رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بينهم نابليون وأوباما ودافينشي.. أصحاب اليد اليسرى يحتفلون بيومهم العالمي

نشر
أوباما
أوباما

يحتفل أصحاب اليد اليسرى في الثالث عشر من شهر أغسطس، بيومهم العالمي  في حين يعاني أصحاب اليد اليسرى من تصميم الأدوات والبرامج والتكنولوجيا لتناسب متطلبات الأغلبية ذات اليد اليمنى، فأصحاب اليد اليسرى يعانون عند استخدام المقص التقليدي أو جهاز الصراف الآلي لذا تم تخصيص يوم للاحتفال بأصحاب اليد اليسرى.

نابليون

واحتفلت به دين آر كامبل مؤسسة منظمة اليد اليسرى الدولية، لأول مرة عام 1976، للمساعدة في زيادة الوعي بمزايا وعيوب استخدام اليد اليسرى، ويتم الاحتفال به كل عام منذ ذلك الحين، واستمرارا للتقليد وإضفاء الطابع الرسمي عليه، أطلق نادي الشول اليوم العالمي لليسار كجزء من منظمتهم في 13 أغسطس 1992.

دافنشي 

وهناك أدلة على وجود إنسان نياندرتال أعسر قبل 500 ألف عام، وفي ذلك الوقت، ربما كان الرجال والنساء في الكهف يأكلون اللحوم النيئة في كثير من الأحيان وهو أمر صعب جدا على الأسنان.

ويعتقد علماء الآثار أن إنسان نياندرتال كان يعض اللحم ويستخدم قطعة حادة من الحجر لتقطيع اللحم بجوار أفواههم.

ومن حين لآخر ينزلق الحجر حيث تثبت الخدوش على أسنانهم أن 10 في المئة من إنسان نياندرتال أمسكوا بقطعة الأحجار بيدهم اليسرى.

 

أشهر العسر في العالم 

مع أن العُسر يشكلون نسبة صغيرة من سكان العالم، فإن العديد منهم شغلوا وظائف مهمة للغاية فعلى سبيل المثال كان العديد من الرؤساء الأميركيين السابقين من مستخدمي اليد اليسرى، بما في ذلك بيل كلينتون وباراك أوباما، وفي بريطانيا، كان رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون أعسر، كما كان رئيس الوزراء الشهير في زمن الحرب ونستون تشرشل أعسر هو الآخر، ومن المشاهير العسر أيضا أول من مشى على القمر نيل آرمسترونج، دافينشي، نابليون، موزارت، أرسطو، ستيف جوبز.

أوباما 

أدمغة أصحاب اليد اليسرى 

يقول علماء في جامعة أكسفورد إن أدمغة الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى تعمل بشكل مختلف عن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى.

وفي إحدى الدراسات تمت مراقبة الدماغ لدى المشاركين الذين يستخدمون اليد اليسرى. ويقول العلماء إن جانبي الدماغ كانا متصلين بشكل أفضل وأكثر تنسيقا لدى مستخدمي اليد اليسرى، لا سيما في المناطق التي تنطوي على استخدام اللغة.

لطالما دار جدال حول ما إذا كان نزوع المرء لاستخدام اليد اليسرى يؤثر بأي شكل على دماغه أم لا؟.. فالجانب الأيمن من الدماغ يتحكم في اليد اليسرى والعكس بالعكس. ولذا فقد يؤدي كون المرء أعسر اليد إلى ترك آثارٍ غير مباشرة، ولكن لا مفر منها، على الشاكلة التي يُنسق بها عمل الدماغ.

كلينتون 

ويقول عالم النفس كريس ماكمانس من كلية لندن الجامعية، وهو مؤلف كتاب "يد يمنى.. يد يسرى": "إن الطريقة التي ينتظم بها دماغ الشخص الأعسر تتسم بتغير وتنوع كبيرين".

ويضيف ماكمانس قائلاً: "حدسي الشخصي يفيد بأن الأعسر ينعم بموهبة أكبر، ويعاني من أوجه قصور أكثر أيضا. فإذا ما كنت كذلك، فقد تجد نفسك إزاء طريقة مختلفة قليلاً فيما يتعلق بالشكل الذي يُنظم دماغك على أساسه، وهو ما قد يهبك مهاراتٍ لا ينعم بها أشخاص آخرون".

لكن هناك من لا يتفقون مع هذا الرأي. من بينهم، دوروثي بيشوب، أستاذة علم النفس العصبي التطوّري في جامعة أكسفورد. ولدى هذه السيدة اهتمامٌ شخصيٌ بالأمر، فهي عسراء أيضاً، وهو ما جعلها تتساءل دائماً - كما تقول - عن السبب الذي جعلها مختلفة عن سواها.

وتستطرد بيشوب بالقول: "على مدار سنوات، راجت ضروبٌ شتى من المزاعم التي تربط كون المرء أعسر اليد بالمعاناة من حالات عجزٍ مثل عسر القراءة، أو التوحد. في المقابل، كان هناك ربطٌ (لهذا الأمر) بسمات إيجابية، إذ يُقال إن المهندسين المعماريين والموسيقيين غالباً ما يكونون من العُسر".

تشرشل 

لكن أقاويل من هذا القبيل بدت غير مقنعة لبيشوب، وذلك بعدما أطلعت على البيانات والإحصائيات ذات الصلة بذلك. وتقول في هذا الصدد إن الكثير من تلك الافتراضات نتجت عما سمته بـ"التحيز في تسجيل بيانات بعينها دون سواها".

وتضرب هنا مثلاً بالقول: إذا كان باحثٌ يجري دراسة ما عن الاتصاف بروح ابتكارية، مثلاً، وأورد فيها سؤالاً عن العلاقة بين متغيريّ "الإعسار"، والابتكار؛ فسيشعر بالحماسة إذا ما وجد حالةً تثبت وجود مثل هذه العلاقة، دون أن يتطرق لذكر الحالات الأخرى التي لم تثبت أي صلة بين هذين المتغيرين.

ولكن بيشوب تستدرك بالقول إن النظر عن كثب لأعداد المصابين بأمراض غير شائعة مثل متلازمة "داون" والصرع، والشلل الدماغي، يكشف عن أن نسبة من يصابون بهذه الأمراض من مستخدمي اليد اليسرى يقترب تقريباً من عدد من يعانون منها ممن ينزعون لاستخدام يدهم اليمنى، أي أن النسبة بينهما في هذا الشأن لا تأخذ ذاك الشكل النمطي المعتاد، المتمثل في 1 مقابل عشرة لصالح من يفضلون يُمناهم.

وتعتبر بيشوب أن كون المرء أعسر ربما يكون عرضاً لا سبباً في حد ذاته. وتوضح قائلة: "الإعسار نفسه لا يخلق مشكلات، بل إنه قد يكون عرضاً لحالةٍ كامنة". وتشير إلى أن النزوع لاستخدام اليد اليسرى "لا يؤثر على الإطلاق على التطور المعرفي الفكري بالنسبة لغالبية الناس".

 

عاجل