رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

صناديق استثمار عالمية تعود إلى سوق الأسهم الصينية المنتعشة

نشر
سوق الأسهم الصينية
سوق الأسهم الصينية

بدأ مستثمرون أجانب العودة بحذر إلى سوق الأسهم في البر الرئيسي بالصين بعد نوبة قياسية من البيع، ما يعد علامة على أن هذه السوق المضطربة ربما تكف عن التراجع. ضخت الصناديق الأجنبية ما يصل إجماليه إلى 15 مليار يوان (2.1 مليار دولار) على مدى 3 جلسات تداول، في أطول فترة من تسجيل مشتريات صافية منذ مطلع أغسطس الماضي. وصعد مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 4.6% عن أدنى مستوى بلغه الشهر الماضي.

وفي حين أن هذه الأرقام قد تبدو مخيبة للآمال بالمقارنة مع تدفق 172 مليار يوان خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أكتوبر الماضي، فقد تعزز زيادة الاتجاه إلى تسجيل مشتريات صافية، التوقعات بأن السوق سوف تغير اتجاهها. سادت حالة من التشاؤم البالغ بشأن إذ ما كانت صناديق الاستثمار العالمية التي تتبنى استراتيجية طويلة الأجل أكثر من قلصت تعاملاتها في الأسهم بالبر الرئيسي للصين وهونج كونج منذ 2018، بحسب تحليل لمصرف "مورجان ستانلي".

الصين تستثمر 5.4 مليار دولار في شركة ناشئة لصناعة الرقائق

جمعت شركة "تشانجشين شينتشياو ميموري تكنولوجيز" (Changxin Xinqiao Memory Technologies) الناشئة لأشباه الموصلات 39 مليار يوان (5.4 مليار دولار) من مستثمرين مدعومين من الحكومة، في إشارة إلى أن الصين تضاعف جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا ومواجهة العقوبات الأميركية.

في أحدث جولة تمويل لها، حصلت "تشانجشين شينتشياو" التي يقع مقرها في مقاطعة خفي، على 14.6 مليار يوان من المرحلة الثانية من "صندوق الاستثمار في صناعة الدوائر المتكاملة الصيني" المدعوم من الدولة في أواخر أكتوبر، وتمويل آخر من عدد من المستثمرين التابعين للحكومة المحلية، وفقاً لبيانات شركة "تيانيانتشا" (Tianyancha) الصينية.

يُعتبر هذا التمويل أحد أكبر الاستثمارات التي قام بها صندوق أشباه الموصلات الرئيسي في الصين، المعروف أيضاً باسم "الصندوق الكبير" (Big Fund)، منذ أن حققت بكين مع رؤسائه السابقين بتهمة الفساد قبل نحو عام.

منافسة شرسة في سوق الرقائق

شركة "تشانجشين شينتشياو" التي لا يعرفها كثيرون وتأسست عام 2021، لديها بعض المساهمين المشتركين، والمدير العام نفسه الذي يقود شركة "تشانجشين شينتشياو ميموري تكنولوجيز" الرائدة في الصين لصناعة رقائق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM)، ويقع مقرها الرئيسي أيضاً في مدينة خفي شرق الصين، وفقاً لشركة "تيانيانتشا".

تهدف" تشانغشين ميموري" إلى منافسة الشركات العالمية الرائدة في قطاع صناعة الرقائق، بما في ذلك "ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology) و"سامسوج" (Samsung Electronics)، كما تخطط لتقديم طرح عام أولي في الصين يمكن أن يقدّر قيمة الشركة المصنعة للرقائق بأكثر من 14.5 مليار دولار، حسبما ذكرت "بلومبرج نيوز" في وقت سابق من هذا العام.

كانت بكين عازمة على تحقيق اختراقات في صناعة أشباه الموصلات، حتى في وقت تحاول الولايات المتحدة الحد من وصول الصين إلى تقنيات الرقائق المتطورة. وحققت نجاحاً مبكراً مع إصدار شركة "هواوي تكنولوجيز" لهاتف يعمل بتقنية الجيل الخامس، باستخدام رقائق سيليكون من شركة صناعة الرقائق الصينية الكبرى "سيميكونداكتور مانيفاكتشورينج إنترناشيونال" (Semiconductor Manufacturing International) في أغسطس.

تخفيف التوترات بين واشنطن وبكين

من المقرر اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الصيني شي جين بينج على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو في وقت لاحق من هذا الشهر. ويسعى الجانبان إلى تخفيف التوترات بين البلدين. ومع ذلك، لا توجد أي علامة تشير إلى أن واشنطن ستخفف قيودها على التكنولوجيا، بعدما شددت بكين القواعد المتعلقة باستخدام هواتف" أبل" في الوكالات الحكومية والشركات المملوكة للدولة.

زاد "الصندوق الكبير"، وهو أداة التمويل الرئيسية لأهداف بكين طويلة الأجل في مجال أشباه الموصلات، التمويل تدريجياً هذا العام. وفي عام 2023، قام بتمويل ما لا يقل عن 12 استثماراً بما في ذلك الاستثمار في" تشانجشين شينتشياو"، كما تظهر بيانات" تيانيانتشا".

تأسست الشركة في عام 2014 وجذبت نحو 45 مليار دولار من رأس المال، ودعمت عشرات الشركات بما في ذلك شركة "يانجتسي ميموري تكنولوجيز" Yangtze Memory Technologies المدرجة في القائمة السوداء للولايات المتحدة، قبل أن يؤدي التحقيق في الكسب غير المشروع إلى تثبيط نشاطها.

عاجل