رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

البنوك المركزية في أوروبا تتأهب لعصر من الخسائر بعد التيسير الكمي المفرط

نشر
مستقبل وطن نيوز

من المنتظر أن تفصح البنوك المركزية في منطقة اليورو خلال الأسابيع المقبلة عن تكبدها أول خسائر ضخمة بعد عقد من طباعة الأموال، لتدخل بذلك عصراً جديداً من التدقيق وعمليات إنقاذ محتملة باستخدام أموال دافعي الضرائب.

عندما يعلن البنك المركزي الأوروبي عن النتائج السنوية الخميس المقبل، من المنتظر أن يحذر مسؤولون من تكبد عجوزات هائلة خلال العامين الجاري والمقبل بكل أنحاء المنطقة، إذ تزيد أسعار الفائدة المرتفعة تكلفة خدمة الودائع عبر برامج التيسير الكمي الهائلة.

سيمهد تقرير البنك المركزي الأوروبي المنتظر لسلسلة من القوائم المالية التي تتضمن أوضاعاً حرجة على المستويات الوطنية، إذ من المحتمل أن يتكبد "المركزي الألماني" أكبر خسارة بين باقي البنوك المركزية بالمنطقة.


قال ماريو سينتينو محافظ بنك البرتغال المركزي في أثناء مقابلة: "من المنتظر أن يسجل عديد من البنوك المركزية نتائج أعمال سلبية بالفعل في 2022، جراء عدم ملاءمة أسعار الفائدة على الأصول لتلك على الالتزامات"، وأوضح: "نحن (البنوك) نموّل أنفسنا حالياً بأسعار فائدة مرتفعة لا تناسب عوائد السندات وكل أنواع الديون بميزانية البنك المركزي".

ستنضم خسائر البنوك المركزية بمنطقة اليورو إلى نظيراتها عالمياً، إذ تكبد البنك الوطني السويسري المجاور أكبر عجز قياسي الشهر الماضي. ودفعت هذه الآفاق بعض المسؤولين للقلق في ضوء تعرضهم لمخاطر انعكاس ذلك على القنوات المالية بالمنطقة، والتداعيات المالية المحتملة.

من جهته، قلل بنك التسويات الدولية الشهر الحالي تلك التداعيات، مؤكداً أن البنوك المركزية يمكنها العمل ورأس المال سالب، مشيراً إلى أنها لن تفلس. فوق كل ذلك، يزعم المسؤولون أن الخسائر لا تؤثر في السياسة النقدية.

رغم ذلك فإن البنك المركزي الأوروبي انتقد العجز النقدي بمناطق أخرى في الاتحاد الأوروبي، وبموجب قواعده الخاصة يمكنه أن يطلب من الحكومات أن تضخ أموالاً للبنوك المركزية الوطنية، لدرجة أن المؤسسة التي يقع مقرها بفرانكفورت قد تحتاج إلى المساعدة.


من الأرجح أن يكون البنك الاتحادي الألماني قد تكبد في الغالب خسارة محدودة خلال العام الماضي، على أن تتفاقم إلى 26 مليار يورو (28 مليار دولار) خلال 2023 إذا ظلت أسعار الفائدة بالبنك المركزي الأوروبي عند مستوياتها الحالية، حسب دانيال غروس، عضو مجلس إدارة مركز دراسات السياسات الأوروبية في بروكسل.

هذ الخسائر ستمحو مخصصات تعويض خسائر برامج شراء الأصول البالغة 20 مليار يورو، بالإضافة إلى 5 مليارات يورو في صورة رأسمال وأرصدة احتياطية. يمثل ذلك بالنسبة إلى شركة عادية الدخول في حالة إعسار.

امتنع متحدث باسم بنك البنك الاتحادي الألماني عن التعليق على الفور عندما تواصلت "بلومبرغ" معه.

يتوقع غروس صدور تحذيرات عبر البيانات المالية السنوية، وأن يسعى البنك المركزي الألماني "للتفاوض بهدوء على ضخ رأسمال من برلين" في وقت لاحق من العام الجاري.

خسائر البنوك المركزية بمنطقة اليورو
رغم ذلك فإن احتماليات تتزايد اتجاه المسؤولين بترحيل العجوزات عبر الأعوام اللاحقة، في تكرارٍ للقرارات التي جرى اتخاذها بعد الخسائر المتكررة في سبعينيات القرن الماضي.

سيتعرض أقران آخرون أيضاً لخسائر ضخمة في 2023، لكن ليس لدرجة تسمح بتقويض رأس المال. يتوقع غروس أن تتكبد فرنسا 17 مليار يورو، و9 مليارات يورو لإيطاليا، و5 مليارات لهولندا. وفي حال بقيت أسعار الفائدة مرتفعة خلال 2024، سيتعرض البنكان المركزيان الهولندي والفرنسي لمخاطر تسجيل رأسمال سالب أيضاً.

عاجل