رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«صحة غزة»: الجثث في مستشفى الشفاء لا تجد من يدفنها

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الأحد، إن مستشفى الشفاء بشمال القطاع غير قادر على تقديم أي خدمة طبية بعد نفاذ كل الإمكانيات منه وانقطاع الكهرباء بشكل كامل ومحاصرة المجمع بالدبابات الإسرائيلية.

وأضاف القدرة في تصريحات أن الوضع في محيط المستشفى "ساحة حرب"، مشيراً إلى أن الظروف التي يعيشها المرضى في المجمع "لا يمكن وصفها"، وأردف: "الجثث مكدسة في مستشفى الشفاء وأمامه، ولا تجد من يدفنها".

وذكر المتحدث باسم الصحة أن المستشفى يشهد الإعلان بشكل متتابع عن حالات وفاة جديدة نتيجة عدم القدرة على إجراء العمليات الجراحية أو حتى توفير الأكسجين لمن يحتاجونه، أو توفير التدفئة في حاضنات الأطفال.

وقال إن الجيش الإسرائيلي "يُطلق النار باتجاه أي جسم يمكن أن يتحرك" في محيط المستشفى.

وأوضح أن المؤسسات الدولية العاملة في المجال الصحي مثل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر وكذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) "كلها غير قادرة على فعل شيء وفقدت قدرتها على العمل".

فيما حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن المستشفيات في قطاع غزة ستتحول إلى "مشرحة"، إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري.

وقالت المنظمة اليوم الأحد "إن الكهرباء في المستشفيات هي شريان حياة، وإذا لم يتم اتخاذ إجراء الآن، وإذا لم نوقف إراقة الدماء فورا من خلال وقف إطلاق النار أو على أقل تقدير إجراء إجلاء طبي للمرضى، فإن هذه المستشفيات ستتحول إلى مشرحة".

يشار إلى أنه وفقا لمسؤولين فلسطينيين، فإن أكثر من 11 ألف شخص استشهدوا في غزة، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة، منذ أن بدأت إسرائيل حربها على القطاع في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، وتواجه مستشفيات غزة صعوبات تتمثل في نفاد الإمدادات الطبية والمياه النظيفة والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، فضلا عن القصف الإسرائيلي الذي يطال عددا من المستشفيات ومحيطها.

الاحتلال يواصل حصاره لمجمع «الشفاء» الطبي وجثامين الشهداء ملقاة في محيطه

واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، طوال الليل وصباح اليوم الأحد، قصفه العنيف لمحيط مجمع "الشفاء" الطبي غرب مدينة غزة، وحصار المجمع من كافة الجهات، في ظل تحذيرات فلسطينية وإقليمية ودولية من كارثة إنسانية حقيقية، بفعل غياب الخدمات الأساسية وانقطاع الكهرباء والأكسجين.

وكشفت مصادر عن أن آليات الاحتلال باتت على مقربة من البوابات الرئيسية للمجمع، الذي استهدفت طوابقه بشكل مباشر، وسط إطلاق نار كثيف، وتحليق الطائرات المسيرة حوله، ما جعل الخروج منه أو الدخول إليه أمرا مستحيلا، سواء للنازحين أو الجرحى، أو المرضى، والطواقم الطبية، والمسعفين، الذين بقوا دون كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود.

وقالت المصادر إن العشرات من جثامين الشهداء ما زالت ملقاة في ساحة المجمع وفي محيطه، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها في ظل إطلاق الاحتلال النار بشكل مباشر على أي جسم متحرك، ومنذ الساعة التاسعة من أمس الأول، لم تصل سيارة إسعاف واحدة إلى المجمع في ضوء هذه التطورات.

وأضافت أن مدفعية الاحتلال دمرت مبنى قسم القلب القديم في الجهة الغربية من المجمع المذكور، وتطلق قذائفها بين الفنية والأخرى في محيطه، والقنابل الدخانية بين أقسامها.

ولفتت المصادر إلى أن طائرات الاحتلال استهدفت المناطق الغربية والشمالية بمدينة غزة منذ منتصف الليلة، وهي: الشيخ رضوان، تل الهوا، وأبراج الكرامة، والمقوسي، والشيخ عجلين، والرمال، والنصر، دون أن تتسنى لسيارات الإسعاف الوصول إلى الأماكن المستهدفة، والوصول إلى الشهداء والجرحى.

من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هناك صعوبة بالغة في إخلاء مجمع "الشفاء" الطبي كما يطالب الاحتلال، إذ أن هناك أكثر من 60 مريضا بالعناية المكثفة، وأكثر من 40 رضيعا في قسم الخدج والحضانة، وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى.

عاجل