في ذكرى وفاتها.. قصة صورة مديحة يسري في منزل عباس العقاد

تمر اليوم ذكرى وفاة الفنانة مديحة يسري التي قدمت عشرات الأفلام السينمائية إضافة إلى المسلسلات الدرامية في الوقت الذي ارتبطت بعلاقة طريفة مع الكاتب عباس محمود العقاد.

ولدت مديحة يسري يوم 3 ديسمبر عام ١٩١٨، والتحقت بمدرسة شبرا للتطريز، وأول من اكتشفها هو المخرج محمد كريم وقدمها في فيلم "ممنوع الحب" قبل أن يوقع معها يوسف بك وهبي عقد ثلاثة أفلام بشرط ألا تعمل مع غيره إلا بعد انتهائها من تصويرها وعرضها.

قدمت مديحة يسري العديد من الأدوار البارزة في السينما والتليفزيون، وعملت مع كل من عبد الحليم حافظ، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، وفي ٢٠١٢ اتخذت قرارها باعتزال الفن.

ديانة مديحة يسري

نشأت مديحة يسري داخل أسرة مسلمة، وجميع من تزوجت بهم كانوا يحملون الديانة الإسلامية، وصرحت بنفسها في أحد الحوارات أنها تحمل الديانة الإسلامية.

مديحة يسري والعقاد

رأى الكاتب عباس محمود العقاد مديحة يسري لأول مرة عام ١٩٣٨، عندما نشرت مجلة صورتها كوجه سينمائي جديد، وهام بها العقاد عشقاً، وبعث أحد معارفه لمدرسة التطريز بشبرا يسأل عنها، وشعر بالسعادة عندما علم أنها صديقة شقيقته، ودعاها لحضور صالون أدبي بمنزله وعندما دخلت لأول مرة انبهرت بكمية الكتب الموجودة لديه، وقرر العقاد أن يتبناها أدبياً وثقافياً.

ظلت مديحة يسري تتردد على منزل العقاد، لكن العلاقة بينهما كانت حب من طرف واحد، وصدم العقاد عندما علم أنها ستشارك في فيلم سينمائي، وطلب منها أن تفسخ التعاقد، ورفضت وهي تبلغه أنها غيرت اسمها من هنومة إلى مديحة يسري وأنها على وشك الارتباط بمحمد أمين، فطلب العقاد من أحد الرسامين أن يرسم صورة مديحة يسري في قطعة من الحلوى والذباب يحوم حولها وعلق الصورة فوق سريره حتى وفاته.

مديحة يسري ومحمد فوزي

تزوجت مديحة يسري لأول مرة من الممثل محمد أمين وهو الذي اختار لها اسمها الفني، وأسسا معاً شركة للإنتاج السينمائي، أما زوجها الثاني فهو الطيار محمد سالم وتوفي في ريعان شبابه، وكانت أول صدمة تتعرض لها مديحة يسري وأصابتها بالحزن الشديد.

أخيرا ارتبطت مديحة يسري بالمطرب محمد فوزي وقدما معاً مجموعة من الأفلام الناجحة وأنجبت منه ابنها الوحيد عمرو، والذي أراد القدر أن يفجعها بوفاته وهو شاب صغير، بعد أن  لقى حتفه في حادث سيارة، وقد أثرت صدمة وفاته على مديحة يسري تأثيراً شديدا، وأصيبت بانهيار عصبي، وبعد انفصالها عن محمد فوزي ظلت علاقتهما قوية وساندته في محنة تأميم شركته، وكانت آخر زيجاتها، عندما تزوجت من شيخ الحامدية الشاذلية الصوفية الشيخ إبراهيم سلامة الراضي.