رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

نزوح ثلاثة أرباع أرمن قره باغ وسط اتهامات بـ«التطهير العرقي»

نشر
نزوح أرمن قره باغ
نزوح أرمن قره باغ

عبر أكثر من ثلاثة أرباع الأرمن من إقليم ناجورنو قره باغ الانفصالي، والبالغ عددهم 120 ألفاً، إلى أرمينيا بحلول عصر الجمعة، إثر سيطرة أذربيجان على الإقليم التابع لها، في نزوح جماعي أسرع من المتوقع، وسط تبادل للاتهامات بين باكو ويريفان بتنفيذ "تطهير عرقي" على أراضي البلدين.

وأفادت وكالة الأنباء الأرمينية بأن 97 ألفاً و735 شخصاً دخل إلى أرمينيا عند حدود الساعة الساسة مساءاً، قادمين من إقليم قره باغ، فيما رجحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يرتفع العدد الإجمالي إلى 120 ألفاً، داعية إلى تقديم الدعم في الوقت الذي تكافح فيه السلطات للتعامل مع تدفق اللاجئين.

وغادر أغلب الأرمن إقليم قره باغ منذ أن شنت أذربيجان، هجوماً خاطفاً الأسبوع الماضي، فيما أعلنت الرئاسة الأذربيجانية أنها "ستسمح لخبراء من الأمم المتحدة بزيارة قره باغ خلال الأيام القليلة المقبلة".

وقالت ممثلة المفوضية الأممية في أرمينيا، كافيتا بيلاني، خلال مؤتمر صحافي، إن "حشوداً ضخمة من الأشخاص المتعبين والخائفين يتجمعون في مراكز التسجيل"، مضيفةً أن "هذا هو الوضع الذي عاشوا فيه خلال 9 أشهر من الحصار، وعندما وصلوا كان يعتصرهم الشعور بالقلق والخوف ويريدون إجابات".


ورداً على سؤال بشأن أعداد اللاجئين، أكدت بيلاني، جهوزية المفوضية لـ"التعامل مع ما يصل إلى 120 ألفاً، ومن الصعب التكهن بالأعداد التي ستصل في هذه المرحلة".

وأشار مسؤول آخر بالمفوضية، إلى أن "الأطفال يمثلون ما يقرب من ثلث اللاجئين"، فيما اعتبرت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ريجينا دي دومينيسيس، أن "مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لنا هو أن العديد منهم، انفصلوا عن أسرهم".

وشدد ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، هشام دياب، على الحاجة الكبيرة لـ"دعم الصحة النفسية للاجئين".

من جهتها، أعلنت نازيلي باجداسريان، المتحدثة باسم رئيس الوزراء الأرميني في بيان، أوردته وكالة الأنباء الرسمية، الجمعة، أن "عدد النازحين قسراً الذين وصلوا إلى أرمينيا من قره باغ، بلغ 97 ألف و735 نازح بحلول الساعة السادسة مساءً".


اتهامات بـ«التطهير العرقي»
 

اتهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الجمعة، أرمينيا بالقيام بـ"تطهير عرقي، واحتلال، وتدمير الأراضي"، قائلاً إنه "خلال 30 عاماً، نزح أكثر من مليون أذربيجاني من ديارهم. وطُرِد أكثر من 200 ألف منهم من أراضي أرمينيا الحالية كما دمرت مدننا وقرانا".

وأضاف علييف، في كلمة له خلال منتدى اقتصادي في العاصمة باكو: "على مدى العقود الثلاثة الماضية، لم تسمح لنا قوات الاحتلال بالعودة"، لافتاً إلى إنفاق بلاده "7 مليارات دولار منذ حرب قره باغ الثانية (في عام 2020) على إعادة إعمار الأراضي المحررة"، معلناً "عودة أكثر من ألفي نازح سابق إلى ديارهم، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 5500 بحلول نهاية العام الجاري".


جاء ذلك بعدما اعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن "تحليل الوضع يُظهر أنه لن يتبقى أرمن في قره باغ خلال الأيام المقبلة"، واصفاً ما يحدث بأنه "تطهير عرقي"، لكن باكو نفت هذا الاتهام قائلة إنها لا تُجبر الناس على المغادرة، مؤكدة العمل على إعادة دمج الإقليم سلمياً، وضمان الحقوق المدنية للأرمن.

في المقابل، يقول أرمن المنطقة الانفصالية، إنهم لا يثقون في هذا الوعد، ويدفعهم إلى ذلك، تاريخ طويل من إراقة الدماء بين الجانبين، بما في ذلك حربان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.

عاجل