رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«دولة الفكرة».. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية

نشر
الصحف المصرية
الصحف المصرية

سلط عدد من كتاب الصحف المصرية، الصادرة اليوم الجمعة، الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
 

فتحت عنوان “العصار الأب والقائد”، قال الكاتب، عبدالمحسن سلامة، في عموده صندوق الأفكار بصحيفة الأهرام، "لفت انتباهي المقال الذي كتبه المهندس أحمد العصار، نجل الفريق محمد العصار، عن والده أمس بجريدة الشروق، وقد طاف الابن بسرعة على رحلة الوالد منذ نشأته فى مدينة دمنهور بالبحيرة، ومرورا بعمله بالقوات المسلحة، ومشاركته في حربي الاستنزاف وأكتوبر، وانتهاء بمشاركته في المجلس الأعلى للقوات المسلحة إبان ثورة ٢٥ يناير وحتى توليه مسئولية وزارة الإنتاج الحربي".


وأضاف الكاتب، عرفت الفريق محمد العصار عن قرب، وجذبني إليه ثقافته الواسعة، وعمق تفكيره وإخلاصه الشديد لوطنه، وتفانيه فى عمله، ونكرانه ذاته، يطلق عليه الكثيرون ممن يعرفونه، لقب «الصندوق الأسود» لإلمامه بالكثير من كواليس الأحداث بدءا من ثورة 25 يناير 2011 وانتهاء بثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
وأشار الكاتب إلى أن الفريق محمد العصار كان همزة الوصل بين الصحافة والإعلام والأحزاب والسياسيين من جهة، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة من جهة ثانية، فهو ضابط برتبة مثقف، وموسوعى، وقادر على النقاش والإقناع والاقتناع، وأهم ما كان يميزه هو نكران الذات، فهو يعمل أشياء كثيرة وعظيمة، ولكنه كان هادئ الطباع، وبشوشا، ويأسر من حوله بابتسامته وهدوئه ودماثة خلقه.
 

«لنا ديننا ولكم قيمكم»

 

بينما قال الكاتب علاء ثابت، في مقاله بصحيفة الأهرام، تحت عنوان “لنا ديننا ولكم قيمكم”، لم تكن واقعة حرق نسخ من القرآن الكريم في السويد هي أولى التعديات على معتقدات ومقدسات المسلمين، بل سبقتها حوادث أخرى، وقبلها نشرت صحيفة فرنسية رسوما مسيئة للإسلام، وجميع تلك الاعتداءات والإهانات لأكثر من مليارى مسلم فى العالم جرى تبريرها بأنها أحد أشكال حرية التعبير التى يقول الغرب إنها أهم دعائم قيمه ونظامه.
وأضاف الكاتب، أننا رغم ما فى مجتمعاتنا من عيوب بسبب التعليم المحدود والفقر الذى أورثنا إياه الاستعمار، فإننا لم نتهجم على مقدسات غيرنا من الديانات، لا السماوية ولا غير السماوية، فلأننا نؤمن بالإنجيل والتوراة لا يمكن تصور أن نسيء لهما، حتى الديانات الأخرى، وبرغم الخلافات التى كانت تدب مع الهند مثلا بسبب الصراعات بين المسلمين والهندوس وقضية كشمير والاعتداءات المتكررة على المسلمين والمساجد لم أشاهد أو أقرأ أن أحدا أحرق كتاب «الفيدا» المقدس عند الهندوس، أو أن أحدا مزق كتاب «التيبيتاكا» المقدس لدى البوذيين، أو حط من شأن معتقدات القبائل الإفريقية، 
وشدد الكاتب على أن هذه هى القيم الحقيقية التى يجب أن نكرسها، بأن نحترم معتقدات الآخرين، أو على الأقل لا نسيء إليها، طالما حظيت بالقداسة لديهم، وألا نعتبر أن حرقها أو تدنيسها تعبيرا عن الرأى، بل تعبيرا عن الانحطاط الأخلاقى وعدم احترام الآخرين والاستعلاء عليهم، وتؤكد نظرة عنصرية بغيضة علينا أن نحتقرها، ونتبرأ منها. 
وأشار الكاتب إلى أن من أحرق المصحف الشريف لم يدنس إلا نفسه، وأساء لكل من سمحوا له بأن يرتكب هذا الفعل الفاحش، بل كشف أن تلك القيم التى تتباهون بها ليست إلا شعارات زائفة، تخفى فى طياتها الاستعلاء والعنصرية والانحطاط الأخلاقى، ولهذا اكتفى بالقول «لنا ديننا ولكم قيمكم».
 

في حين قال الكاتب نشأت الديهي، في مقاله “قهوة الصباح”، تحت عنوان "دولة الفكرة" وقيم الأمة، في صحيفة الجمهورية، لكل أمة مجموعة من »القيم « التي تتضافر فيما بينها لتشكل الوجدان الجمعى الذى يحدد سلوك واتجاهات الرأى العام تجاه قضية ما، كما توجد "فكرة" لكل دولة تكون هى البعد والمنظور البؤرى الذى يراها به الآخرون. 
وأضاف الكاتب، أن الولايات المتحدة لديها حزمة من القيم أطلق عليها "القيم الأمريكية" تــدور جميعها حـول البعد الأخـلاقـى للأمور ولديها فكرة أساسية نراها جميعا وهى "الحرية" كما أن التعددية فى الهند والمساواة فى فرنسا والتميز فى ألمانيا والإنتاج فى الصين والتسامح فى اليابان كلها أفكار تمثل نافذة يرى العالم بها هذه الدول.
وتابع، ، وهنا أفتح بابا للنقاش العام ، ما هي الفكرة المصرية؟ وما هي مجموعة القيم المصرية؟ هذه التساؤلات ليست استنكارية لكنها استفزازية، أردت بها كما أراد غيرى من المهتمين أن نستفز ضمير المثقف المصرى كى يتحرك فى هـذا الاتـجـاه لنصل إلـى محطات سرديات مصرية جديدة نصوغ من خلالها مجموعة القيم المصرية التى تختبئ خلف ضباب نوافذ عقولنا وتظهر على استحياء فى لحظات فارقة لتعبر بجلاء عن نفاسة المعدن المصري وأصالته. 
وقال الكاتب، أعتقد أن العشرية التي مرت كان عنوانها تحدي بقاء الدولة المصرية وسط هذا الكم من التحديات والمؤامرات فى نفس التوقيت الذى لم يتوقف البناء لحظة واحدة ، أما العشرية الجديدة فأرى أن عنوانها هو الانطلاق من قواعد التحديات إلى محطات الإنجازات، وهنا يظهر دور المثقف المصرى فى صوغ هذه السرديات المطلوبة.
 

عاجل