رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الحكومة تعتزم توسيع دور «التدخل السريع» للقضاء على التشرد وحماية المواطنين

نشر
بحث القضاء على ظاهرة
بحث القضاء على ظاهرة التشرد

بحثت وزارة التضامن الاجتماعي سبل السيطرة على ظاهرة التشرد، وتكثيف الجهود لجمع ورعاية المشردين، بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وعقدت اللجنة المختصة بتطوير منظومة ورعاية المشردين اجتماعها، برئاسة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، بحضور ممثلي وزارات الصحة والسكان والداخلية والمالية، بمشاركة الدكتورة منن عبد المقصود، أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، والدكتورة منال العطار، رئيس الإدارة المركزية للأمانة الفنية للمجلس القومي للصحة النفسية، بالإضافة إلى عدد من الجهات المعنية والمؤسسات الأهلية العاملة في القطاع، بهدف تعزيز التعاون من أجل السيطرة على ظاهرة التشرد.

بحث القضاء على ظاهرة التشرد

توفير أماكن للمشردين

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي، أن التشرد ظاهرة اجتماعية تتسم بالتغير والتنقل، ولها العديد من التبعات الاجتماعية والأمنية والإنسانية، بالإضافة إلى الاختلاف بشأن تعريف التشرد فمن هؤلاء المواطنين الذين يقطنون الشارع من لهم مأوى، ومنهم من يعمل خارج نطاق محافظته واتخذ الشارع مأوى له، وهناك من لديه خلاف مع أسرته ويقطن الشارع بشكل مؤقت، أو من لديه إعاقة ذهنية أو عقلية، أو من يتخذ التسول وسيلة لكسب العيش.

وأضافت القباج، أن وزارة التضامن الاجتماعي لديها مؤسسات رعاية عديدة على مستوى الجمهورية ولكل الأعمار، تشمل 168 دار مسنين، و21 دار كبار بلا مأوى، و51 دارًا للدفاع الاجتماعي للأطفال، بالإضافة إلى 435 مؤسسة رعاية للأيتام، و43 حضانة ايوائية.

وكشفت، أن وزارة التضامن الاجتماعي أغلقت ما يقرب من 62% من إجمالي السعة، لذلك قامت الوزارة منذ العام الماضي بغلق حوالي 60 دارًا، ودمج بعض المؤسسات، وبالتالي فإن هناك أماكن للمشردين في دور الرعاية المتنوعة، وذلك يتم وفق ضوابط ومحددات يتم استيفاؤها قبل إلحاق المشردين بهذه الدور، التي تتلخص في التأكد من عدم وجود أمراض خطرة أو معدية، أو إثبات عدم تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من خلو الوافد من الشارع من الجريمة أو المخالفات القانونية.

ثبت وجود بعض الاختلالات النفسية والسيكولوجية التي تستدعي وجود رعاية طبية متخصصة وليس فقط رعاية اجتماعية، ولذلك كان هناك تنسيق بين كل من وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة والسكان في هذا الشأن.

بحث القضاء على ظاهرة التشرد

دور التدخل السريع

وتطرق النقاش، خلال الاجتماع، إلى أن آلية «التدخل السريع» لدى وزارة التضامن الاجتماعي قد ثبت فعاليتها في التدخل الفوري وسرعة الاستجابة لأي بلاغ أو شكوى بنسبة 100% من البلاغات، فجاء متوسط عدد الحالات التي يتم التدخل بشأنها حوالي 270 حالة شهريًا، وذلك بالتنسيق مع لجنة الضبطية القضائية بالوزارة ومأموري الضبط القضائي على مستوى الجمهورية في حالات تعرض أي من المواطنين للخطر.

وأفادت وزيرة التضامن بأن الوزارة بصدد التوسع في آليات التدخل السريع، بطرح سبل جديدة للتدخل الوقائي والرصد المبكر، مع انتشار سيارات التدخل في الشوارع المعروف عنها أن تضم أعدادًا كبيرة من المشردين، وذلك بدلًا من الانتظار لحين الإبلاغ أو تلقي الشكاوى من المواطنين، سواء من خلال الخط الساخن أو من خلال اعلام الاجتماعي.

بحث القضاء على ظاهرة التشرد

جهود حماية كبار السن من المشردين

وشهد الاجتماع تقديم عرض خاص بجهود وزارة التضامن الاجتماعي لكبار السن من المشردين، مستعرضًا الخدمات العديدة المقدمة لهم اجتماعيًا ونفسيًا.

وناقش الحاضرون التحديات التي يتم مواجهتها في حصر ورعاية كبار السن في الشارع، منها الحاجة للحصول على أوراق ثبوتية أو استخراجها من جديد، وارتداد بعض الأفراد الذي يتم نقلهم لدور الرعاية إلى الشارع مرة أخرى وتفضيلهم حياة الشارع، حيث لا قواعد ضابطة، وحيث فرص التكسب السهل متاح من التسول أو من خلال الحصول على مزايا عينية من المارة، كما أن من هذه المشكلات الاختلالات النفسية والذهنية والعقلية المصاب بها بعض المشردين كبار السن.

وأوضحت القباج، أن عدم وجود متخصصين فنيين في التعامل مع بعض الحالات يشكل خطورة على المواطنين المرضى أنفسهم، كما يشكل خطورة على المواطنين الذين يقطنون الدار نفسها، ولذلك فهناك حاجة ماسة إلى تعاون وزارة الصحة والسكان في هذا الشأن.

وأعرب كل من المجلس القومي للصحة النفسية، والأمانة العامة للصحة النفسية، تحت مظلة وزارة الصحة والسكان، عن أن هناك استعدادًا كبيرًا للتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي في ملف الرعاية النفسية، وبصفة خاصة للحالات التي تستدعي عقاقير علاجية، إلا أن وزارة الصحة والسكان لديها عدد محدود من الأسرة للعلاج النفسي، ومن المفضل أن يتم تقديم الخدمة في مؤسسات رعاية اجتماعية، وإن خضع ذلك لزيارات متكررة من الأطباء النفسيين، على أن تتحمل وزارة التضامن الاجتماعي توفير تكلفة الأطباء النفسيين المقترح الاستعانة بهم.

ووافقت وزيرة التضامن الاجتماعي ، بشكل مبدئي، على رصد التكلفة المتوقع تحملها، وبحث سبل توفيرها سواء من موازنة الوزارة مباشرة أو من خلال آليات تمويل أخرى من موازنة الدولة أو من مصادر أخرى، حيث إن العائد من حماية المواطنين أكبر بكثير من التكلفة التي يمكن تحملها.

عاجل