رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

عبارة عن بئر.. مواصفات مقبرة الكاتب الملكي «جحوتي إم حات» بعد اكتشافها

نشر
مقبرة «جحوتي إم حات»
مقبرة «جحوتي إم حات»

كشف الدكتور مارسلاف بارتا، مدير البعثة الأثرية التشيكية، تفاصيل مقبرة الكاتب الملكي «جحوتي إم حات»، التي يعود تاريخها لمنتصف الألفية الأولى قبل الميلاد.

يأتي ذلك، بعد أن كشفت البعثة الأثرية التشيكية التابعة لكلية الآداب، جامعة تشارلز ببراج، أثناء أعمالها بمنطقة آثار أبوصير، مقبرة الكاتب الملكي «جحوتي إم حات».

مواصفات مقبرة «جحوتي إم حات»

وأوضح مدير البعثة التشيكية، أن المقبرة شيدت على شكل بئر ينتهي بحجرة للدفن، وأنه على الرغم من أن الجزء العلوي من المقبرة لم يعثر عليه سليمًا، إلا أن حجرة الدفن تحتوي على العديد من المناظر والكتابات الهيروغليفية الثرية، مُشيرًا إلى أنه يمكن الوصول لحجرة الدفن عن طريق ممر أفقي صغير أسفل البئر يبلغ طوله حوالي 3 أمتار.

ومن المثير للدهشة، أن البئر المؤدي للمقبرة عثر بداخله على الكثير من بقايا المناظر التي كانت جزءًا من مناظر المقبرة المجاورة، التي شيدت لأحد القادة العسكريين خلال تلك الفترة، وكان يُدعى «منخ إيب نيكاو».

وأضاف مدير البعثة التشيكية، أن حجرة دفن «جحوتي إم حات» غنية بالنصوص والمناظر، حيث يوجد على الجدار الشمالي (المدخل) سلسلة طويلة من النصوص الدينية ضد لدغات الثعابين والمقتبسة من نصوص الأهرامات، تم نقش الجدران الجنوبية والغربية بمناظر لقرابين طقسية وقائمة كبيرة من القرابين، أما سقف حجرة الدفن فنقش منظر لرحلة الشمس عبر السماء في مراكبها الصباحية والمسائية، مصحوبة بتراتيل لشروق الشمس وغروبها.

مقبرة «جحوتي إم حات»

تابوت «جحوتي إم حات»

من جانبه، أشار الدكتور محمد مجاهد، نائب مدير البعثة التشيكية، أن البعثة عثرت أثناء أعمالها داخل حجرة الدفن على التابوت الخاص بالمتوفى، مضيفًا أنه مصنوع من الحجر ومزين بنصوص هيروغليفية وتصوير للآلهة من الخارج والداخل، أما الجانب العلوي من غطاء التابوت والجوانب الأطول له فمزينة بنصوص مختلفة من كتاب الموتى، بما في ذلك صور الآلهة التي تحمي المتوفى، وتحمل الجوانب الأقصر للغطاء صور للإلهتين «إيزيس ونفتيس» مصحوبة بنصوص الحماية للمُتوفى. 

أما الجوانب الخارجية للتابوت، فمزينة بمقتطفات من نصوص التوابيت والأهرامات، وهي تكرار جزئي للتعاويذ التي ظهرت بالفعل على جدران حجرة الدفن، وفي أسفل الجدار الداخلي للتابوت تم تصوير الإلهة «إيمنتت» إلهة الغرب، وتحتوي الجوانب الداخلية على ما يسمى بالتعاويذ الكانوبية، تتلوها هذه الإلهة وإله الأرض «جب»، وكل هذه النصوص الدينية والسحرية المذكورة كان الهدف منها، ضمان دخول المتوفى بسلاسة إلى الحياة الأبدية.

ونوه مجاهد، إلى أنه لم يتم العثور داخل مقبرة «جحوتي إم حات» على أي لُقى جنائزية، حيث تعرضت المقبرة للسرقة ربما في وقت مبكر من القرن الخامس الميلادي. 

وأظهرت الدراسات الأنثروبولوجية لبقايا الهيكل العظمي لصاحب المقبرة، أن «جحوتي إم حات» توفي في سن مبكرة نسبيًا، حيث من المرجح أن يكون توفى في عمر يناهز الـ25 عامًا، وكان يوجد بموميائه علامات تدل أنه كان يعاني من بعض الأمراض بسبب وظيفته مثل تآكل في العمود الفقري بسبب العمل جالسًا لفترات طويلة، كما كان يعاني من هشاشة شديدة في العظام، وتلك الإصابة ربما تؤكد أن «جحوتي إم حات» كانت له صلة قرابة بينه وبين أصحاب المقابر المجاورة، الذين تم التأكيد من إصابتهم أيضًا بالمرض نفسه، منهم علي سبيل المثال الكاهن «إيوف عا» الشهيرة.

عاجل