رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بوصلة الأسواق في الأسبوع الأخير من أول فصول 2023

نشر
أرشيفية
أرشيفية

تستعدّ الأسواق المالية العالمية لأسبوع آخر من التقلب، مع قرب نهاية شهر مليء بالتقلبات خيمت فيه التوترات المتعاقبة حول البنوك الأميركية والأوروبية على معنويات السوق، بالإضافة إلى معركة البنوك المركزية المعقدة ضد التضخم.

تعطي أسواق العملات المؤشر الأولي للطلب على أصول الملاذ الآمن في بداية التداول في آسيا اليوم الاثنين، إذ يركز المستثمرون على الين الياباني، الذي حقق مكاسب في الأسابيع الأربعة الماضية وسط المخاوف التي أثارت قلق الأسواق حول مدى قوة مجموعة من البنوك.

على الجانب الآخر، قد ترتفع جاذبية الين بصورة أكبر بسبب تعليقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي أصدرها السبت الماضي، حول نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا. كما أن التركيز كبير أيضاً على الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي، إذ إن كليهما شديد التأثر بتوقعات النمو العالمي.

ساد التقلب في الأسواق العالمية مجدداً يوم الجمعة، بعدما أصبح "دويتشه بنك" أحدث البنوك التي تثير مخاوف المستثمرين، فيما اجتمعت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، مع "مجلس مراقبة الاستقرار المالي" (FSOC).

تدرس السلطات الأميركية إمكانية وكيفية تقديم الدعم لمصرف "فيرست ريبابليك بنك" ومنحه مزيداً من الوقت لدعم ميزانيته العمومية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الوضع.

على صعيد آخر، انتشرت أخبار حول تنافس "فالي ناشيونال بانكورب" و"فيرست سيتزن بانكشيرز" للاستحواذ على مصرف "سيليكون فالي بنك" بعد انهياره في مطلع الشهر الجاري (جرت الصفقة اليوم لصالح "فيرست سيتزنز بانكشيرز")، كما صرحت إحدى الجهات التنظيمية المصرفية السويسرية بأن "كريدي سويس" يواجه خطر تحقيق محتمل.

صرحت أعلى الجهات التنظيمية الأميركية، الجمعة، بأن النظام المالي قوي، رغم تعرض بعض البنوك لضغوط.

توقعات تغيير السياسة النقدية
دفعت المشكلات المصرفية متداولي السندات لإجراء تغيير كبير في توقعاتهم للسياسة النقدية، إذ تخلوا عن المراهنات على زيادة "الاحتياطي الفيدرالي" لأسعار الفائدة مجدداً في مايو، وعززوا المراهنات على أن التغير القادم من المسؤولين سيكون خفضاً لسعر الفائدة بحلول يونيو، كما خفض المتداولون توقعاتهم لزيادة "المركزي الأوروبي" و"بنك إنجلترا" لأسعار الفائدة.

جاك مكلنتاير، مدير محفظة استثمارية في "برانديواين غلوبال إنفستمنت مانجمنت" قال: "تنهار الأوضاع عندما تشدد البنوك المركزية السياسة النقدية أكثر مما يلزم، لكن لا يمكنك المبالغة في التشاؤم، إذ يمكن أن تتغير هذه الأوضاع بسرعة. يوجد خطر ثنائي الاتجاه في الوقت الحالي، والأرجح أن مستويات التوقعات انخفضت بدرجة ما".

نظرة مستقبلية قاتمة
في غضون ذلك، قد يُظهِر تقرير من المنتظر نشره الأسبوع الجاري مؤشراً مهماً على استمرار ارتفاع التضخم، ليذكّر المستثمرين بالخيط الرفيع الذي يتعين أن يسير عليه البنك المركزي للحفاظ على استقرار الأسعار والأسواق المالية معاً.

في مقابل تلك النظرة المستقبلية القاتمة للسياسة النقدية، اقترب مؤشر تقلب سندات الخزانة قصيرة الأجل من أعلى مستوياته في 2008، فقاربت عائدات السندات ذات أجل عامين 3,55% الجمعة الماضي، وهو أدنى عائد لها منذ سبتمبر، مع تخلي المتداولين عن المراهنات على رفع أسعار الفائدة. تراجع معدل العائد على السندات أكثر من 100 نقطة أساس منذ بلغ 5% في مطلع مارس للمرة الأولى منذ 2007.

ارتفع الين بنحو 4% خلال الشهر الجاري، وهو ارتفاع أكبر مما حققته أي عملة رئيسية أخرى، فيما قلص تراجع عائدات السندات ميزة رفع أسعار الفائدة في اقتصادات أخرى مقارنة اليابان، وقدمت عملات الدول المصدرة للسلع الرئيسية أداءً ضعيفاً، ومنها الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي.

يتوقع إد الحسيني، المخطط الاستراتيجي لأسعار الفائدة في "كولومبيا ثريدنيدل إنفستمنتس"، ارتفاع السندات في ظل إبطاء سياسة التشديد النقدي التي يتبعها "الاحتياطي الفيدرالي" من وتيرة الاقتصاد، لكن تقلب وسرعة التحرك يوضحان مدى هشاشة الأسواق".

اختتم الحسيني: "كنا مستعدين لحدوث هذا على مدى الأشهر التسعة المقبلة، لكنه وقع في 9 أيام فقط. لن أبرز سلبيات ما حدث، لكنني قلق من السرعة التي تتحرك بها الأحداث".

عاجل