رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سبيل الحوريات.. فعاليات رمضانية دينية في أقدم وأعرق المواقع الأثرية بالأردن

نشر
مستقبل وطن نيوز

على أنغام وأناشيد دينية حفاظا على التضامن مع أهالي غزة، تنظم وزارة السياحة والآثار الأردنية بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، فعاليات رمضانية دينية تحكي شعائر وطقوس الشهر الفضيل وسط العاصمة الأردنية عمان وبحضور شعبي ورسمي كبير.


تواشيح رمضانية على أنغام الفرق الموسيقية الدينية وقصائد دينية في مدح خير البرية، يتزاحم سكان العاصمة الأردنية عمان على الحضور المجاني لتلك الفعاليات الرمضانية وسط حزن كبير لما يحدث في قطاع غزة من حرب إسرائيلية مستعرة، فيما لا تخلو الفعاليات من الدعاء بنصر أهالي غزة ووقف الحرب الإسرائيلية ليسود السلام والأمن على فلسطين.


"سبيل الحوريات"
ووسط العاصمة عمان وبالقرب من المدرج الروماني، تتلألأ أصوات المنشدين، على مسرح أقدم المواقع الأثرية وأعرقها بعمان "سبيل الحوريات"، بالأغاني الدينية والدعاء لأهالي غزة ومحاولات جذب انتباه الحضور للأغاني الدينية التي تمدح رسول الإنسانية في تلك الأيام المباركة من الشهر الفضيل وخصوصا في العشر الأواخر من رمضان.


وتسعى الفرق الغنائية الدينية الأردنية إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والديني الذي تتمتع به المملكة الأردنية الهاشمية في مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم، فيما يسود التفاعل الكبير بين الجمهور وتلك الفرق التي تحاول إشراك الحضور في الغناء وإحياء الليالي الخيرية والمباركة من شهر الصيام.


ويؤكد مستشار وزير السياحة الأردني المشرف العام على الفعاليات الرمضانية بالوزارة هشام العبادي، أن الوزارة تعمل خلال هذا العام على نشر الفعاليات الرمضانية في العديد من المواقع والأماكن الأثرية وغيرها بالعاصمة عمان ومحافظات المملكة في إطار عملية التنشيط السياحي الداخلي وخصوصا في الشهر الكريم.


وقال العبادي - في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان - إن هذه أول مرة هذا العام يتم إقامة مثل هذه الفعاليات على مسرح "سبيل الحوريات" كنوع من الترويج لهذا الموقع الأثري التاريخي، مشيرا إلى أن وزارة السياحة ومؤسساتها المختلفة تحاول أن تقدم الجديد للجمهور الأردني والعربي كنوع من التواصل والتعرف على الآثار والتاريخ القديم للمملكة والشعب الأردني.
وأضاف أن الوزارة عملت على الاستفادة ودعوة الفرق الأردنية وخصوصا الدينية من أجل إقامة هذه الفعاليات هذا العام والذي له خصوصية تواكبا مع الأحداث المؤسفة التي يمر بها الأشقاء في غزة، مشيرا إلى أن الوزارة تشارك أهالي غزة الدعاء والاحتفال بالشهر الكريم عبر الأغاني والأناشيد الدينية فقط.


ولفت العبادي إلى أن هذه التجربة الجديدة هذا العام سيتم تنفيذها في الأعوام القادمة وبشكل أوسع بمشاركة من الأشقاء العرب الذين لديهم فرق دينية وأصوات عذبة في المديح مثل الأشقاء في مصر، مؤكدا أن هذا العام تفرض الأوضاع الكارثية في غزة نفسها على الفعاليات وبالتالي نعمل على إيصال رسالة لأهالي غزة بالتضامن معهم عبر الدعاء والأناشيد الدينية والمدح.


الدخول مجاني
وكشف مستشار وزير السياحة الأردني المشرف العام على الفعاليات الرمضانية، أن دخول الجمهور لمثل هذه الفعاليات مجانا دون أي رسوم تأكيدا على الهدف الرئيسي لدى وزارة السياحة والآثار الأردنية في مشاركة الشعب الأردني مناسباته الدينية وإحياء التراث الأردني.


ونوه العبادي إلى أن هناك تفاعلا كبيرا وحضورا مميزا من قبل الجمهور الأردني للمشاركة في مثل هذه الفعاليات والأمسيات الرمضانية، مشيرا إلى أن الوزارة تقدم أيضا للحضور ضيافة بسيطة تعبيرا عن التواصل معهم وتحفيزهم عبر المسابقات الثقافية للحضور والمشاركة وخصوصا في شهر رمضان المعظم.


وتقدم العديد من الفرق الموسيقية الدينية أغاني وقصائد دينية في مدح الرسول الكريم وإحياء للشعائر الدينية في أيام شهر رمضان المبارك، فيما تتنوع الفقرات ما بين الغناء والإنشاد والمدح وكذلك تقديم أعمال تراثية مثل المسحراتي على مسرح "سبيل الحوريات".


وخلال جولة لمراسل أ ش أ، بالاحتفال، تم رصد ردود فعل الجمهور والذي أكد أن مثل هذه الفعاليات والأمسيات الرمضانية تنشر الروحانيات في نفوس الحضور والأماكن العامة في شهر رمضان الكريم، فيما تواجدت العائلات بأطفالها كنوع من تعريفهم على موروثهم الثقافي والديني وسط أجواء رمضانية غير مسبوقة.


وحينما تتجول وسط العاصمة الأردنية عمان، تقع عيناك على أحد أهم شواهد العصر الروماني، في شارع قريش والمعروف شعبيا بمنطقة "سقف السيل"، حيث يوجد المبنى القديم الذي يعود إلى العصر الروماني، لترتسم أمام المارين صورة أميرات رومانيات أثناء وجودهن في "سبيل الحوريات".
ويعود بناء "سبيل الحوريات" إلى القرن الثاني الميلادي، وهو من الأبنية المهمة والعامة في المدن الرومانية، وهو عبارة عن مبنى قائم فوق نبع ماء، كانت تُسقى منه منطقة وسط مدينة فيلادلفيا الاسم اليوناني القديم للعاصمة الأردنية عمان. 

 

ما هو "سبيل الحوريات"؟


"سبيل الحوريات" هو حمام تستعمله الأميرات وعلية القوم في العصر الروماني، ليعاد استخدامه تاليا للغرض ذاته، في العصور البيزنطية والأموية والعباسية، حيث يحتوي المكان من الداخل على قدر كبير من الفخامة والعراقة في تصميمه، ويحتوي على ثلاث حنايا.


وقد حظى "سبيل الحوريات" بالاهتمام والرعاية من قبل دائرة الآثار العامة الأردنية، ففي التسعينيات من القرن الماضي حيث قامت بإجراء تنقيب أثري داخل الموقع، واستمر العمل فيها حتى بداية عام 2000، وخلالها اكتشف موقع "سبيل الحوريات" بشكل شبه كامل، وعثر على مجموعة من التماثيل والقطع الأثرية المختلفة، التي تعاقبت عليها عصور شتى.
والواجهة الداخلية "لسبيل الحوريات" كانت مغطاة بألواح الرخام، بينما حوض السباحة كان واسعاً، ويمتد على طول البناء، وبعمق 26 قدماً، أُقيمت الحمامات والنوافير والأعمدة التي يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار، غير أنه لم يبق من تلك الآثار اليوم إلا برجان وما بينهما من آثار.
 

 

عاجل