رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

موجة حر شديد تقتل 8 أشخاص في المكسيك

نشر
مستقبل وطن نيوز

قضى 8 أشخاص في موجة حر شديد تضرب المكسيك منذ منتصف أبريل وهي الثالثة هذه السنة، بحسب ما أعلنت الحكومة.

وأوضحت الحكومة أن 7 من الضحايا قضوا جراء ضربة شمس والثامن من الجفاف بين 14 أبريل و12 يونيو.

في مكسيكو، بلغت الحرارة خلال الأسبوع الحالي مستوى قياسياً مسجلة 35 درجة مئوية، فيما زادت عن 40 درجة في مونتيري.

 

الحر والرطوبة الشديدان يختبران قدرة البشر على البقاء أحياء


 

 

يتسبب تغير المناخ في ارتفاع درجات الحرارة و موجة حر شديد وزيادة عدد موجات الحر وشدّتها، كما أنَّ تأثيرات الرطوبة والظروف المناخية القاسية تختبر حدود قدرات الجسم البشري، ففي العام الماضي، عندما ضرب الحر الشديد الهند وباكستان وبنجلاديش ونيبال وسريلانكا، سجلت نيودلهي أعلى درجة للحرارة، التي تجاوزت 49 مئوية (120 فهرنهايت).

ووفقاً لأحد التقديرات؛ فقد عانى 90% من سكان الهند البالغ تعدادهم 1,4 مليار نسمة من آثار خطيرة على الصعيدين الصحي والاقتصادي.

 

 

توجد تحذيرات جديدة لتكرار موجة حر شديد الأمر نفسه خلال العام الجاري في مناطق من الهند خلال يونيو، مما يشكل خبرًا سيئاً لشبكات توزيع الكهرباء، والمحاصيل، وملايين العاملين، يُتوقَّع أن تمتد الأوضاع الحارة والجافة غير المعتادة إلى أوروبا خلال الصيف أيضا.

 

1) لماذا يشكل الحر الشديد خطورة بالغة؟

هناك أسباب عديدة، فالناس تكون عادة أكثر عرضة للإصابة بالجفاف عندما ترتفع درجات الحرارة في موجة حر شديد، مما يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية وسكتة دماغية، ويمكن للحرارة أيضاً أن تفاقم مشكلات التنفس، لا سيما عند ارتفاع مستويات التلوث، وهناك أيضاً الإجهاد الحراري الذي يجعل العمل صعباً، ويزيد من احتمالات وقوع الإصابات.

يصعب معرفة عدد الذين ماتوا بسبب الحر على وجه التحديد كل عام، إذ لا تُحصى أغلب الحالات، ولا توجد حصيلة رسمية لضحايا الحر الحارق خلال 2022 في الهند وباكستان، لكن يمكن القول إنَّ الإحصاءات الأولية التي أشارت إلى وفاة نحو 90 شخصاً فقط تقلل من حجم المأساة بكل تأكيد.

 

 

تعاني الاقتصادات الناشئة بشكل أكبر من الاقتصادات المتقدمة، حيث تتاح فرص ضئيلة لسكانها للهروب من حرارة الشمس أو موجة حر شديد، ويعمل أغلبهم في الهواء الطلق، فضلاً عن أنَّ قليلين يملكون نظاماً فعلاً للتبريد في المنازل، كما يمكن أن تخزّن الخرسانة والأسفلت في المناطق الحضرية الحرارة، مما يؤدي لارتفاع درجات الحرارة في الليل ويسبب الإجهاد الحراري، والنساء وكبار السن هم الأكثر تأثراً، وفقاً لما كشفته دراسة أجريت في هونج كونج لحالات الطقس شديد الحرارة التي امتدت إلى عشر سنوات.

