب والأفراد المتطوعين وفرق العمل، وشركات الإنتاج، إلى جانب القرار بعدم استخدام الحوار، والاعتماد على الموسيقى فقط التي تشكل لغة عالمية يفهمها جميع الناس على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم، حيث عمل كلوديو دانجيلو على إنتاج موسيقى الفيلم.
وفي بداية الجلسة، تطرقت المخرجة الإيطالية سينزيا أنجيليني إلى محطات من مسيرتها المهنية في إيطاليا ولندن وميونخ ومصر والولايات المتحدة، وعملها في تحريك الصور، وانتقالها إلى إخراج أفلام الرسوم المتحركة.
وحول اسم بطلة القصة واختيار الرسوم المتحركة، قالت سينزيا: "يعود الاسم إلى مكان يرتبط بوالدتي، ولكنه يقدم رسالة عالمية، لأني أردت اختيار اسم قصير وجميل يسهل نطقه واستخدامه وتذكُّره، واخترت الرسوم المتحركة لأنها تشكّل أداة قوية يمكنها أن تتغلب على كافة التحديات وتنفذ إلى جوهر هويتنا، فنحن ما نزال أطفالاً في داخلنا حتى لو كبرنا، وهذه الشخصيات تدخل إلى قلوبنا وتجعلنا نشعر بأن المستحيل يمكن أن يتحقق، فهي طريقة مثالية لتمكين الأطفال ودعمهم وتشجيعهم على كسر قيود الخوف".
وحول التحديات التي واجهت إنتاج الفيلم، نوهت سينزيا إلى أن العالم يهتم بالأفلام الطويلة والضخمة التي تحقق عوائد على شباك التذاكر، ولا يهتمون بالأفلام القصيرة، لا سيما في الولايات المتحدة، على عكس أوروبا واليابان، مشيرة إلى أن التحدي الرئيسي تمثّل في العثور على التمويل، وهذا ما دفعها إلى الاعتماد على المتطوعين بشكل أساسي.
من جانبها، قالت المنتجة فالنتينا مارتيللي: "تشكّل الرسوم المتحركة وسيلة تعليمية وتثقيفية وتوعوية مهمة، إلى جانب الترفيه، وفيلم ميلا مثال نموذجي لهذه الحقيقة، لأنه يخاطب الجميع وليس الأطفال فقط، حيث يساعد الصغار على مشاهدة أطفال آخرين يعيشون في مناطق الحروب والنزاعات، ولا يتمتعون بالأمن والسلام مثلهم".
وأضافت أن الفيلم يعمل على تذكير البالغين بمسؤولياتهم تجاه مساعدة الأطفال خلال الأزمات، وتوعية الأطفال بشكل عام حول الحروب وتداعياتها، وأهمية عدم الاستسلام، والإيمان بإمكانية تحقيق الأحلام، وهذه هي الرسالة التي يريد الفيلم إيصالها للعالم، رسالة الأمل والإيمان بالمستقبل".
ووجهت المخرجة سينزيا نصيحة للطلاب والفنانين الواعدين، لا سيما الفتيات، بعدم الاحتفاظ بمشاريعهم وأعمالهم لأنفسهم لسبب أو لآخر، سواء في الكتابة، أو الرسوم المتحركة التقليدية، أو التي يتم تحريكها باستخدام الكمبيوتر، وألا يخافوا من رواية قصتهم والاستماع إلى آراء الجميع مع أهمية عدم الاستماع إلى الآراء السلبية التي تخلو من النقد البنّاء، والاهتمام بآراء الأشخاص المقربين الذين يحرصون على تقديم الدعم والتشجيع، وضرورة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على تحقيق الأهداف والأحلام، وعدم الخوف من الفشل، لأن الجميع يرتكب أخطاء تسهم في تعلّم دروس مفيدة.