رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

لمن ستذهب أصوات سنان أوغان في جولة الحسم بانتخابات الرئاسة التركية؟

نشر
سنان أوغان
سنان أوغان

مع إعلان النتائج النهائية للدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية التي جرت، الأحد، بدأت البلاد بالتحضير لخوض دورة ثانية، مع تعذر كل من الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان -الذي حكم تركيا منذ 2003- ومنافسه كمال كليجدار أوغلو -القادم من حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة- عن تحقيق نسبة (50%+1) المطلوبة لحسم الفوز.

وحصل أردوغان على نسبة 49.5٪، مقابل 44.9٪ لكليجدار، بفارق 4.6٪، وهي نسبة أقل من النسبة التي حصل عليها المرشح الثالث أوغان  (5.2%)، الذي خاض الانتخابات كمرشح عن تحالف "آتا" (الأجداد)، وبات ينظر إليه كعامل مؤثر وأساسي في تحديد الرئيس المقبل للبلاد.

مراقبون سياسيون كانوا قد تحدثوا عن أن جلّ ما كان يتمناه هذا المرشح، "الجديد" نسبيا على الساحة السياسية التركية، أن تذهب الانتخابات إلى دورة ثانية، ليصبح هو العامل المقرر بمن سيتمكن من الوصول إلى سدة الرئاسة بعد أن يجيّر له أصواته. وكان أوغان قد قال قبل الانتخابات إن هدفه هو أن يكون هناك دورة ثانية، وحينها سيتفاوض مع المرشحين ويقدم لهما شروطه، ومن يستجب معه سيطلب من مؤيديه أن يصوتوا له.

وتبرز خلافات جوهرية بين أوغان وكل من أردوغان وكليجدار أغلو، حيال عدد من الملفات بينها اللاجئين والأكراد، في دورة انتخابية تعد الأهم في تاريخ تركيا بعد سقوط السلطنة العثمانية، حيث قاربت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع الـ90%، مع اشتداد حدة الجدال السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد العضو بالناتو وأحد اللاعبين البارزين في الحرب الروسية الأوكرانية.

وسنان أوغان (55 عاما)، أكاديمي من أصول أذربيجانية، درس في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية ثم حصل على الدكتوراه بالعلاقات الدولية من جامعة موسكو الحكومية في روسيا، ويتحدث اللغتين الإنكليزية والروسية. وخاض الانتخابات كمرشح لتحالف "آتا" (الأجداد) المكون من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، أبرزها حزب النصر وحزب "العدالة".

لمن سيمنح أوغان أصوات قاعدته الانتخابية؟

ستلعب أصوات الكتلة الناخبة لتحالف "الأجداد"، دورا أساسيا في حسم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بناء على نتائج المفاوضات المتوقع أن يجريها أوغان مع كل من أردوغان وكليجدار أوغلو. لكن بناء على ما تقدم حتى الآن من مواقف وبرامج، فمن المتوقع أن تتمحور المفاوضات حول ملفين رئيسيين: اللاجئون والعلاقة مع الأحزاب الداعمة للأكراد.

وكان أوغان، الذي سوّق نفسه كصوت للأتراك الرافضين لسياسات الهجرة واللجوء في تركيا، قد صرح بمناسبات عدة أنه يرفض التعاون بتاتا مع الأحزاب المتهمة بدعم منظمة "حزب العمال الكردستاني" المصنفة كمنظمة إرهابية في تركيا وعدة دول غربية، في إشارة إلى "حزب الشعوب الديمقراطي" الداعم للأكراد والذي أعلن تأييده وكليجدار أوغلو.

في هذا الإطار، يذكر أن أردوغان يحظى بدعم من حزب كردي إسلامي هو حزب الدعوة الحرة "هدى بار" الناشط بالمناطق ذات الغالبية الكردية. وتتشكل قاعدة هذا الحزب من أكراد محافظين وإسلاميين معارضين لحزب العمال الكردستاني. فهل يمكن لهذا التحالف أن يؤثر على قرار أوغان بدعم أردوغان؟ وهل من الممكن أن يتخلى أردوغان عن "حزب الدعوة الحرة" مقابل أن يحظى بأصوات أوغان؟

من جهة أخرى، يختلف أوغان مع أردوغان بملف اللاجئين. موقف حزب العدالة والتنمية كان مع العمل على إعادة اللاجئين السوريين طوعا إلى بلادهم بعد أن تتوفر الظروف الملائمة لذلك، ما قد يستغرق وقتا طويلا. في حين يطالب أوغان بإعادتهم فورا.

على المقلب الآخر، يبدو أن التقارب بين أوغان وكليجدار أوغلو فيما يتعلق بملف اللاجئين أكثر وضوحا، حيث كرر الأخير مرارا تعهده بترحيل السوريين إلى بلادهم في غضون عامين من توليه الرئاسة.

لكن تبرز هنا قضية العلاقة مع الأحزاب الكردية، ما قد يعيق التواصل بين الرجلين، كون أوغان يصر بأنه لا يمكن أن يدخل في أي تحالف قد يشمل أيا من تلك الأحزاب.


لا تفضيل بين المرشحين

وقبيل الانتخابات، سُئل أوغان عن خياراته فيما لو ذهبت الانتخابات لدورة ثانية بين أردوغان وكليجدار أوغلو، فأجاب "سننظر في المواقف والكفاءات الوطنية والانتماء إلى الإرهاب وطلب المساعدة من الإرهاب..." (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، والأحزاب الكردية المتهمة بدعمه).

وبعد ظهور النتائج ومع توجه البلاد لدورة انتخابية ثانية قال أوغان "القوميون والكماليون الأتراك هم مفتاح الفوز فيها"، معربا عن أن قرار دعم مرشح خلال الدورة الثانية سيكون مبنيا على حوار قد يجريه مع الأطراف المتنافسة.

وأعلن سنان أوغان أنه لا يمكن أن يدعم مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو في الدورة الحاسمة إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.

وقال لوكالة رويترز في مقابلة الإثنين: "سنتشاور مع قاعدة ناخبينا قبل التوصل لقرار حول الدورة الثانية، لكننا أوضحنا أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خطوط حمراء".

وأورد أوغان إنه لم يلتق بعد بـ أردوغان أو كليجدار أوغلو منذ انتخابات الأحد، لكنه أشار إلى أنه سيكون منفتحا للتفاوض "على أساس مبادئهما"، مضيفا "على سبيل المثال، يمكننا توقيع بروتوكول مع تحالف الأمة (كليجدار أوغلو) يوضح أنهم لن يقدموا أي تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي. الأمر بهذه البساطة".

عاجل