رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«جمعة» يدعو إلى إطلاق مشروع قومي لبناء محتوى رقمي صحيح في مجال الخطاب الديني

نشر
وزير الأوقاف الدكتور
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أهمية إطلاق مشروع قومي لبناء محتوى رقمي صحيح ورشيد في مجال الخطاب الديني برؤية معاصرة تحافظ على الثوابت وتراعي المستجدات العصرية.

الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني

وأشار وزير الأوقاف إلى ضرورة العمل على تعزيز الاستخدام التشاركي للفضاء الإلكتروني، من حيث إنتاج المعرفة والإسهام في نشرها، وأيضًا التوسع في برامج التدريب على الاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك خلال التوصيات في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي الـ 34 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بعنوان الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني".

وأشار الوزير إلى أهمية التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة لا غاية وعلى أنه إضافة وليس بديلًا عن العقل البشرى أو أي من وسائل إنتاج المعرفة الأخرى.

كما أكد على أهمية التوسع في إنشاء كليات وأقسام الذكاء الاصطناعي ودعم البحث العلمي في هذا المجال باعتباره أحد دعائم المستقبل علميًّا واقتصاديًّا ومعرفيًّا، مع إدراج التقنيات الحديثة كالحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها في مناهج الكليات المتخصصة، والتوسع في استخدام تلك التكنولوجيات والإفادة منها في مجال الخطاب الديني.

وأوصى وزير الأوقاف بالاهتمام بإنتاج الرسوم المتحركة والأفلام التقنية ثلاثية الأبعاد بما يسهم في الحفاظ على هويتنا الدينية والثقافية، لا سيما لدى النشء والشباب.. موضحا أنه لا بد من التأكيد على ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة في التعليم والتحفيظ عن بعد واعتبارها جزءًا لا يتجزأ من وسائل الدعوة لمواكبة المتغيرات التكنولوجية الحديثة ، مع التأكيد على أنها إضافة وليست بديلا عن التعليم المباشر ، ولا مانع من الاستفادة من نظام التعليم المزدوج حضوريا وافتراضيا.

وأشار الوزير إلى ضرورة التأهيل العلمي والتقني لكل من يتصدر للفتوى الإلكترونية أو التعليم عن بعد أو التحفيظ عن بعد أو الدعوة عن بعد تأهيلا علميا، ومهنيا، وفنيا، بما يمكنه من أداء رسالته عن علم وبصيرة بدقة ومهنية.

وأكد أهمية تقديم وتدريس أنماط مختلفة من الدعم الإلكتروني عن طريق روبوتات المحادثة الذكية باعتبارها وسيلة تعلم ممتعة وجذابة، لتنمية العديد من المهارات والمعارف، وتعزيز كفاءة المعلم والمتعلم.

ولفت إلى ضرورة إنشاء كليات علوم شرعية إلكترونية تضع في اعتبارها تخريج إمام أو معلم أو باحث يجيد التعامل مع سائر وسائل التواصل والتقنيات الحديثة، قادر على الإسهام في إنتاجها وتطويرها وتصحيح مسارها.

ولفت وزير الأوقاف إلى أهمية دعم وتشجيع برامج البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتقنيات الحديثة في المجال المعرفي والثقافي بصفة عامة والمجال الدعوي والخطاب الديني بصفة خاصة.. مؤكدا ضرورة مراعاة الأبعاد الأخلاقية في استخدام مواقع التواصل والعمل على تطوير هذه المواقع واستخدامها بشكل مسئول ورشيد، فالجريمة الأخلاقية هي سواء التي تقع في دنيا الناس أو على مواقع التواصل والتقنيات الحديثة.

وقال وزير الأوقاف إنه يجب احترام خصوصية الآخرين في ضوء تعاليم الشرع الحنيف، وذلك بعدم التجسس عليهم، أو إفشاء أسرارهم، أو ابتزازهم ، وعدم نشر الشائعات، والتثبت من الأخبار قبل نقلها.. مؤكدا أهمية دور الأسرة في توجيه أبنائها التوجيه السليم نحو الاستخدام الآمن والنافع لمواقع التواصل، مع تنبيههم الدائم على مخاطر الاستخدام غير المنضبط للفضاء الإلكتروني.

وأشار إلى أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والتقنية في مجال استخدامات الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والإفادة منها في نشر الفكر الوسطي ومواجهة الفكر المتطرف ومواجهته إلكترونيًّا من خلال مواجهة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، مشيرا إلى ضرورة التوازن في العمل الدعوي بين الأنشطة المسجدية والأنشطة التعليمية والإلكترونية.

وشدد على ضرورة مكافحة الاستخدام غير الرشيد للفضاء الإلكتروني في مجال الخطاب الديني؛ بتقديم خطاب ديني صحيح دقيق يرسخ أسس التسامح وفقه العيش المشترك ويواجه ويفند الفكر المتطرف بالحجة والبرهان.. مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي وسيلة وأداة يجب أن نوظفها وبقوة في كل ما يحمل الخير ويحقق النفع للإنسانية جمعاء.

وأكد الوزير أهمية التعامل مع الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيار متاح بل هو ضرورة لا غنى عنها، وهو إضافة لكل فنون المعرفة وليس بديلًا عنها، وهو وسيلة وأداة يجب حسن استخدامها ، مع بيان أن حسن توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الديني من فروض الكفايات ؛ لأننا إن لم نوجهه للحق تركناه ساحة فسيحة للمتطرفين والمتشددين؛ فيستخدمونه في نصرة الباطل.

وقال إنه يجب على علماء الدين والاجتماع وتقنيات المعلومات والاتصال وغيرهم بذل وسعهم في استحداث وتطوير وسائل جذب غير تقليدية للأطفال والشباب، تخفف من غلواء الإدمان الإلكتروني وتحد من مخاطره.

وأشار إلى أهمية تعظيم دور الرياضة والمسابقات الرياضية والفكرية والعلمية والثقافية للشباب بما يحول بينهم وبين مخاطر الإدمان الإلكتروني ويسهم في إحداث التوازن المطلوب في بناء شخصيتهم.

وشدد على الاهتمام ببيوت الله مبنى ومعنى وعمارة، وبإنشاء مراكز الثقافة الإسلامية ومراكز إعداد محفظي القرآن الكريم وتطوريها، بما يتسق ومتطلبات العصر لإحداث التوازن المطلوب بين التأهيل الواقعي والتثقيف الافتراضي.

كما أوصى الوزير باستكمال البناء التشريعي في مجال الفضاء الإلكتروني والتقنيات ذات الصلة ووضعه موضع التنفيذ بما يكفل تحقيق غايات الأمن الإلكتروني للجميع.

عاجل