رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ما هو علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة؟.. «دار الإفتاء» تجيب

نشر
علاج الشك المستمر
علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة 

علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة هو ما يرغب في معرفته الكثيرون ممن يعانون من هذا الوسواس ما يجعل من معرفة علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة أمرا مهما.

وورد إلى دار الإفتاء سؤال حول علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة وأجابت عنه على الموقع الرسمي لدار الإفتاء ليعرف الجميع علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة. 

علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة 

سألت امرأة قالت: إنه يلازمها الشك كثيرًا منذ ثلاث سنوات في وضوئها أثناء الوضوء وبعده، في الصلاة وخارجها، مما يترتب عليه إعادة الوضوء عدة مرات، كما أنها تشك أيضًا في صلاتها من ناحية نقصها أو زيادتها وذلك بعد تمامها، وطلبت معرفة الحكم الشرعي فيما يجب عليها أن تفعله إزاء هذا الشك حتى تكون صلاتها صحيحة. 

وأجابت دار الإفتاء: إن المفهوم من السؤال أن الشك يحدث للسائلة في الطهارة بعد إتمام الوضوء وفي الصلاة بعد إتمامها أيضًا؛ فهي إذن يطرأ عليها الشك بعد تيقنها من الطهارة وبعد تيقنها من إتمام الصلاة، كما يفهم من السؤال أيضًا أن هذا الشك أصبح عادة لها.

وحكم الوضوء شرعًا في هذه الحالة أنه صحيح وتعتبر متطهرة؛ فيجب عليها عدم الالتفات إلى هذا الشك؛ لأن الشك لا يرفع اليقين شرعًا، وكذلك حكم الشك في الصلاة ما دام يحدث لها بعد تمامها؛ إذ الشك في هذه الحالة غير معتبر كما ذكر.

وهذا كله إذا لم تتيقن من وجود الحدث، أو لم تتيقن من ترك بعض أركان الصلاة، أو ارتكاب ما يبطلها.

وإننا ننصح السائلة بأن تتوضأ مرة واحدة وتصلي ولا تلتفت لهذا الشك مطلقًا مهما كان أثره في نفسها، ولا تعيد الوضوء ولا الصلاة، وبذلك تكون أدت الواجب عليها وأبرأت ذمتها أمام الله؛ لأن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا نزاع في أنها إذا اتبعت هذا تغلبت على هذا الشك في وقت قريب جدًّا وشفيت منه تمامًا، ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال.

أدعية المستحبة بعد الوضوء

سأل يقول ما هي الأدعية المستحبة بعد الوضوء؟ وأجاب الموقع الرسمي لدار الإفتاء قائلا: جاءت النصوص الشرعية وأقوال السلف وأفعالهم بمشروعية الدعاء عقب الوضوء؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» أخرجه الترمذي في "السنن" وأصله عند الإمام مسلم في "الصحيح" بدون زيادة الدعاء.

وعن سَالِمِ بن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سيدنا عَلِيٍّ كرَّم الله وجهه قَالَ: "إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ فَلْيَقُلْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ" أخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة في "مصنفيهما".

وعَنِ الضَّحَّاكِ بن مزاحم، قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه إِذَا تطهَّرَ قَالَ: "أَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنِ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنِ الْمُتَطَهِّرِينَ" أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف".

وقد نصَّ الفقهاء على استحسان أدعية أثناء الوضوء أو عقبه وردت عن السلف الصالح؛ جمعًا بين نية القلب وفعل اللسان، فزادوا فيها وأنقصوا؛ كالأدعية عند غسل الأعضاء، والتسمية والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بعد غسل كل عضو:

قال الإمام الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 7، ط. الأميرية) أثناء كلامه عن الأذكار التي تقال عند غسل كل عضو: [والجمع بين نية القلب وفعل اللسان، وتسمية الله تعالى عند غسل كل عضو.. ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد غسل كل عضو، ويقول بعد الفراغ: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "الأذكار" (ص: 29، ط. دار الفكر): [فصلٌ: وأما الدعاء على أعضاء الوضوء، فلم يجئ فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال الفقهاء: يُستحبّ فيه دعوات جاءتْ عن السلف، وزادوا ونقصوا فيها] اهـ، وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.

عاجل