رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

يعقوب الشاروني شخصية معرض الطفل بالقاهرة الدولي للكتاب

نشر
يعقوب الشاروني
يعقوب الشاروني

تحرص الدولة على الاهتمام الكبير بـ الثقافة والأدب بكافة أنواعه بوجه عام، وتربية النشء والأطفال على وجه الخصوص، وهو ما انعكس إيجابا على التطوير الكبير بمعرض الطفل ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، سواء من حيث المساحة وزيادة حجم المشاركين، فضلا عن تنظيم العديد من الفعاليات المخصصة للأطفال من أجل زيادة الإقبال.
 

ويعد اختيار اسم كاتب الطفل الراحل يعقوب الشاروني شخصية معرض الطفل بالدورة 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب - التي تنطلق الأربعاء المقبل وتستمر حتى 6 فبراير المقبل - تكريما لأعماله التي تعد علامة مضيئة في أدب الطفل، حيث سجل الشاروني اسمه بحروف من نور في مجال الأدب وخاصة أدب الطفل، حيث قدم للمكتبة العربية والمصرية العديد من المؤلفات التي تلقى اهتمام الملايين بالدول العربية حتى الآن، وأصبحت مرجعا لأجيال عدة من المؤلفين والكتاب بمجال أدب الطفل.
 

والشاروني هو أحد أبرز رواد أدب الطفل في العالم العربي، وله مشروع ثقافي عظيم، وإنتاج أدبي أقل ما يوصف به أنه شديد الغزارة والتنوع وشديد التأثير؛ حيث تتميز مؤلفاته بأنها مستلهمة من التراث الشعبي المصري.
 

وأعادت الهيئةُ العامة للكتاب إصدار عدد من مؤلفات الشاروني؛ فضلًا عن إعداد كتاب احتفائي عن الكاتب الراحل، يضم شهادات كتبها عدد كبير من الكتاب، من مختلف الأجيال، تحت عنوان "في محبة يعقوب الشاروني"، وقد كتب هذه الشهادات كُتاب من مصر والوطن العربي، ومن إيطاليا والصين والهند، فضلا عن إصدار مجموعة من مؤلفاته، مثل "أجمل حكاياتنا العربية"، و"البخلاء"، وحكايات إيسوب"، و"زهرة السعادة"، ومسرحية "أبطال بلدنا" التي كانت سببا رئيسيا في ترشيح الكاتب الكبير توفيق الحكيم ليعقوب الشاروني للحصول على منحة التفرغ للكتابة الأدبية عام 1963.
 

ويتميز أسلوب يعقوب الشاروني بالسهولة والبساطة والتعليم، فهو أسلوب واضح المعالم، بلغة سلسلة في مخاطبة الأطفال.
 

وتقلد الشاروني في عام 1953 منصب مندوب هيئة قضايا الدولة بمصر، وفي عام 1954 عمل محامي بهيئة قضايا الدولة، حتى وصل عام 1959 إلى منصب نائب هيئة قضايا الدولة، وفي عام 1967 تم انتدابه بناء على طلبه مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة ومُشرفاً على مديرية الثقافة وقصر الثقافة بمحافظة بني سويف بصعيد مصر، وتم نقله بناء على طلبه عام 1968 من وظيفته القضائية بوزارة العدل ليعمل مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة.
 

وسافر الشاروني في فبراير 1969 إلى فرنسا لمدة عشرة أشهر في منحة من الحكومة الفرنسية لدراسة العمل الثقافي بين الجماهير خاصة في مجال ثقافة الطفل، وفي عام 1970 تم اختياره مديرًا عامًا لثقافة الطفل وقصر ثقافة الطفل المتخصص بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم تم اختياره مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل عام 1973.
 

وفي عام 1975 أصبح مسئولاً عن شئون التدريب بوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل، إلى أن تم اختياره رئيسًا ومديرًا عامًا للشئون القانونية لوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عمله مستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل عام 1980.
 

واختارته صحيفة الأهرام مشرفاً على صفحة الأطفال اليومية خلال الفترة من 1981 إلى 2008 ، وذلك إلى جوار عمله بوزارة الثقافة، وما بين عام 1984 إلى 1991 عمل رئيسًا للمركز القومي لثقافة الطفل بوزارة الثقافة المصرية بدرجة وكيل وزارة.
 

في عام 1984 قام بإصدار سلسلة «مجلدات بحوث ودراسات ثقافات الطفل» كما أنشأ أيضًا في نفس العام «المسابقة القومية للطفل الموهوب»، وفي عام 1985 أنشأ الندوة الدائمة لأدب وثقافة الطفل، بهدف خلق حركة نقدية حول أدب الأطفال، كما أصدر العدد التجريبي من أول مجلة للثقافة العلمية للأطفال باسم «النحلة».
 

وحصل الشاروني على العديد من الجوائز منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة أدب الأطفال عام 2001 في مجال التأليف عن كتابه «أجمل الحكايات الشعبية»، وفي عام 2002 فاز كتابه نفسه بجائزة «الآفاق الجديدة» من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا، وهي جائزة تُمنح لكتاب واحد على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا، وهي واحدة من أهم جائزتين يمنحهما المعرض سنويًّا على مستوى العالم.
 

كما عمل مستشارا لتحرير كُتب الأطفال الصادرة عن وزارة البيئة، وفي عام 2007: مستشار كُتب الأطفال الصادرة عن الشركة المصرية العالمية للنشر - لونجمان بمصر.
 

وبلغ عدد الكُتب التي كتبها للأطفال وتم نشرها أكثر من 400 كتاب، لعل من أهمها سر الاختفاء العجيب، رادوبيس وتم ترجمتها إلى الفرنسية والإنجليزية والمجرية، الرحلة العجيبة لعروس النيل، الفرس المسحورة وتم ترجمتها إلى الفرنسية والإنجليزية، أحلام حسن، روائع المتحف الإسلامي، تائه في القناة والكسلان وتاج السلطان.
 

وتوفي الشاروني في نوفمبر الماضي، تاركاً إرثا كبيراً في مجال أدب الطفل في مصر والوطن العربي ورحلة تاريخية مليئة بالإبداعات المقدمة للأطفال.