رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وزير الأوقاف عن ‏اسم الله «الشكور»: الشكر سبيل المزيد من نعم الله

نشر
 محمد مختار جمعة
محمد مختار جمعة

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن الله ‏‏(عز وجل) حليم غفور شكور، والشكور هو الذي يشكر اليسير من ‏الطاعات ‏فيثيب عليها بعظيم الثواب ومزيد العطاء، يقول (سبحانه): "لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن ‏فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ".


وقال وزير الأوقاف - في ‏الحلقة الرابعة والعشرين من برنامج: "الأسماء الحسنى"- إن ‏للشكر ثلاثة أركان، الركن ‏الأول هو الاعتراف بنعمة الله (عز وجل)، وأن تدرك ‏أن الفضل كله لله، وأنه صاحب الفضل والمنة، ‏وأن النعمة منه، موضحا أن الركن الثاني ‏أن تستعين بالنعمة على طاعة الله، لا تطغى بها، فلا يكون المال سبيلا لتكبرك ‏على خلق الله أو التعالي عليهم، أو على أذى أحد من الناس، إنما ‏يكون ‏سبيلك في الخير.


وأشار الوزير إلى أن الركن الثالث أن تشكر من أجرى الله النعمة على يديه، ‏يقول ‏نبينا (صلى الله عليه وسلم) "من لم يشْكُرِ الناسَ لم يشْكُرِ اللهَ"، وفي الحديث ‏القدسي يقول ‏رب العزة: "عِبَدِيْ! لَمْ تَشْكُرْنِي إِذَا لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ النِّعْمَةَ ‏عَلَى يَدَيْهِ"، ويقول نبينا (صلى الله ‏عليه وسلم): "من صنع إليكم مَعْروفًا ‏فكافِئُوهُ، فإنْ لم تَجِدُوا ما تكافِئُونَهُ، فادعوا لَهُ حتى تُرَوا أنَّكم ‏قَدْ كافَأْتُمُوهُ".


وأكد وزير الأوقاف أنه بالشكر تزيد النعم، والشكر لا يكون بالكلام ‏وإنما يكون ‏عملًا، يقول الحق (سبحانه): "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ ‏عِبَادِيَ الشَّكُورُ"، فشكر المال ‏بإنفاقه في سبيل الله، وشكر الصحة أن تعين ‏الضعيف وأن تأخذ بيده، وشكر النعمة يكون من جنسها، ‏والنعم تدوم بالشكر ‏وتزول بالجحود وبكفران النعمة، وقد حذرنا القرآن الكريم في مواضع عديدة ‏من ‏كفران النعم وعدم الوفاء بحقها، وعدم شكر المنعم، يقول (سبحانه) "إِنَّا ‏بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا ‏أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ" ‏عزموا أن يجنوا ثمارهم وأن لا يدخل ‏عليهم يتيم ولا مسكين،" إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا" كان القصد ‏أنهم يجنون ثمارها، والقرآن الكريم عبر ‏بالصرم والقطع لأنهم بجحودهم لنعم الله ‏وتبييت النية على عدم إعطاء حق الفقراء والمساكين كان ‏القطع ‏والحرمان، "وَلَا يَسْتَثْنُونَ" قيل: لم يقولوا إن شاء الله، وقيل : لم ‏يستثنوا يتيما ولا مسكينا من الحرمان وعدم الدخول عليهم، "فَطَافَ عَلَيْهَا ‏طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ‏فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ" كالرماد المحترق، فالجزاء من جنس العمل، ‏عندما ‏بيتوا النية على حرمان الأيتام والمساكين كان الحرمان لهم قبل الأيتام ‏والمساكين: "فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن ‏كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ ‏يَتَخَافَتُونَ أنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ "بيتوا النية على منع الفقراء والمساكين "وَغَدَوْا ‏عَلَى ‏حَرْدٍ قَادِرِينَ "أي على منع الفقراء والمساكين من الدخول "قادِرِينَ "لم يعودوا قادرين إلا على ‏المنع إذ احترقت جنتهم، "‏فَلَمَّا رَأَوْهَا" متحرقة كالرماد، "قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ" لقد ضللنا الطريق ‏إلى ‏الجنة إذ جئنا ليلا، لا لقد ضللتم الطريق إلى الله عادوا إلى ‏رشدهم واستفاقوا: "بَلْ ‏نَحْنُ ‏مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ" التسبيح ليس بالكلام ‏فقط، وإنما بأداء حق ‏النعمة، بحسن الرجوع إلى الله بالعمل "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا".


وأضاف أن القرآن الكريم حذر من ‏الوقوع في ‏مثل صنيعهم فيقول: "كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.. مؤكدا أنه لا يستوي من يشكر النعمة ومن يجحد ويمنع ‏حق الفقراء ‏والمساكين، فبالشكر تدوم النعم، يقول (سبحانه): "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ‏لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ ‏إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، ثم إنك إن شكرت ‏شكرت لنفسك، وإن كفرت فإن ربك غنيٌ، ولو شاء ربك ‏لأغنى الناس جميعا من ‏فضله، ولكن ليبلو بعضكم ببعض، فأدوا حق الله في المال، أدوا حق الله ‏في ‏العلم بتعليمه للناس، أدوا حق الله في الجاه، أدوا حق الله في الصحة بطاعة الله وخدمة الفقراء، في ‏الحنو على الفقراء والمساكين، شكر المال إنفاقه في سبيل ‏الله، وخير الصدقة أن تصدق وأنت ‏صحيح شحيح ترجو الغنى وتخشى الفقر.


 

عاجل