رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

انتشال أطفال من تحت الأنقاض بعد أيام من الزلزال وعدد القتلى يتجاوز 22 ألفا

نشر
مستقبل وطن نيوز

انتشل عمال الإنقاذ اليوم الجمعة رضيعا يبلغ من العمر عشرة أيام ووالدته من تحت أنقاض مبنى منهار في تركيا، وأخرجوا عدة أشخاص في مواقع أخرى بعد أربعة أيام من الزلزال الهائل الذي أزهق أرواح الآلاف وأحدث دمارا في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا.

وتأكد مقتل 22 ألفا في كلا البلدين جراء الزلزال الذي خلف عددا من القتلى لم تشهد المنطقة مثله على مدار العقدين الماضيين.

وبات مئات الآلاف بلا مأوى يعانون من نقص الغذاء في ظروف الشتاء الصعبة، وهم في أمس الحاجة إلى جهود إغاثة متعددة الجنسيات للتخفيف من معاناتهم.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس السوري بشار الأسد زار مستشفى في مدينة حلب في أول زيارة معلنة إلى المناطق المنكوبة بالزلزال، لكن برنامج الأغذية العالمي قال إن مخزونه من مواد الإغاثة بدأ ينفد في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.

ومن المتوقع أيضا أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المناطق المتضررة من الزلزال في بلاده اليوم الجمعة وسط انتقادات من الناجين والمعارضين السياسيين بأن استجابة الحكومة للكارثة كانت بطيئة وسيئة التنظيم.

ويرفض أردوغان هذه الاتهامات تماما في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه في مايو المقبل، لكن هذه الانتخابات قد تتأجل بسبب الكارثة، نقلا عن وكالة رويترز.

وذهب المصلون لأداء صلاة الجمعة في مدينة كهرمان مرعش التركية، وهي إحدى المدن المنكوبة الواقعة بالقرب من مركز الزلزال، وسط ضجيج المعدات والمولدات المستخدمة في عمليات الإنقاذ.

وعمل رجال الإنقاذ، بما في ذلك فرق الإغاثة القادمة من عشرات البلدان، طوال الليل لرفع أنقاض آلاف المباني المنهارة.

ووسط أجواء قارسة البرودة، تطالب فرق الإنقاذ بصورة متكررة الأفراد بالتزام الصمت للاستماع إلى أي صوت يدل على حياة من تحت الكتل الخرسانية.

وفي منطقة سامانداغ بإقليم هاتاي، زحف رجال الإنقاذ يوم الجمعة تحت كتل خرسانية وهمسوا "إن شاء الله" وهم يحاولون بحذر رفع الأنقاض وانتشلوا طفلا رضيعا يبلغ من العمر عشرة أيام.

وغطى رجال الإنقاذ الطفل ياجيز أولاس ببطانية ونقلوه إلى مستشفى ميداني، وأظهرت لقطات مصورة عمال الطوارئ وهم يحملون والدته على نقالة وهي في حالة ذهول وشحوب لكنها كانت واعية.

وفي مدينة ديار بكر بشرق تركيا، انتشل عمال الإنقاذ سباحات فارلي (32 عاما) وابنها سرحات ونقلوهما إلى المستشفى صباح يوم الجمعة بعد مئة ساعة من وقوع الزلزال.

وعلى الحدود التركية مع سوريا، استخدم رجال الإنقاذ من منظمة الخوذ البيضاء أيديهم للحفر حتى وصلوا إلى قدم فتاة صغيرة لا تزال على قيد الحياة، لكن الآمال تتلاشى في العثور على المزيد من الناجين بين الركام.

وفي بلدة جنديرس السورية، بدأ ناصر الوكاع في النحيب أثناء جلوسه على كومة من الركام والمعدن الملتوي حيث كان يقع منزل عائلته، واحتضن ملابس كانت تخص أحد أطفاله.

وقال صارخا "بلال يا بلال" في إشارة إلى أحد أبنائه المتوفين.

تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والهزات الارتدادية القوية في كلا البلدين العدد المسجل في زلزال مماثل ضرب شمال غرب تركيا في 1999 وأودى بحياة أكثر من 17 ألفا.

ويصنَف الزلزال حاليا في المرتبة السابعة بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكا هذا القرن، متجاوزا زلزال وتسونامي اليابان عام 2011 ومقتربا من إجمالي ضحايا زلزال وقع في إيران المجاورة في 2003 وأودى بحياة 31 ألف شخص.

عاجل