أسعار النفط تهبط لليوم السادس وسط مخاوف وفرة الإمدادات
واصلت أسعار النفط هبوطها لتتحرك عند أدنى مستوياتها في خمسة أشهر مع زوال موجة ارتداد لأعلى قصيرة، وسط تداولات يطغي عليها عدم قناعة المتعاملين وتزايد المخاوف بشأن فائض الإمدادات، مما عزز المبيعات المعتمدة على الخوارزميات.
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط ليستقر بالقرب من 69 دولاراً للبرميل، لتصل خسائره خلال الجلسات الست الماضية إلى 11%، ليسجل أطول سلسلة هبوط يومي متواصل منذ فبراير، وتحدد سعر تسوية مزيج برنت عند 74 دولاراً وهو أدنى مستوى منذ يونيو.
ارتفع سعر السلعة في وقت سابق من الجلسة بعد هبوطه إلى منطقة التشبع الشرائي على مؤشر القوة النسبية لتسعة أيام، وهي إشارة فنية غالباً ما تسبق الارتداد، وسرعان ما تلاشت المكاسب، إذ أثّرت المعنويات الهبوطية على العديد من المشاركين بالسوق، تاركةً سعر السلعة تحدده الأسواق الأوسع والتعاملات الآلية الخوارزمية، ودفعت برامج تداول السلع المسايرة للاتجاه مزيج برنت للانخفاض بعد كسر مستوى 74.50 دولار، حيث تمركزت العديد من برامج البيع.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth): "الارتفاعات الفنية التي نراها تتسم بقناعتها المنخفضة، كما أنها تفتقر إلى قوة البقاء حتى يكون هناك محفز إيجابي يؤدي إلى ارتفاع كبير في تغطية مراكز البيع على المكشوف".
تخمة الخام الخفيف
في إشارة إلى وفرة بعض أنواع النفط، تُداول فروق الأسعار الرئيسية في هيكل كونتانجو الهبوطي، ويتوقع التجار ارتفاع صادرات الخام من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين من خارج "أوبك"، مما يزيد من كميات النفط الخفيف في جميع أنحاء العالم، وقد أدى ذلك حتى الآن إلى إضعاف تأثير قرار المنتجين بمجموعة "أوبك+" بخفض الإنتاج في 2024.
تسبب انخفاض سعر النفط في حدوث تداعيات أوسع، فقد أدى هبوطه إلى تسجيل مؤشر السلع الإجمالي أدنى مستوياته منذ 2021، بينما تراجع أيضاً سعر الخام الرئيسي الروسي إلى ما دون السقف السعري الذي حددته مجموعة السبع للمرة الأولى منذ يوليو.
أكد عدد من منتجي "أوبك+" أن اتفاقهم الأخير سوف يستمر ويمكن تمديده. قالت السعودية في وقت سابق من هذا الأسبوع إن التخفيضات يمكن أن تستمر "بالتأكيد" إلى ما بعد مارس، تلتها تصريحات مماثلة من روسيا والجزائر والكويت.
ويترقب المتداولون أيضاً تقرير الوظائف الأمريكي المقرر صدوره يوم الجمعة، إذ يرى البعض أن الرهانات على خفض البنوك المركزية الكبرة أسعار الفائدة وصلت إلى حد المبالغة.
