رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أبطال وأسود.. الداخلية تصدر أغنية وطنية بمناسبة عيد الشرطة 72| فيديو

نشر
مستقبل وطن نيوز

أعد قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية أغنية وطنية تحت عنوان “ أبطال وأسود ” في إطار احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ 72.

كما أعدت وزارة الداخلية أوبريت بعنوان إيد واحدة يرصد ملحمة الوطنية فى معركة الإسماعيلية فى التصدي للاحتلال الإنجليزي.

كما أعد قطاع الإعلام والعلاقات، أغنية بعنوان “هنا مصر” ترصد ملحمة التكاتف الوطني بين أفراد الشعب المصري ورجال الشرطة

أطلقت وزارة الداخلية، اللوجو الخاص بالاحتفال بالذكرى الـ 72 لعيد الشرطة، والذي يوافق 25 يناير من كل عام، وهو التاريخ، الذي يجسد ملحمة أبطال الشرطة في معركة الإسماعيلية عام 1952، لمواجهة العدوان البريطاني.

معركة الإسماعيلية

وكانت تضحيات الشرطة عام 1952 سببا في اختيار الخامس والعشرين من يناير عيدا للشرطة.

ففي 25 يناير 1952 قدمت الشرطة عددا من الشهداء في سبيل الوطن، وخلال السنوات الثماني الأخيرة، قدم رجال الشرطة آلاف الشهداء والمصابين حتى تستعيد الدولة المصرية هيبتها وأمنها واستقرارها.

وتحل هذه الأيام الذكرى معركة الإسماعيلية التي صارت عيدا للشرطة المصرية تخليدا لبطولات رجالها في مواجهة المحتل، والتي لا تقل في قيمتها عن تضحيات رجال الشرطة المستمرة حتى وقتنا هذا، فقد قدم رجال الشرطة آلاف الشهداء والمصابين، نتيجة المواجهات الأمنية للبؤر الإجرامية والإرهابية وأعمال العنف التي عانت منها البلاد على مدار السنوات الماضية.

اختير 25 يناير عيدا للشرطة تخليدا لذكري موقعة الإسماعيلية 1952 التي شهدت ملحمة وطنية بين رجال الشرطة المصرية والاحتلال الإنجليزي، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي.

حدثت هذه التطورات بعد استجابة الحكومة، لمطلب الشعب بإلغاء معاهدة 1936‏،‏ حيث أعلن رئيس الوزراء وقتها مصطفى النحاس، في مجلس النواب، يوم 8 أكتوبر 1951، إلغاء المعاهدة، التي فرضت على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا.

وإثر هذا الإعلان قام المصريون بتنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة، وكانت تكبد بريطانيا خسائر بشرية ومادية فادحة كل يوم تقريبا دون كلل.

وأزعجت تلك الأفعال حكومة لندن، فهددت باحتلال القاهرة، إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، غير أن الشباب لم يهتم بهذه التهديدات ومضوا في خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربي البريطاني، واستطاعوا بما لديهم من أسلحة متواضعة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة‏.‏

وفي خضم الأعمال الفدائية بمنطقة القناة الواقعة تحت سيطرة القوات البريطانية بمقتضى اتفاقية 1936، ووصول التوتر بين مصر وبريطانيا إلى الذروة عقب زيادة أعمال التخريب والأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنال، وما تكبدوه من خسائر فادحة، وكذلك انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز، في هذه الأجواء الملتهبة وقعت معركة الإسماعيلية... ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة –"البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا بأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال ، رفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية " فؤاد سراح الدين باشا " الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

فقد القائد البريطاني في القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس "شرطة" الإسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره ، غير أن ضباط وجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الإنذار.

ووجهت دباباتهم مدافعها وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة ، ولم تكن قوات البوليس "الشرطة" مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة

وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم البوليس "الشرطة" الصغير ومبنى المحافظة في الإسماعيلية ، سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان ، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق.

واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة في القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 (خمسون) شهيدًا و (ثمانون) جريحا وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التي كانت تتمركز في مبنى القسم ، وأصيب نحو سبعون آخرون، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا.

كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الإسماعيلية كان يعتقد أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى.

خلد التاريخ أسماء شهداء معركة الإسماعيلية وأبطالها ومن بينهم، النقيب مصطفى رفعت، والمقدم شريف العبد، واللواء أحمد رائف، والملازم أول مصطفى فهمي، وغيرهم ، ولم يستطع الجنرال اكسهام أن يخفي اعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: - لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا

وقام جنود فصيله بريطانية بأمر من الجنرال اكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.

في صباح السبت 26 من يناير 1952 انتشرت أخبار الحادث في مصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم، وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة، وكانت هذه الأحداث تمهيد لقيام الضباط بحركة 23 يوليو في نفس العام ، وتحول يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيدا قوميا لمحافظة الإسماعيلية، وفي 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية في مصر.

عاجل