رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

صحيفة أمريكية: إسرائيل تدرس إغراق أنفاق غزة بمياه البحر

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن إسرائيل جمعت "نظام مضخات كبيرة" يمكن استخدامه لإغراق شبكة أنفاق حركة "حماس" تحت قطاع غزة بمياه البحر، وهو التكتيك الذي يمكن أن يدمر الأنفاق ويقود المقاتلين خارج ملاجئهم القابعة تحت الأرض، ولكنه يهدد في الوقت نفسه إمدادات المياه والنظم البيئية في القطاع.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهى منتصف شهر نوفمبر الماضي، تقريباً من تجميع مضخات كبيرة لمياه البحر على مسافة ميل تقريباً (نحو 1.6 كلم) شمال مخيم الشاطئ للاجئين، مشيرة إلى أنه "يمكن لكل مضخة من بين 5 مضخات جمعتها إسرائيل على الأقل سحب المياه من البحر المتوسط، ونقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه كل ساعة إلى الأنفاق الممتدة لنحو 300 ميل (نحو 483 كلم)، ومن ثم إغراقها في غضون أسابيع".

وقال المسؤولون إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بهذا الخيار لأول مرة في أوائل الشهر الماضي، ما أثار نقاشاً بشأن جدوى وتأثير ذلك على البيئة في مقابل القيمة العسكرية لتعطيل الأنفاق.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يعرفون مدى اقتراب الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ الخطة، مشيرين إلى أن إسرائيل لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن المضي قدماً في هذه الخطة أو إلغائها.

موقف بالغ الحرج

وأكد مسؤولون أمريكيون سابقون مطلعون على القضية أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين "ناقشوا بالفعل" غمر الأنفاق بمياه البحر، ولكنهم قالوا إنهم لا يعرفون الوضع الحالي للخطة.

وأقر المسؤولون السابقون بأن هذه العملية ستضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في موقف بالغ الحرج، وربما تثير إدانة دولية، ولكنهم وصفوها بأنها "واحدة من بضعة خيارات فعالة" لتعطيل منظومة أنفاق حماس بشكل دائم.

وقال أحد المسؤولين السابقين للصحيفة الأمريكية إن أنظمة المياه والصرف الصحي في غزة "تعرضت لأضرار بالغة وتلوث شديد وستحتاج إلى إعادة بناء بمساعدة دولية بعد الحرب".

قلق أمريكي بشأن إغراق الأنفاق

ووفق تقرير "وول ستريت جورنال"، فقد تباينت ردود الأفعال الأمريكية حيال هذه الخطة، إذ أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين في جلسات خاصة عن قلقهم بشأنها، فيما قال آخرون إن الولايات المتحدة تدعم تعطيل الأنفاق وإنه ليس هناك بالضرورة أي معارضة أمريكية للخطة.

وحدد الإسرائيليون نحو 800 نفق حتى الآن، برغم إقرارهم بأن شبكة الأنفاق تفوق ذلك العدد بكثير.

وقال شخص مطلع على الخطة لـ"وول ستريت جورنال" إن عملية غمر الأنفاق بمياه البحر، والتي تستغرق أسابيع، ستدفع مقاتلي "حماس" وربما الرهائن إلى الخروج من الأنفاق.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستبحث من الأساس استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الرهائن من غزة من عدمه.

وذكر فيم زوينينبرج، الذي درس تأثير الحرب على البيئة في منطقة الشرق الأوسط، لـ"وول ستريت جورنال" إنه "بافتراض أن نحو ثلث شبكة الأنفاق تعرض بالفعل لأضرار بالغة، فسيتعين على إسرائيل ضخ مليون متر مكعب تقريباً من مياه البحر لتعطيل الثلثين الآخرين".

غموض النتائج

وأضاف المصدر المطلع: "لسنا متأكدين من مدى نجاح عملية الضخ، لأن لا أحد يعلم تفاصيل هذه الأنفاق والأرض المحيطة بها"، مؤكداً أنه "من المستحيل أن تعرف ما إذا كان ذلك فعالاً أم لا، لأننا لا نعرف كيف سيتم صرف مياه البحر في أنفاق لم يدخلها أحد من قبل". 

وقالت "وول ستريت جورنال" إن المداولات بشأن خطة إغراق الأنفاق توضح "التوازن" الذي يجب على القوات الإسرائيلية المحافظة عليه بين السعي لتحقيق أهدافها من الحرب والضغوط الدولية المكثفة التي تواجهها لحماية المدنيين.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير أحياء بأكملها، كما أدى القتال إلى نزوح ما يزيد عن 1.9 مليون من سكان غزة من منازلهم في القطاع المكتظ بالسكان.

ورفض مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب "وول ستريت جورنال" التعليق على خطة غمر الأنفاق بالمياه، ولكنه قال للصحيفة إن "الجيش الإسرائيلي يعمل من أجل تفكيك قدرات حماس الإرهابية بطرق متنوعة، وباستخدام أدوات عسكرية وتكنولوجية مختلفة"، على حد قوله.

واستخدمت "حماس" نظام الأنفاق الكثيفة للاختباء، والتنقل بعيداً عن الأعين بين المنازل في غزة، واحتجاز الرهائن، وتم بناء بعض الأنفاق الأكثر تطوراً بالخرسانة المسلحة، وتزويدها بخطوط الكهرباء والاتصالات، كما أنها مرتفعة بما يكفي ليقف بداخلها رجل متوسط الطول.

عاجل