رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

صناديق الاستثمار الأمريكية في المناخ تتخلف عن أوروبا والصين

نشر
طاقة الرياح
طاقة الرياح

تتضاءل سوق صناديق الاستثمار المرتبطة بالبيئة في الولايات المتحدة للغاية، مقارنة بأوروبا، وحتى الصين.

وفقاً لبيانات جمعتها شركة "مورنينجستار" (Morningstar Inc). خُصص مؤخراً حوالي 32 مليار دولار لصالح صناديق المناخ بأمريكا بنهاية يونيو، مقارنة بحوالي 447 مليار دولار لنظيراتها في أوروبا، و44 مليار دولار في الصين.

قالت هورتنس بيوي، المديرة العالمية لأبحاث الاستدامة في "مورنينجستار": "يظهر لنا المشهد العالمي أن الولايات المتحدة متراجعة بوضوح عن أكبر الأسواق المنافسة لها".

استحواذ أمريكا على 6% من صناديق المناخ

تمثل الولايات المتحدة حالياً 6% فقط من أصول الصناديق العاملة بمجال المناخ-وهو قدر زهيد بالنظر إلى الحجم الإجمالي لأسواق رأس المال في البلاد. قالت بيوي إن السبب الرئيسي لضعف الأداء هو أن معظم الأموال قد تم توجيهها إلى الشركات في قطاعي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهي جزء من سوق الأسهم الأمريكية التي مُنيت بخسائر على مدى العامين الماضيين بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

في المقابل، قالت بيوي إن الصناديق الأوروبية سرعان ما جذبت المستثمرين، لا سيما تلك التي تركز حيازاتها على الشركات التي تأخذ أزمة المناخ في الاعتبار عند رسم استراتيجيات أعمالها، وبالتالي فهي أفضل استعداداً للتحوّل إلى اقتصاد منخفض الكربون.

بالتزامن مع ذلك، لعبت اللوائح التنظيمية دوراً بارزاً في انتشار صناديق التحول المناخي التي تُدار فعلياً أو بشكل صوري في أوروبا، بعد إدخال معايير في عام 2021 تتماشى مع اتفاقية باريس وتتوافق مع المناخ.

أضافت بيوي: "الولايات المتحدة بحاجة إلى المزيد من الجهد والوقت للحاق بالركب، فيما يتعلق بتزويد المستثمرين بحلول لإدارة المخاطر والفرص المرتبطة بالمناخ في المحافظ الاستثمارية".

تشير تقديرات "مورنينجستار" إلى أن هناك حالياً أكثر من 1200 صندوق مرتبط باستثمارات المناخ، مرتفعة من مستوى أقل من 200 صندوق في عام 2018. هناك ما يقرب من 870 صندوقاً منها موجودة في أوروبا، مقارنة بـ223 في الصين و117 في الولايات المتحدة. تنقسم الصناديق إلى خمس مجموعات: التحول المناخي والتي تحظى بقبول متميز في أوروبا، والكربون المنخفض، والسندات الخضراء، والحلول المناخية، والطاقة النظيفة أو التكنولوجيا النظيفة.

صناديق التحول المناخي الأسرع نمواً

بالتعمق في التفاصيل، يتبيّن لنا أن صناديق التحول المناخي-سواء كانت تُدار من أوروبا أو الولايات المتحدة - تمتلك حصصاً في العديد من الشركات نفسها، بما في ذلك شركة "ألفابت" و"شنايدر إلكتريك" (Schneider Electric SE) و«مايكروسوفت» و«إيه إس إم إل هولدينج» (ASML Holding NV) و"روش هولدينج" (Roche Holding AG). تأخذ هذه الشركات في الاعتبار آثار الاحتباس الحراري عند تصميم استراتيجيات أعمالها.

تعد صناديق التحول المناخي الشريحة الأسرع نمواً في السوق. ففي الأسبوع الماضي فقط، قالت شركة "بلاك روك"، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، إنها بصدد إطلاق صندوق للديون الخاصة الموجّه نحو التحول المناخي (Climate Transition-Oriented Private Debt Fund). 

خلال الـ18 شهراً المنتهية في يونيو، خُصص حوالي 5.8 مليار دولار لصناديق التحول المناخي في الولايات المتحدة، حيث تم توجيه ما يقرب من ثلاثة أرباع تلك الأموال إلى صندوقين متداولين في البورصة، وهما: "إكستراكرز" إس سي آي يو إس إيه كلايميت إيكويتي" (Xtrackers MSCI USA Climate Action Equity) و"آي شيرز كلايمت كونشاس آند ترانزيشن إم إس سي آي يو إس إيه" (iShares Climate Conscious & Transition MSCI USA)، وفقاً لـ"مورنينجستار". 

ساعدت هذه التدفقات الداخلة على تعويض التدفقات الخارجة من صناديق الطاقة النظيفة والتكنولوجيا، بما في ذلك صندوق "آيشرز جلوبال كلين إنرجي إي تي إف" (ishares Global Clean Energy ETF)، الذي واجه خسائر بسبب سحوبات صافية تزيد قيمتها عن 500 مليون دولار. 

من المؤكد أن المستثمرين في الولايات المتحدة متأخرين عن نظرائهم الأوروبيين من حيث الاستفادة من فرص تحول الطاقة التي تحدث بوتيرة متباطئة، لكن يبدو أنهم أخيراً انتبهوا إلى هذا الوضع.

عاجل