رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سوق السندات العالمية تستعد لمخاطر كبرى بعد فترة من الازدهار

نشر
شارع وول ستريت قرب
شارع وول ستريت قرب بورصة نيويورك

أصبح ازدهار السندات معرضاً لخطر النهاية، واختتمت أسواق الائتمان العالمية للتو فصلها الثاني على التوالي من المكاسب مع تكدس المشترين، مراهنةً على أنَّ الولايات المتحدة يمكنها ترويض التضخم مع تجنّب الهبوط الحاد في الوقت نفسه، تأتي أفضل مكاسب لفصل أول منذ 2019 في أعقاب أسوأ عام على الإطلاق بالنسبة للسندات العالية الجودة، غير أنَّ بقية 2023 تحمل في طياتها مصاعب وتحديات متزايدة على ما يبدو.

أثارت الأزمة التي أطاحت بمصرف "سيليكون فالي بنك" ومجموعة "كريدي سويس" مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي ترتفع فيه احتمالات الركود بينما يظل التضخم مرتفعاً بعناد.

في غضون ذلك، تزيد السياسة النقدية الأكثر تشدداً الضغط على الشركات الأكثر عرضة للخطر من خلال رفع تكاليف الاقتراض.

قال ديفيد كنوتسون، رئيس إدارة منتجات الدخل الثابت بالولايات المتحدة في "شرودرز" (Schroders): من المؤكد أن تؤدي أسرع زيادة في أسعار الفائدة على الإطلاق إلى اضطرابات وقلق وتشوش، السوق غير متأكدة بعد من الذي سيتخلف عن الركب ويفقد موقعه في السباق".

كذلك ستعاني الشركات العالية الجودة إذا ما تراجعت الأُسر، المهتمة بالمستقبل، عن الإنفاق، وقال كنوتسون إنَّ ذلك يمكن أن يتسبّب في حلقة من ردود الفعل السلبية بالنسبة للائتمان.

وقال جوردون شانون، مدير المحافظ في "توينتي فور أسيت مانجمنت" (TwentyFour Asset Management): "هناك قدر كبير من تقبّل المخاطر الناجمة عن التشديد المالي، فالبنوك تزيد من معايير الإقراض، وتقرض بشكل أقل وبفائدة أعلى، وتطالب بمزيد من الأمان، كل ذلك ينعكس سلباً على الاقتصاد الحقيقي ويعرضه للخطر".

يتمثل الخبر السار في أنَّ معظم الشركات ذات التصنيف الاستثماري ما تزال تُعتبر في وضع قوي نسبياً في ظل ما لديها من سيولة نقدية كبيرة يمكن أن تدعمها خلال فترة انكماش اقتصادي.

قد يتراجع تصنيف بعض هذه الشركات إلى درجة المضاربة أو غير المرغوب فيها، لكن ليس بنفس الوتيرة التي حدثت أثناء جائحة كورونا، غير أنَّ خصائص المدة الأطول للسندات ذات الدرجة الاستثمارية تعني أنَّ المستثمرين سيستفيدون إذا توقفت دورة رفع الفائدة أو تحوّلت للانخفاض.

قال تود شوبرت، رئيس أبحاث الدخل الثابت في بنك سنغافورة: "نظراً لتزامن التقلبات المتزايدة المستمرة، والانخفاض المحتمل في المعدلات (الفائدة)، وانحدار المنحنى خلال الفترة المتبقية من العام؛ فإنَّنا نفضل الحصول على درجة الاستثمار الآسيوي".

لكنَّ الضغط يتزايد على الشركات ذات التصنيف "غير المرغوب فيه"، التي تضطر إلى جمع التمويل بأسعار فائدة أعلى، حتى مع تباطؤ الأرباح. وقفزت العلاوة التي يتعين على الشركات ذات التصنيف الأدنى دفعها لإصدار ديون جديدة مقارنة بالدرجة المرتفعة في مارس.

قالت أماندا لينام، رئيسة أبحاث الائتمان الكلي في "بلاك روك" (Black Rock)، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرج": "نشهد بالفعل علامات كامنة على ارتفاع مستويات الضغط في سوق الائتمان، تشير السوق إلى أنَّ هناك مخاوف الآن تتركز إلى حد بعيد في الطرف المنخفض الجودة من مقياس الطيف".

أشارت "لينام" إلى أنَّ "بلاك روك" يتوخى الحذر بشأن شركات من قطاعات مثل التجزئة والمطاعم والرعاية الصحية، والتي لديها تكاليف متغيرة عالية وقوة تسعير محدودة، في غضون ذلك؛ ارتفع حجم السندات والقروض المتعثرة في الأمريكتين، كما تعلن الشركات إفلاسها بأسرع وتيرة منذ عام 2009.

عاجل