2) ما هو الترمومتر البصيلي الذي يقيس الرطوبة والحرارة؟

يتزايد استخدام متوقِّعي الأرصاد الجوية لمؤشرات الإجهاد والاضطراب الحراري، مثل مؤشر الرطوبة أو مؤشر الحرارة أو درجة الحرارة الظاهرية، لفهم المخاطر الصحية التي تشكّلها درجات الحرارة المرتفعة، وتعتبر الدرجة التي يرصدها الترمومتر البصيلي الشكل الذي يقيس تأثير الرطوبة والحرارة (Wet-bulb) ضمن عدة عوامل أخرى أحد تلك المؤشرات، وتشير درجاته المرتفعة إلى صعوبة تبريد جسم الإنسان لنفسه عبر التعرق.

 

 

من المناطق التي تنتشر فيها درجة حرارة 42 مئوية ورطوبة 40% هي فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا الأمريكية، التي تصل درجة حرارتها على الترمومتر الحراري البصيلي الشكل إلى نحو 30 مئوية في شهر يوليو، وقد تكون درجة الحرارة أقل - 30 مئوية مثلاً- لكنَّ الرطوبة أعلى عند 80%، وقتها تكون قراءة الترمومتر عند 35 مئوية، وهي درجة تكفي للتسبب في ضربة شمس حتى للأصحاء الذين يتوفر لديهم الظل والماء.

في الواقع؛ غالباً ما يكون الظل والماء ضمن مساحة أو كمية محدودة، ويمكن للحر أن يقتل عند درجات أقل بكثير على هذا الترمومتر، إذ كشفت دراسة أجريت في 2020 ونشرتها دورية "ساينس" العلمية أنَّ المناطق التي ضربتها موجة الحر الأوروبية في 2003 والروسية في 2010، التي أدت لوفاة الآلاف، لم تتجاوز قراءاتها على هذا الترمومتر 28 درجة مئوية.

3) كيف تُقاس درجات الحرارة باستخدام هذا الترمومتر؟

تقاس في الأساس بلف قطعة قماشية حول بُصيلة الترمومتر، ويسجل العلماء القراءة بعد أن يبرّدها تبخر الرطوبة، بالطريقة ذاتها التي يُبرّد بها الجسم بالتعرق، وتقاس حالياً باستخدام أدوات إلكترونية في محطات الأرصاد الجوية، مع دراسات أخرى للمناطق الحارة تساعد فيها بيانات الأقمار الصناعية من مصادر تتضمن وكالة ناسا ومحطة الفضاء الدولية.

كما طوّرت "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" (NOAA) أداة جديدة لتوفير مقياس أكثر تطوراً للإجهاد الحراري، حيث يقيس درجة حرارة البصيلة الكروية المُرطبة، التي تأخذ في اعتبارها سرعة الرياح، وزاوية سقوط ضوء الشمس، والغطاء السحابي.

4) في أي المناطق يمثل ذلك مشكلة؟

عادة يبلغ الحر والرطوبة أعلى مستوياتهما في المناخين الجنوب آسيوي وشبه الاستوائي، وتجاوزت درجة حرارة الترمومتر البصيلي في بعض مناطق الهند 32 مئوية، وتتوقَّع الأمم المتحدة أنَّ الهند ستكون من أوائل الدول التي تتجاوز 35 مئوية على الترمومتر، حيث يسبب نمط الطقس المرتبط بظاهرة "إل نينيو" (El Nino) التي ظهرت بشكل لافت مؤخراً ارتفاعَ درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في المنطقة.

كما يُرجح أن تعاني مناطق من باكستان، والشرق الأوسط، والمكسيك أيضاً من حرارة شديدة ورطوبة مرتفعة. لكن حتى المناطق التي عادة ما يكون طقسها معتدلاً؛ فإنَّها تشهد أيضاً أياماً يشتد فيها الحر بشكل متزايد، ومن ذلك تسجيل المملكة المتحدة أعلى درجة حرارة عند 40 مئوية في يوليو 2022، ووصلت في بعض أنحاء البرتغال إلى 47 درجة، لكنَّ الانخفاض النسبي للرطوبة في كلتا المنطقتين أبقى قراءة الترمومتر عند 25 درجة.


 

 

عاجل