رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الأسهم الآسيوية تصعد تفاؤلاً بنهج «الاحتياطي الفيدرالي» وتحفيز الصين

نشر
الأسهم الآسيوية
الأسهم الآسيوية

ارتفعت الأسهم الآسيوية مرددة أصداء الصعود الذي حققته نظيرتها الأمريكية في وول ستريت، بعدما قلص المتداولون رهاناتهم على رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، مع توقعات بضخ مزيد من حزم التحفيز في الصين، مما ساعد على دعم المكاسب.

صعد مؤشر الأسهم الآسيوية الرئيسي لليوم الخامس على التوالي، مقترباً من تحقيق أطول سلسلة مكاسب منذ أوائل سبتمبر، وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إن تشديد الأوضاع المالية قد يعني عدم اضطرار الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية بصورة كبيرة، ويعد هذا التعليق الأحدث في سلسلة تصريحات تلمح إلى استبعاد رفع أسعار الفائدة في الوقت الراهن، والميل أكثر نحو التيسير النقدي.

بالانتقال إلى هونج كونج، تقدمت مؤشرات الأسهم بأكثر من 1% بينما قفزت أسهم البر الرئيسي الصيني، بعدما نشرت بلومبرج تقريراً يفيد بأن الصين تدرس زيادة عجز ميزانيتها، بينما تستعد الحكومة لإطلاق العنان لحزمة تحفيزات جديدة.

وقالت تشارو تشانانا، المحللة الاستراتيجية للسوق في "ساكسو بنك" (Saxobank): "ضاعفت الأسهم الآسيوية مكاسبها اليوم بفضل اللهجة الأقل تشدداً من جانب أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى التكهنات المثارة حول حزم التحفيز في الصين، لكن سيتعين على الفيدرالي الالتزام برفع أسعار الفائدة لفترة أطول إذا أراد رؤية تأثير حقيقي لرفع الفائدة على الأسواق، وهناك أيضاً مخاطر من احتمال تصاعد التوترات الجيوسياسية".

قاد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية المكاسب الإقليمية، وانتعش مجدداً بعد اقترابه من الدخول في منطقة التصحيح الفني، كما أعطت شركة "سامسونج إلكترونيكس" أكبر دفعة للأسواق، حيث ركز المتعاملون على انخفاض أرباح عملاقة الرقائق بنسبة أقل من المتوقع.

أداء السندات والعملات

بالنسبة لأسواق الديون، ارتفعت سندات الخزانة في التداولات الآسيوية، وقادت السندات لأجل 30 عاماً الارتفاع، كما واصلت مكاسبها يوم الثلاثاء، بعدما سجلت عوائد السندات الحكومية الأمريكية واحداً من أكبر انخفاضاتها خلال يوم واحد منذ بداية 2023.

تُظهر مقايضات بنك الاحتياطي الفيدرالي حالياً احتمالات تزيد عن 60% لبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع ديسمبر المقبل، بينما أشارت المقايضات قبل أسبوع واحد فقط إلى احتمال 60% لصالح رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول ذلك الحين.

في أسواق العملات، استقر مؤشر بلومبرج للدولار بعد تراجعه لليوم الخامس على التوالي، فيما صعدت عملات الأسواق الناشئة في آسيا، وقاد الوون الكوري المكاسب.

قال بن جيفري من مؤسسة "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "بدأ صناع السياسات النقدية في الاعتراف بوجود احتياج أقل لمواصلة سياسة التشديد النقدي، نظراً لضيق الظروف المالية بشكل كبير بعد الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة، وربما يكون هذا الاعتراف قد قلل من مخاوف تطبيق زيادات إضافية على سعر الفائدة الأمريكية".

محضر اجتماع الفيدرالي

في غضون ذلك، سيراقب المستثمرون أي تلميحات تظهر في محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر سبتمبر المقرر صدوره يوم الأربعاء، والذي ربما يشير في توقعاته الاقتصادية إلى عدم تطبيق المركزي زيادة جديدة على أسعار الفائدة، حسبما ترى المحللة آنا وونج في "بلومبرج إيكونوميكس".

أشارت وونج إلى أن هناك مؤشرين اقتصاديين مهمين في الطريق كذلك، وهما: مؤشر أسعار المستهلك المقرر صدوره يوم الخميس، ومسح ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيجان يوم الجمعة، حيث يمكن أن يوفرا قراءة أكثر تحديداً.

الأسواق تراقب صراع فلسطين وإسرائيل

يركز المستثمرون العالميون أيضاً على التوترات الجيوسياسية، وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة "تعزز" المساعدات العسكرية لإسرائيل، في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس الفلسطينية عليها، وأعلن البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، أن واشنطن ستحث قطر على التوسط في المحادثات مع حماس بشأن عودة الرهائن الأميركيين الذين تم احتجازهم خلال الهجوم الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي في إسرائيل.

من جانبه، قال المستثمر الملياردير بول تيودور جونز، في حوار مع شبكة "سي إن بي سي" إن البيئة الجيوسياسية الحالية هي "الأكثر تهديداً وتحدياً" على الإطلاق عقب هجوم حماس على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتوقع معاناة الولايات المتحدة من الركود أوائل العام المقبل.

وفي أسواق أخرى، حافظت أسعار النفط على معظم الارتفاع الذي سجلته في وقت سابق من هذا الأسبوع، مع استمرار احتواء تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس، كما تعهدت السعودية بالمساعدة في ضمان استقرار السوق، وهدأت أسعار الذهب بعد وصوله إلى أعلى مستوياته هذا الشهر.

عاجل