رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

لا لـ«كسل المطمئن» بانتخابات الرئاسة.. المصريون يسطرون ملحمة تاريخية في حب الوطن

نشر
مستقبل وطن نيوز

مع الاستعدادات النهائية لـ انتخابات الرئاسة انتابت بعض الحملات الانتخابية للمرشحين قلق من أن يؤدي اطمئان المواطن لأوضاع البلاد في حالة من الكسل وعدم المشاركة في الانتخابات، إلا أن المواطن المصري وكعادته وقت نداء الوطن، أبى أن يكون لقب "كسل المطمئن" لصيقا به، وقرر النزول بأعداد كبيرة ليسطر ملحمة تاريخية في حب الوطن.
 

ولعل مشاهد الحضور الكثيف للناخبين من مختلف الفئات العمرية التي نراها في جميع اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية منذ اليوم الأول لانتخابات الداخل، أبلغ دليل على الوعي والحس الوطني العالي الذي يتمتع به المواطن المصري خاصة وقت الاستحقاقات المهمة والتحديات أمام الوطن.

وجاء إعلان المستشار أحمد بنداري مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات في اليوم الثاني من الانتخابات بأن نسب التصويت في الانتخابات الرئاسية، تجاوزت 45% (نحو 30 مليون ناخب) من أعداد المواطنين المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين، وأن عددا من لجان الاقتراع نفدت بها بطاقات التصويت، ما استلزم تدعيمها بمزيد من البطاقات، ليترجم بشكل أمين الصور الحضارية التي نشهدها لاصطفاف الناخبين أمام اللجان الانتخابية.

وتتجلى للمتابع للانتخابات الرئاسية مشاهد ولا أروع للمواطن المصري في حب الوطن، حيث ألفت عيوننا أمام مختلف اللجان الانتخابية على مشاهدة كبار السن ممن يستطيعون بالكاد السير أو ممن يتحركون على كراسي متحركة، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك ممن يعتمرون العمة الأزهرية، أو الاستيخارة (قميص الأساقفة والقسيسين)، أو من يعتمرون خوذة العامل والمهندس، أو يرتدون الجلباب البلدي، أو السترات الرسمية، أو سيدات مصر.. كل هؤلاء اجتمعوا معا في صورة واحدة عنوانها "حب وتلبية نداء الوطن".
 

وقد حرص الناخبون بمختلف انتماءاتهم وأعمارهم، والذين وقفوا في طوابير طويلة، على حمل أعلام مصر والتلويح بها على وقع الأغاني الوطنية التي كانت السمة الرئيسية أمام أعداد كبيرة من اللجان، في تعبير ولا أصدق على حب الوطن، والحرص على إعمال الحقوق التي كفلها لهم الدستور والقانون بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

واعتبر أعضاء في البرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ) أن مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية غير مسبوقة، وتعكس وعيا ورسالة منهم للعالم أجمع بأنهم صف واحد في حب وتلبية نداء الوطن.

وفي هذا الإطار، قال أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب النائب الأول لرئيس حزب حماة الوطن، إن المصريين أردوا بمشاركتهم الكثيفة في الانتخابات أن يبعثوا رسائل للعالم أجمع مفادها، أنهم على قلب رجل واحد حينما يكون الوطن في حاجة إليهم.

وأضاف العوضي أن النسبة التي تم الإعلان عنها من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات في ثاني أيام التصويت من الاستحقاق الدستوري الجاري، مبشرة وتعكس مدى وعي المصريين بأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية في هذا التوقيت بالغ الأهمية، وإصرارهم على استكمال مسيرة  البناء والإصلاح والتنمية، موجها الشكر والتقدير لقضاة مصر العظماء على دورهم الوطني والتاريخي.

واتفق النائب طلعت السويدي رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، مع ما ذهب إليه العوضي، بأن المصريين بعثوا برسالة واضحة للعالم أجمع مفادها أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب وطني، وأنهم على وعي وإدراك كاملين بما يدور من أحداث صعبة ومعقدة داخل منطقة الشرق الأوسط والعالم كله.

وأضاف السويدي أن نسبة المشاركة في الانتخابات غير مسبوقة في تاريخ جميع الانتخابات المصرية مقارنة بالاستحقاقات السابقة، متوقعا ارتفاع هذه النسبة في ختام هذا العرس الديمقراطي الرائع.

بدوره، اعتبر النائب عادل اللمعي عضو مجلس الشيوخ، أن نسبة المشاركة في الانتخابات تحمل الكثير من الدلالات للداخل والخارج وتثبت مجددا مدى الوعي الوطني.

وأشاد اللمعي بالروح الوطنية التي تجلت في التوقيت الحالي نتيجة أزمة القضية الفلسطينية وما تتطلبه من الوقوف قيادة وشعبا في وجه مخططات التآمر ضد مصر، لتنعكس بالإيجاب على صفوف الانتخاب وما شهدته من زخم كبير يترجم الإصرار على اختيار قائد المرحلة القادمة والأنسب لتولي مسؤولية البلاد للتصدي لتلك التحديات، وهو ما ظهر بشدة في طوابير الناخبين الحاشدة والمنتشرة في ربوع المحروسة.

وأكد النائب فرج فتحي فرج عضو مجلس الشيوخ، أن نسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات تعكس حجم وعي المواطن المصري وإدراكه بحساسية الموقف الحالي والظروف التاريخية الراهنة التي تمر بها المنطقة.

وأكد فرج أن مشاركة المصريين بكثافة في الانتخابات الرئاسية والتفافهم حول الدولة المصرية وقيادتها، رسالة واضحة للخارج، أن المصريين قيادة وشعبا علي قلب رجل واحد.

واعتبرت الدكتورة دينا هلالي، عضو مجلس الشيوخ، أن طوابير الناخبين الطويلة تعكس حالة الوعي المجتمعي للشعب المصري الذي دائما ما نراهن عليه جميعا لتتحطم أمامه كافة مخططات التربص بالدولة المصرية وتهديدات ضرب استقرارها.

ونوهت هلالي إلى أن تصدر السيدات طوابير الانتخاب، للإدلاء بأصواتهن في الانتخابات، يعكس إصرارهن على الوقوف خلف الدولة كما عهدت دائما إيمانا بدورها الوطني الذي لا غني عنه في دفع الوطن إلى بر الأمان وحمايته.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين رئاسيين هم كل من: عبدالفتاح السيسي، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.

عاجل