رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بطل أرض الذهب.. أحمد إدريس صاحب فكرة الشفرة النوبية في حرب أكتوبر

نشر
 أحمد إدريس صاحب
أحمد إدريس صاحب فكرة الشفرة النوبية في حرب أكتوبر

يظل جوهر حرب أكتوبر المجيدة هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور، ومن الانكسار والمرارة والألم إلى الكبرياء والعزة والفخر، وتغيير الواقع لم يكن، ولن يكون بالكلمات والشعارات والأماني وإنما بالرؤية المتكاملة بعيدة المدى، والتخطيط العلمي، وتوفير آليات وعوامل النجاح ثم العمـل الدؤوب بعزيمـة وإرادة صلبة من أجل تحويل الرؤية والأمل إلى واقع جديد يسود ويطغى على عثرات الماضي.


 

فيما تبقى ذكرى أبطال حرب أكتوبر العظام محفورة في ذاكرتنا وداخل أعماقنا بحروف من نور، ومن هؤلاء الأبطال "الصول" أحمد إدريس ابن النوبة، صاحب فكرة الشفرة النوبية؛ حينما قال "نرطن بالنوبي" حيث إنها لغة تنطق ولا تكتب بالحروف العربية.

أحمد إدريس صاحب فكرة الشفرة النوبية في حرب أكتوبر

أحمد محمد أحمد إدريس، ابن النوبة ولد بقرية توماس وعافية عام 1935 م، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952. وفي عام 1954 تطوع 'أحمد ادريس' كمجند بقوات حرس الحدود في الجيش المصري منذ  أن كان عمره 19 سنة لمدة 40 عامًا، ليشارك في جميع الحروب التي خاضتها مصر ضد اسرائيل والعدوان الثلاثي عام 1956 مرورا بنكسة 1967، وحرب الاستنزاف وصولاً إلى حرب السادس من أكتوبر 1973.

أصل فكرة الشفرة النوبية

 

كان أحمد إدريس -بحسب الهيئة العامة للاستعلامات- في خدمته العسكرية تحت قيادة اللواء تحسين شنن قائد الجيش، وطلب منهم أثناء أحد الاجتماعات إيجاد طريقة لا يستطيع العدو الإسرائيلي فهمها.

وجاءت إليه الفكرة آنذاك، واقترح عليهم استخدام اللغة النوبية، لأنها لغة مميزة، حيث تُنطق ولا تكتب ولا يعرفها أحد من الجيش الإسرائيلي، ولم تستطع إسرائيل فك تلك الشفرة أو التقاط أية إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري، فقد كانت لغة جديدة وغير موجودة في أي قاموس من قواميس العالم. 
وأوضح إدريس أنه بعد أن عرض هذه الفكرة، استدعاه الرئيس الراحل أنور السادات، والتقى به لمعرفة كيفية تنفيذ الفكرة في الحرب، وبعد عرضها على الرئيس، منحه مكافأة مالية 100 جنيه، وطلب منه أن يكتم السر ولا يفصح عنه لأحد.

أحمد إدريس صاحب فكرة الشفرة النوبية في حرب أكتوبر

عاد أحمد إدريس بعدها إلى وحدته ليجد 344 فرداً من أصول نوبية، يتدربون على الشفرات الجديدة، لديهم أجهزة إرسال واستقبال لتساعدهم على القيام بمهامهم في الجيش، وتم تدريبهم على الإرسال والاستقبال للعديد من المحطات ، حيث انضم إليهم دون أن يعلم أيّ منهم أن إدريس هو صاحب الفكرة، وتبدأ العمليات وتنجح الشفرة بعد تجربتها في عمليات مصيرية، ليتم توزيعها على قيادات الجيش والأفرع المختلفة."

أبرز الكلمات المستخدمة في حرب أكتوبر

 

كانت كلمة "السادنج فجوتي" هي الإشارة النوبية لانطلاق حرب أكتوبر بينما كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر ، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، وبتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي"…بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع ، كلٌ في تخصصه دون أن تدرك القوات الإسرائيلية ماذا يجري بالضبط"

ومن أبرز الكلمات التى استخدمت في حرب أكتوبر المجيدة كلمة «أوندى» والتي كانت تطلق على محطة الاستقبال الرئيسية ، وكان يطلق على باقي المحطات نفس الاسم، ولكنها مرقمة مثل «أوندى 1، أو 2»، ومعناها باللغة النوبية «دكر»، والضفادع البشرية «أمنكوركى» وهى الضفدعة بالعربية، وضابط «أيجت» وتعنى خروف، وكلمة دبابة باللغة النوبية كانت تنطق «تى» وهى البقرة بالعربية . 
 

تكريم مصر للمساعد أحمد إدريس

 

تكريم أحمد إدريس صاحب فكرة الشفرة النوبية في حرب أكتوبر

أوضح صاحب فكرة الشفرة السرية، أنه ظل يخفي سر الشفرة النوبية، حتى عن أولاده وعائلته، حتى تم الإعلان عنها عام 2010، وفى الذكرى الـ44 لحرب أكتوبر المجيدة،  صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على منح المساعد أحمد إدريس وسام النجمة العسكرية.

وأعلنت محافظة أسوان عن تكريم أحمد إدريس وذلك بعد تكريمه من رئيس الجمهورية، كما  قام شباب أسوان برسم جدارية تعبيراً عن احتفائهم وفخرهم بابن محافظة أسوان وابن النوبة لدوره البطولي في الحرب مما  يلقي الضوء علي الوجه المشرق والأدوار المشهودة لأبناء النوبة في دفاعهم عن وطنهم بدمائهم."

اللغة النوبية

 

تُعرّف "الموسوعة العالمية للغات" اللغةَ النوبية بأنها لغة نيلية صحراوية، يتحدث بها سكان جنوب مصر وشمال السودان، ويبلغ عدد الناطقين بها نحو مليون نسمة، وتنقسم اللغة النوبية إلى قسمين بين أهلها وهي "لهجة نوبة الكنوز"، و"لهجة نوبة الفديكا."

عاجل