رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

افتتاح مقر جديد لمستشفى حروق أهل مصر لعلاج المصابين بالمجان

نشر
افتتاح مستشفى حروق
افتتاح مستشفى حروق أهل مصر

افتتحت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، المقر الجديد لـ مستشفى حروق أهل مصر لعلاج المصابين بالمجان في القاهرة الجديدة، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.

ويعد مستشفى حروق أهل مصر هو أول مستشفى لعلاج الحروق بالمجان في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، ويقام على مساحة أكثر من 45 ألف متر مربع بطاقة استيعابية 200 سرير، ويقدم خدمات الرعاية الشاملة وإعادة التأهيل لمصابي الحروق الحادة والمزمنة بالإضافة إلى تأهيل ذويهم أيضًا، كما يعمل المستشفى على إعادة دمج الناجين في المجتمع، وعدم استبعادهم أو التمييز ضدهم لأي سبب من الأسباب.

افتتاح مستشفى حروق أهل مصر

ويأتي افتتاح وتشغيل مستشفى حروق أهل مصر ضمن استراتيجية مؤسسة أهل مصر للتنمية لتحقيق رؤيتها «إنسانية بلا حروق»، التي تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بخطورة قضية الحروق والأضرار الناتجة عنها.

ونقلت وزيرة التضامن الاجتماعي تحيات رئيس الوزراء لمؤسسة أهل مصر والحضور، وعن رغبته في الحضور للمشاركة في افتتاح هذا الصرح، إلا أن انشغاله بمهام ملحة حاله دون الحضور.

وأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بهذا الصرح الكبير، الذي يعمل على إنقاذ حياة إنسان، ويعيد الأمل له من جديد، ليتعافى ويندمج في المجتمع، مؤكدة على أهمية تكاتف الجهود للحد من حوادث الحريق في مصر.

حوادث الحريق

وأفادت، بأن الإحصاءات الواردة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تُشير إلى انخفاض عدد حوادث الحريق بحوالي 8% في عام 2023، مقارنة بالعام بعام 2022، إلا أن الأرقام ترصد أكثر من 45 ألف حادثة حريق على مستوى الجمهورية خلال عام 2023. 

يذكر أن النيران الصناعية، مثل أعقاب السجائر وأعواد الكبريت والمواد المشتعلة تسببت في 31% من إجمالي هذه الحوادث، ويليها في المرتبة الثانية حالات الماس الكهربائي أو الشرر الاحتكاكي بنسبة 18.4%، والأكثر خطورة أن حوالي 39.2% من حوادث الحريق التي شهدها عام 2023 اندلعت في مبان سكنية، كما أن البيانات تشير إلى أن النساء والأطفال يأتون على رأس ضحايا تلك الحرائق، وهما الأكثر تعرضًا للخطر والأكثر معاناة من حدوثه.

مخاطر حوادث الحروق

وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي، أنه طبقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية فإن هناك شخصًا ما حول العالم يحتاج إلى رعاية طبية بسبب الحروق كل 3 ثوان، كما يعاني حوالي 11 مليون شخص من حروق خطيرة كل عام، ويتوفى 180 ألف شخص متأثرًا بحروقه.

كما أكدت أن هذه الحوادث المأساوية تنتشر أكثر في البلدان منخفضة ومُتوسطة الدخل، حيث إن 95% من وفيات حوادث الحروق تقع في تلك البلاد، ونسبة كبيرة منها تكون نتيجة لعدم توافر رعاية طبية آمنة وبأسعار معقولة وعالية الجودة، حتى أصبح يُشار إلى أن الحروق من «أمراض الفقراء».

تعزيز الوقاية من إصابات الحروق

وأوضحت القباج أنه على رغم ما تزخر به مصر من جهود لتعزيز الطاقة الاستيعابية لخدمات الطوارئ ومراكز ومستشفيات الحروق، التي أُضيف إليها هذا الصرح العظيم فإنه يجب تبني نهج شامل لتعزيز الوقاية من إصابات الحروق، والاستجابة الفورية لحوادثها، وتوفير العلاج الطبي لها وإعادة التأهيل النفسي والبدني، بالإضافة إلى التوعية المجتمعية بأسبابها والتدريب على تجنبها، تلك المسؤوليات التي ينبغي تكاتف الحكومة ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات تعليمية وعلاجية عليها وكمواطنين لحماية أنفسنا والدفع بقوة بأساليب الوقاية من حوادث الحريق وما ينتج عنها من آلام جسدية ونفسية.

مبادرات

كما تمت الإشارة إلى أن مصر عامرة بالمبادرات الأهلية الطوعية التي تدعم شبكات الحماية الاجتماعية، وتعمل جاهدة على مساندة المواطنين لمواجهة تحديات حياتية عدة، إسهامًا منها في تعزيز خُطى التنمية الاجتماعية والبشرية، وهذه المبادرات تتكامل فيما بينها، لتنسج معًا صورة لمستقبل أفضل، ومثال على ذلك، مستشفى حروق أهل مصر، ذلك الصرح العلاجي البحثي التأهيلي العظيم، التي تتكامل مع مبادرة «قادرون باختلاف»، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لإدماج فئات كانت مُهمشة في المجتمع لسنوات طويلة، منهم ضحايا حوادث الحريق، ومبادرة «احتواء» التي أطلقتها مواطنة مصرية كانت ضحية لحادث حريق منزلي – وهي هند البنا – لدعم ضحايا الحروق في مواجهة التمييز المجتمعي لهم.

وأثنت وزيرة التضامن الاجتماعي على مبادرة الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر للتنمية، التي دعت إلى تبني الأمم المتحدة يومًا عالميًا لضحايا الحروق ضمن أجندتها السنوية، ليكون شعاره «إنسانية بلا حروق»، تلك المبادرة التي سوف تتبناها الحكومة المصرية خلال الفترة المقبلة.

أقسام المستشفى

وتفقدت وزيرة التضامن الاجتماعي المستشفى المقسم إلى 6 أدوار، تشمل قسم للطوارئ مجهز لاستقبال 30 مصابًا في نفس الوقت عند حدوث كوارث كبرى، بالإضافة إلى وحدات عناية مركزة لمختلف الأعمار والتي يبلغ عددها أكثر 30 وحدة، من بينها 8 وحدات للأطفال لتصبح الأكبر من نوعها في مصر والشرق الأوسط، كما يضم المستشفى عددًا من الحاضنات ومركز التأهيل البدني، وقسم للبحث العلمي والبحوث الاجتماعية، وقسم مكافحة العدوى، وقسم التغذية، وقسم إدارة الألم وتخفيفه.

كما يضم المستشفى عيادات خارجية متعددة التخصصات مثل العلاج الطبيعي، والعلاج النفسي، والتغذية العلاجية، والجراحة التجميلية وعيادات الليزر؛ لتقديم الرعاية الشاملة لمصابي الحروق من خلال كوادر عالية الكفاءة في المجال الطبي والتمريضي والدعم النفسي، كما أن المستشفى مجهز بالكامل بنظام آلي مخصص لتنفيذ معظم التدخلات الطبية تلقائيًا لتقليل الجهد البشري ليتمكنوا من تقديم الرعاية الشاملة لضحايا الحروق، بالإضافة إلى مطبخ على أعلى مستوى لتقديم التغذية المناسبة لمصابي الحروق مع وضع وتحديث نظام غذائي مخصص لكل مصاب يوميًا.

عاجل