رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الرئيس السيسي: إفريقيا تواجه تحديات ضخمة تهدد مسارها التنموي وحقوق الأجيال القادمة

نشر
 الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن دول إفريقيا تواجه عددًا ضخمًا من التحديات التي لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموي، وإنما تُهدد مُحددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة.

وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته في فعاليات اليوم الثاني من القمة الإفريقية الروسية: «أود في البداية أن أعرب لفخامة الرئيس بوتين عن تقديرنا لحفاوة الترحيب وكرم الضيافة، ويُسعدني أن أتواجد اليوم في الدورة الثانية للقمة الروسية الإفريقية التي تشرفت إلى جانب الرئيس بوتين بإطلاق نُسختها الأولى بشكل مُشترك عام 2019، خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، حيث صاغ هذا المسار إطارًا مؤسسيًا مُستدامًا يليق بجحم وعُمق الشراكة التاريخية التي تجمع بين الدول الإفريقية وروسيا.

 الرئيس عبدالفتاح السيسي

ظروف دولية معقدة

وتابع الرئيس السيسي: «تأتي قمتنا اليوم في ظرف دولي بالغ التعقيد، ومُناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب، والتغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية التي بني على أساسها نظامنا الدولي بمفهومه الحديث، وتقف دولنا الإفريقية في خضم ذلك لتواجه عددًا ضخمًا من التحديات التي لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموي، وإنما تُهدد مُحددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة، وبحيث باتت شعوبنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات للتصدي لهذه التحديات، وتأمين مستقبل آمن لهم».

وقال: «إن مصر كانت دومًا رائدة وسباقة في انتهاج مسار السلام.. سلام الأقوياء القائم على الحق والعدل والتوازن، فكان هو خيارها الاستراتيجي الذي حملت لواء نشر ثقافته، إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع».

 الرئيس عبدالفتاح السيسي

رؤية مصر بشأن الظروف الدولية والتحديات العالمية

وأضاف الرئيس السيسي: «اسمحوا لي من هذا المنبر، وبمناسبة قمتنا اليوم، أن أطرح عليكم رؤية مصر بشأن الظرف الدولي الراهن، وكذا أهم المحاور التي نُقدر أهمية التركيز عليها كأساس لتعميق التعاون القائم تحت مظلة شراكتنا الاستراتيجية وهي:

أولًا: أن دول إفريقيا دول ذات سيادة، وإرادة مستقلة، وفاعلة في مجتمعها الدولي.. تنشد السلم والأمن الدولي، وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها أولاً، ويتعين أن تبقى بمنأى عن مساعي الاستقطاب في الصراعات القائمة. 

ثانيًا: أن صياغة حلول مستدامة للصراعات القائمة في عالمنا اليوم، يتعين أن تتأسس على أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي بما في ذلك التسوية السلمية للنزاعات، والحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، هذا بجانب ضرورة التعامل مع جذور ومسببات الأزمات لاسيما تلك المتعلقة بمحددات الأمن القومي للدول، وكذا أهمية الامتناع عن استخدام الأدوات المختلفة لإذكاء الصراع وتعميق حالة الاستقطاب، ومن بين ذلك توظيف العقوبات الاقتصادية خارج آليات النظام الدولي متعدد الأطراف.

ثالثًا: ضرورة الأخذ في الاعتبار احتياجات الدول النامية وعلى رأسها دول إفريقيا فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، وبالتحديد في محاور الأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة، وأؤكد في هذا الشأن على أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد أفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم النظم الزراعية والغذائية في إفريقيا، وأنني لأتطلع للتوصل لحل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كل الأطراف ومصالحهم ويضع حدًا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب.

رابعًا: تحتم التطورات الدولية المتلاحقة وتداعياتها التي باتت تمس كل أرجاء عالمنا، وجود صوت إفريقي مؤثر وفعال داخل المحافل الدولية القائمة، بما يعمل على إيصال موقف الدول الإفريقية وإيضاح احتياجاتها، ويحقق القدر المطلوب من التوازن عند مناقشة القضايا ذات التأثير المباشر على مصالحها، وأنني أعرب هنا عن تطلع مصر لأن تحظى المطالب الإفريقية في إطار مجموعة العشرين، وكذا مساعي إصلاح المؤسسات التمويلية الدولية وصولاً لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لأزمة أعباء الديون القائمة، بدعم الشريك والصديق الروسي».

 الرئيس عبدالفتاح السيسي

عمق العلاقات الإفريقية الروسية

وذكر الرئيس السيسي: «السادة الحضور، إن الوثائق التي ستصدر عن قمتنا اليوم تثبت وبحق عمق العلاقات الاستراتيجية والروابط المهمة التي تجمع دول إفريقيا بالجانب الروسي، فضلاً عن الآفاق الواسعة لتعزيز العلاقات القائمة بيننا لاسيما في المجالات محل الاهتمام المشترك وعلى رأسها تعزيز مقدرات السلم والأمن ومكافحة مهدداته، وكذا تفعيل مسارات التنمية الاقتصادية بالتركيز على قطاعات البنية التحتية والتصنيع الزراعي والتحول الصناعي بالاستفادة من التكنولوجيا الروسية، هذا بالإضافة لتعزيز الصلات الثقافية والروابط التاريخية بين شعوبنا». 

وتابع: «أوكد في هذا الصدد، على التزام مصر باستمرار انخراطها بشكل جاد ومخلص في جهود تعميق شراكتنا الاستراتيجية، إيمانًا بالفرص ومساحات التعاون الواسعة القائمة في إطارها، وذلك من خلال تسخير الأدوات والإمكانات المصرية على المستوى الوطني عبر تفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وعلى المُستوى القاري من خلال تفعيل رئاسة مصر للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية النيباد، وكذا ريادة ملف إعادة الاعمار والتنمية فيما بعد الصراعات على مستوى الاتحاد الإفريقي، لتدعيم جهود تعزيز السلم والأمن وتحقيق التنمية». 

واختتم حديثه: «ختامًا، أتقدم بالشكر مرة أخرى لروسيا ولفخامة الرئيس بوتين على عقد هذا المحفل، وأعرب عن التطلع لاستمرار التنسيق في إطار الشراكة المحورية القائمة بيننا، متمنيًا للشعب الروسي والشعوب الإفريقية دوام التقدم والازدهار».

عاجل