رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تايوان: 8 مناطيد صينية حلقت خلال يوم واحد فوق أو قرب أراضينا

نشر
منطاد صيني
منطاد صيني

منذ عام أصبحت المناطيد الصينية صداعًا يُؤرق تايوان، والتي كان آخرها ما أعلنته وزارة الدفاع التايوانية، السبت، برصد عدد قياسي من 8 بالونات صينية حول الجزيرة، بما في ذلك طائرتان حلقتا مباشرة فوقها.

وتم رصد جميع المناطيد والطائرات، الجمعة، عشية رأس السنة القمرية الجديدة التي يحتفل بها التايوانيون على جانبي مضيق تايوان، على ارتفاع يتراوح بين 4500 و11600 متر، وهو أكبر عدد من البالونات التي ترصدها وزارة الدفاع منذ ديسمبر الماضي، وفق "فرانس برس".

حرب نفسية


وتشكو تايوان منذ ديسمبر من تحليق هذه المناطيد، قائلة إنها تُشكل تهديدًا لسلامة الطيران ومحاولة لشن حرب نفسية على التايوانيين. وتعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها، رغم الاعتراضات القوية من الحكومة في تايبيه.

وتعتبر بكين جزيرة تايوان الديمقراطية المتمتعة بالحكم الذاتي جزءًا من أراضيها، وفي السنوات الأخيرة، زادت الصين من ضغوطها العسكرية ونشرت طائرات مقاتلة وسفنًا حربية حول الجزيرة بشكل شبه يومي.

ويأتي هذا الاكتشاف الجديد للبالونات في الوقت الذي فاز فيه، لاي تشينج تي، من الحزب التقدمي الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية التايوانية في يناير الماضي، والذي تعتبره بكين "انفصاليًا"، وقبل التصويت، حذّرت بكين من أن فوز "لاي" سيقود تايوان إلى "الحرب" و"الانحدار".


أكبر الغارات
ومنذ انتخابات 13 يناير كانت أكبر الغارات التي تمت ملاحظتها، هي تلك التي قامت بها 33 طائرة مقاتلة صينية، وهو عدد تم اكتشافه مرتين في يناير حول تايوان، وبعد ثمانية أيام من الانتخابات الرئاسية، حدث أكبر توغل بقيام 24 طائرة عسكرية صينية بالتحليق حول الجزيرة في غضون 24 ساعة.

كما عبرت إحدى عشرة طائرة منها الخط المتوسط، وهو ترسيم غير رسمي بين الصين وتايوان لا تعترف به الأولى، وفي سبتمبر أرسلت 103 طائرات حول تايوان في غضون 24 ساعة، وهو ما وصفته تايبيه بأنه "رقم قياسي"، وفق "لو فيجارو" الفرنسية.

تهديد للطيران المدني
وردًا على سؤال عمّا إذا كانت البالونات تُشكل تهديدًا للطيران المدني الدولي، قال المُتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج لـ"رويترز" يناير الماضي: "لست على علم بالتفاصيل التي ذكرتها، ولا علاقة لها بالشؤون الخارجية للصين"، وفق راديو "صوت أمريكا".

ويناير الماضي، اختار الناخبون في تايوان، وليام لاي تشينج تي، رئيسًا لهم في انتخابات تاريخية، الأمر الذي عزز مسارًا يتباعد عن الصين على نحو مُتزايد، وقد أثارت هذه الخطوة غضب بكين، التي أصدرت بيانًا بعد وقت قصير من ظهور النتائج، أصرت فيه على أن "تايوان جزء من الصين".

وقال مايكل مازا، أحد كبار المديرين في معهد Project 2049 البحثي غير الربحي ومقره فرجينيا: "إن البالونات عالية الارتفاع تُضاف إلى الطائرات العسكرية الصينية والسفن الحربية حول تايوان".


وقال لإذاعة "صوت أمريكا" عبر البريد الإلكتروني، "إن الصين تقول إنها مُستعدة لانتهاك حدود تايوان بشكلٍ صارخٍ، وبفعلها هذا قد تجاوزت العتبة، وقد يتضمن المزيد من التصعيد عروضًا أكثر تهديدًا في سماء تايوان، والرسالة إلى شعب تايوان هي أن الأمور يُمكن أن تسوء أكثر".

وقبل إجراء الانتخابات التي فاز فيها "لاي" قال بريان هارت، زميل مشروع الطاقة الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، لإذاعة صوت أمريكا "إنهم يستخدمون تكتيكات مختلفة لتهديد تايوان، وأعتقد أننا سنرى استمرار ذلك بدرجات متفاوتة، وأعتقد أنه من المحتمل أنه إذا فاز لاي بالرئاسة، فهناك فرصة كبيرة لأن تكثف بكين هذا النشاط في المستقبل".

وتصدرت البالونات الصينية عناوين الأخبار الدولية في فبراير الماضي، عندما أسقطت الولايات المتحدة أحد البالونات بعد دخولها المجال الجوي الأمريكي وحلقت عبر البلاد، ونفت بكين أنها تستخدم البالونات للتجسس، وتقول إنها مجرد بالونات للأرصاد الجوية انحرفت عن مسارات طيرانها.

استراتيجية قسرية
وقال ريموند كو، مدير مبادرة سياسة تايوان التابعة لمؤسسةRAND، إن "تحليق البالونات يتماشى مع استراتيجية الصين القسرية للمنطقة الرمادية تجاه تايوان"، وكتب في رسالة بالبريد الإلكتروني: "تطير البالونات على ارتفاعات عالية جدًا، مما يجعل من الصعب إسقاطها".

تحدي السيادة
وقال "كو" إنه بالنسبة لبكين، تثبت البالونات "أن الصين يمكنها انتهاك المجال الجوي التايواني متى شاءت وتحدي سيادتها، الأمر الذي يحبط معنويات سكان تايوان في الانتخابات المقبلة".

وقال سو تزو يون، الخبير العسكري في معهد أبحاث الدفاع الوطني والأمن ومقره تايبيه، إن "تايوان تتوخى الحذر حتى الآن، لكنها قد تقرر إسقاط البالونات، وما تفعله الحكومة التايوانية الآن هو أنها مسؤولة عن أراضيها، وفقًا لما يفرضه القانون الدولي".

عاجل