رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بناء الشخصية والعمل.. رسائل المفتي خلال خطبة الجمعة في أكبر مساجد الهند

نشر
المفتي
المفتي

قال الدكتور شوقى علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الإسلام الذي تعلمناه وتربينا عليه دين يدعو إلى السلام والرحمة، وأول حديث نبوي يتعلمه أي طالب للعلم الديني: "من لا يرحم لا يُرحم، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

وأضاف المفتي، في خطبة الجمعة التي ألقاها بحضور 30 ألف مصلٍّ في جامع الفتوح، الواقع بمدينة المعرفة بولاية كيرالا الهندية، الذي يعدُّ أكبر مسجد على مستوى الهند، أن السواد الأعظم من المسلمين عبر تاريخ الإسلام الطويل انخرطوا في تنمية مجتمعهم وبناء شخصية صالحة، وأوضح ذلك القرآن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".

وأوضح، أن القرآن الكرام به ما يزيد على 6000 آية، تتعلق 300 منها فقط بالتشريع والباقي متصل بإنشاء شخصية ذات خلق حسن، وبالمثل هناك ما يربو على 60000 حديث، تتصل 2000 منها بالأمور التشريعية والباقي يتناول الشخصية الخلوقة، والرسول عند المسلمين موصوف بأنه رحمة أرسلت للعالمين.

وأكد المفتي، على أن رسالة المسلم كما بيَّنها القرآن الكريم تتمثَّل في الوسطية (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، قائلًا: "يجب علينا أن نساعد في إعادة تقويم البوصلة الأخلاقية، وفي وضع أجندة أخلاقية جديدة قوامها التراحم والتعاون على البر والتقوى".

وأشار، إلى أنَّ الإسلام هو دين العمل، ودين الحركة الدؤوب الرامية إلى تحسين جودة الحياة، كي ينعم كلُّ من حولنا بحياة آمنة ومستقرة.

وخلال خطبة الجمعة، وجَّه مفتي الجمهورية عدَّة رسائل مهمة للمسلمين في الهند، حثَّهم فيها على ضرورة الاندماج الإيجابي في مجتمعهم مع الحفاظ على هُويتهم وثوابتهم الدينية، مشددًا على أنَّ الإسلام أرسى قواعد وأسسًا للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن، بحيث يحيا المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه، بما يضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه دون تفريط في الثوابت الإسلامية.

وأوضح، أنه على نهج تلك الأسس ووَفق هذه الثوابت يمضي المسلمون قُدُمًا في رسم الحضارة الإنسانية ومعايشة المستجدات التي تطرأ عبر التاريخ، وترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنا نماذج للتعايش مع الآخر داخل الدولة الإسلامية وخارجها.

وأكَّد مفتي الجمهورية، مبدأ المسؤولية المشتركة التي تحتِّم على الجميع مسلمين وغير مسلمين التعاون على البر والتقوى، ومواجهة التحديات ونزع فتيل الأزمات وبناء جسور السلام والمحبة بين أطياف المجتمع، مُستشهدًا بحديث السفينة الذي يعلِّمنا أنَّ الأوطان بجميع من فيها عبارة عن سفينة واحدة، وهذه السفينة تصل إلى غايتها ومبتغاها سالمةً غانمة بفضل تعاون أبنائها على البر والخير وصنائع المعروف، وتنجو أيضًا بمحاربة أوجه الخلل والفساد والقصور التي قد تكون عند بعضهم، وعلى الأخذ بقوة القانون على أيدي السفهاء والمفسدين الذين قد تؤدي أفكارهم الفاسدة إلى إغراق السفينة، وعدم وصولها إلى بَرِّ السلامة والأمان.

عاجل