رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

فرنسا.. انقسام في الطبقة السياسية حول قرار منع ارتداء العباءة بالمدارس

نشر
فرنسا.. انقسام في
فرنسا.. انقسام في الطبقة السياسية حول قرار منع ارتداء العباء

حالة من الانقسامات بين الطبقة السياسية في فرنسا بعد قرار وزير التربية الفرنسي جابرييل عطال، منع ارتداء العباءة في المدارس العامة ابتداء من الأسبوع المقبل.

وبحسب تقرير نشرته «فرنسا 24»، فإن الأمر لاقى تحذيرا من بعض نواب معسكر اليسار من "شرطة اللباس"، بينما رحبت أحزاب اليمين واليمين المتطرف بهذا القرار ووصفته بأنه "الاتجاه الصحيح".

أما المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فقد عبّر عن استغرابه، معتبرا أن العباءة لا تشكل "زيا دينيا بل شكل من أشكال الموضة". 

وكان المجلس، أعلن، في يونيو الماضي، أن هذا اللباس "ليس علامة دينية في حد ذاته".

وقال وزير التربية الفرنسي، في تصريحات إعلامية: "عندما تدخل إلى أحد الفصول، لا يفترض أن تتعرف على ديانة أي تلميذ بمجرد رأيته". وأضاف: "العباءة لا مكان لها في مدارسنا، شأنها شأن الرموز الدينية الأخرى". ووعد جابرييل عطال بمساعدة مدراء المؤسسات التربوية على "تطبيق" هذا القرار الجديد، "وفاء لقيمنا ورفضا للطائفية".

اليمين واليمين المتطرف يساندان قرار المنع

كتب إيريك سيوتي، رئيس حزب "الجمهوريون" اليميني (اليمين التقليدي)، في تغريدة على «تويتر»: "الطائفية عبارة عن جذام يهدد الجمهورية. لقد طالبنا عدة مرات في السابق بمنع ارتداء العباءة في مدارسنا. أحيي قرار وزير التربية الذي أنصفنا".

إيريك زمور، زعيم حزب "الاسترداد" اليميني المتطرف أكد أن "قرار منع ارتداء العباءة خطوة جيدة في حال تم تطبيقه على أرض الواقع". وأضاف: "طالبنا مع أولياء التلاميذ منذ شهور عديدة بمنع ارتداء هذا اللباس بل الذهاب أبعد بفرض زي رسمي موحد على كل التلاميذ لوقف الاستفزازات الإسلامية في المدرسة". 

حزب مارين لوبان اليميني المتطرف "التجمع الوطني"، ورغم ترحيبه بقرار وزير التربية، إلا أنه اعتبره غير كاف لحل المشاكل التي تتخبط فيها المدرسة والمجتمع الفرنسي على حد سواء.

وفي هذا الشأن، قال النائب رومان بوبري من منطقة "بوش دي رون": "لم يكن لنا أن نفرح بقرار منع ارتداء العباءة لو ما كنا نعيش سياسة الهجرة المكثفة. هذا القرار يسير في الاتجاه الصحيح لكنه لن يحل المشكلة الأساسية".

حرب دينية جديدة مفتعلة 

أما في معسكر اليسار، وإن كان وافق عليه العديد من نواب الحزبين الاشتراكي والشيوعي باسم العلمانية، فكانت ردود الفعل عموما معارضة للقرار، لا سيما في صفوف نواب الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد. 

وحذر جان لوك ميلنشون، زعيم هذا التحالف اليساري، من "ظهور حرب دينية جديدة مفتعلة وسخيفة". وغرَّد، قائلا: "متى سنتوصل إلى السلم المدني وإلى علمانية توحد ولا تعصب؟". وأضاف "من المحزن أن نشهد عودة مدرسية مسيسة وسط حرب دينية مفتعلة".  

من ناحيتها، تساءلت كليمونتين أوتان، وهي نائبة عن حزب فرنسا الأبية: "إلى أي مدى ستذهب شرطة اللباس؟" في فرنسا، منوهة بأن "قرار غابرييل عطال مخالف للدستور وللمبادئ الأساسية للعلمانية"، فيما وصفته على أنه "رفض مهووس للمسلمين".

العباءة شكل من أشكال الموضة وليست لباسا دينيا

واستنكر عبد الله زكري، نائب رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، حظر العباءة في المدارس الفرنسية، وطالب وزارة التربية الفرنسية، بإصدار نص يوضح دوافع اتخاذ القرار، نافيا أن يكون هذا الزي رمزا دينيا.

وقال عبد الله زكري: "إن العباءة ليست لباسا دينيا بل شكل من أشكال الموضة"، وأضاف أن وزير التربية الفرنسي جابرييل عطال، كان عليه "التشاور مع المسؤولين السياسيين" في هذا الشأن والاطلاع على آرائهم فيه.

عاجل