رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد سنوات صعبة.. فرنسا وبريطانيا تسعيان لفتح صفحة جديدة في العلاقات

نشر
مستقبل وطن نيوز

التقى زعيما فرنسا وبريطانيا اليوم الجمعة، لتسوية الخلافات حول الهجرة وتوطيد العلاقات العسكرية بعد أعوام شهدت خلافات مرتبطة باتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويأمل ريشي سوناك، الذي أصبح رئيسا لوزراء بريطانيا في أكتوبر، أيضا في الاستفادة من تجدد النوايا الحسنة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال لدى وصوله إلى باريس إنه يود بدء محادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق من شأنه أن يسمح لبريطانيا في نهاية المطاف بإعادة المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها.

وسيكون الاجتماع في باريس هو القمة الأولى بين البلدين منذ خمسة أعوام، وكلاهما عضو دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويمتلكان أكبر قوة عسكرية في أوروبا.

والتقى الزعيمان، وهما مصرفيان سابقان متخصصان في الاستثمارات، برفقة سبعة وزراء من كل جانب، بقادة في قطاع الأعمال من البلدين لتعزيز علاقتهما الاقتصادية.

وستتركز محادثاتهما أيضا على التعاون بين دول منطقة المحيطين الهندي والهادي والصين والطاقة النووية.

وتحسنت العلاقات الثنائية، التي سادها التوتر غالبا منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، بسبب دعم البلدين لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.

واستقبل ماكرون سوناك في قصر الإليزيه والتقى الاثنان بابتسامات والترحيب.

وكتب سوناك عبر تويتر "الشراكة بين المملكة المتحدة وفرنسا عميقة... من مواجهة الهجرة غير المشروعة إلى تعزيز النمو في اقتصادينا للدفاع عن أمننا المشترك، حينما نعمل معا نستفيد كلنا. وبتلك الروح أتطلع إلى الاجتماع مع إيمانويل ماكرون اليوم".

وقال أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إن أولوية هذه القمة هي إعادة التواصل بين البلدين.

ويأتي الاجتماع أيضا في ظل تحسن العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في ضوء إطار عمل وندسور، وهو اتفاق جديد مع التكتل يهدف إلى حل المشكلات المتعلقة بالترتيبات التجارية الخاصة بأيرلندا الشمالية في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد.

في وقت لاحق من هذا الشهر سيسافر الملك تشارلز أيضا إلى فرنسا في أول زيارة دولة له بصفته ملكا.

وتشكلت علاقة شخصية بين سوناك وماكرون خلال أول لقاء مباشر بينهما في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) الذي استضافته مصر في نوفمبر الماضي، وذلك بعد أسبوعين من تولي سوناك رئاسة الوزراء.

وسعى سوناك إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بعدما تدهورت في عهد سلفيه بوريس جونسون وليز تراس، ويتطلع إلى العمل مع باريس على التصدي للأعداد الضخمة من المهاجرين الذين يصلون إلى جنوب إنجلترا في قوارب صغيرة.

وفي نوفمبر، وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقية بقيمة 72 مليون يورو (74 مليون دولار) لتكثيف جهود منع المهاجرين غير الشرعيين من الإبحار في رحلات خطرة عبر القنال الإنجليزي.

وقال سوناك للصحفيين إن أولويته الآن هي العمل على تعزيز التعاون لوقف عبور المهاجرين.

وردا على سؤال عما يتطلبه الأمر لإبرام ما يسمى باتفاق إعادة المهاجرين غير الشرعيين، قال سوناك "إجراء هذه المحادثات مع الاتحاد الأوروبي يأتي بالتأكيد في إطاره بمرور الوقت".

قال سوناك إنه منفتح على تقديم تمويل إضافي لفرنسا لمساعدتها على منع القوارب من مغادرة شواطئها، ونقل تقرير لصحيفة التايمز عن مصادر لم يسمها قولها إنه سيعلن أن بريطانيا ستقدم تمويلا لفرنسا من المتوقع أن يتخطى 200 مليون جنيه إسترليني (226.46 مليون يورو) على مدى ثلاثة أعوام.

وتعرض البلدان لانتقادات من قبل المنظمات غير الحكومية بسبب طريقة تعاملهما مع هذه القضية.

وحددت بريطانيا يوم الثلاثاء تفاصيل قانون جديد يحظر دخول طالبي اللجوء الذين يصلون على متن قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي، وهو مقترح تقول بعض الجمعيات الخيرية إنه قد يكون غير عملي ويجرم جهود آلاف اللاجئين الحقيقيين.

وردا على سؤال عن تصريحات الحكومة البريطانية بشأن القوارب الصغيرة، قال مسؤولون فرنسيون إنها لم تغير حقيقة أنه منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم يكن هناك اتفاق ثنائي على كيفية دخول المهاجرين فرنسا من جديد.

وقال أحد المسؤولين "في هذه المرحلة، لا نرى تأثيرا كبيرا على السواحل الفرنسية، ليس الأمر كما لو كان لدينا وثيقة قانونية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تساعدنا على تنظيم تدفق المهاجرين بين الساحلين".

ويقول مستشارون لقصر الإليزيه إن فرنسا حريصة أيضا على تعميق العلاقات الدفاعية بطرق من بينها التدريب المشترك للجنود الأوكرانيين، وترغب أيضا في تحقيق التوافق بشأن برنامجين مستقبليين لطائراتهما المقاتلة بدلا من المنافسة.

عاجل