رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الإنفاق يعيد التفاؤل بشأن نمو اقتصاد الصين رغم تراجع الصناعة والعقارات

نشر
 الإنفاق في الصين
الإنفاق في الصين

أثار ارتفاع الإنفاق في الصين مزيداً من التفاؤل بشأن الانتعاش الاقتصادي في البلاد، في حين يشير الضعف في القطاع الصناعي ومبيعات السيارات والمنازل إلى أنَّ التعافي لا يقف على أرضٍ صلبةٍ بعد.

أظهرت بيانات حديثة أنَّ المطاعم والسياحة والأنشطة التجارية الأخرى، التي تتضمن تفاعلاً مباشراً مع الأشخاص، حققت قفزات كبيرة في الإيرادات أثناء عطلة العام القمري الجديد الأسبوع الماضي. يضاف ذلك إلى أرقام قوية من مسح رسمي نُشر الأسبوع الجاري حول نشاط الخدمات، الذي تعافى مع استعداد الصينيين للسفر والإنفاق عقب انتهاء قيود "صفر كوفيد" الصارمة.

تحديث توقعات النمو الصيني
جاءت إعادة فتح البلاد، الأسرع من المتوقَّع، بالتزامن مع تحديث توقُّعات النمو الاقتصادي من قبل صندوق النقد الدولي وعدد كبير من البنوك الاستثمارية، بما فيها "نومورا هولدينغز" و"غوتاي جونان إنترناشونال هولدينجز" (Guotai Junan International Holdings) و"هواتاي سيكيوريتيز" (Huatai Securities).

قال اقتصاديو "سيتي"، الذين رفعوا توقُّعاتهم للنمو في 2023 إلى 5.7% يوم الأربعاء الماضي، إنَّ ترقية التوقُّعات "تنبع بالكامل تقريباً من الاستهلاك، خاصة الخدمات الاستهلاكية".

دعا كبار القادة للتركيز على تعزيز الاستهلاك، بمن فيهم الرئيس، شي جين بينج، الذي نادى الأسبوع الجاري بجهود أكبر لضمان استقرار الدخل بين السكان، ولتهيئة أحوال من شأنها تعزيز رغبتهم في الإنفاق، وفق نص اجتماع ترأسه يوم الثلاثاء.

مؤشرات غير إيجابية
لا تعتبر كافة البيانات إيجابية، فقد أشار مسؤول في بداية الأسبوع الماضي إلى فتور مبيعات السلع المعمرة مثل السيارات، إذ أبلغ كبار مصنّعي السيارات، الذين تُشرف عليهم وزارة التجارة، عن نمو في المبيعات نسبته 3.6% فقط خلال فترة العطلة مقارنة بالعام السابق، وهي أرقام دون زيادة تناهز 7% في إيرادات كبرى شركات البيع التجزئة والمطاعم.

في الوقت نفسه، تستمر مبيعات المنازل في إعاقة التعافي، حيث انخفضت في يناير بنسبة 32.5% على أساس سنوي لدى أكبر 100 مطوّر عقاري، في تراجع أكثر حدة من المسجل في ديسمبر، وبرغم توسيع صُنّاع السياسة الدعم لهذا القطاع، أدى التراجع المستمر في أسعار المنازل إلى عزوف المشترين.

توقعات ضبابية للعقارات
ما تزال النظرة المستقبلية لقطاع العقارات غير مستقرة. وتتوقَّع شركة "كاتربيلر"، إحدى كبرى الشركات المصنّعة للمعدات الثقيلة بالعالم، استمرار ركود الطلب من الصين العام الحالي. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، جيم أمبليبي، الثلاثاء الماضي، إنَّ "كاتربيلر" "لا ترى علامات على التحسن في هذه المرحلة".

تراجعت المبيعات المحلية للحفارات بالصين، وهي مؤشر رئيسي للطلب على البناء، بنسبة 45% في 2022 عن العام السابق، مع انخفاض أكثر حدة في ديسمبر.

كتب "لو تينج"، كبير الاقتصاديين الصينيين بـ"نومورا"، في تقرير الثلاثاء: "الطلب المكبوت ربما يقتصر على قطاع الخدمات ذي التعامل المباشر مع الأشخاص". رفعت "نومورا" توقُّعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي في 2023 من 4.8% إلى 5.3% في ظل التحول "الأسرع من المتوقَّع" نحو مناعة القطيع، برغم أنَّ "لو" أشار إلى استمرار بعض مواطن الضعف.

قال "لو" إنَّ "استهلاك السلع المعمرة قد لا يفيد كثيراً"، مضيفاً أنَّ مبيعات السيارات قد تصبح "عبئاً كبيراً (على التعافي)" مع انتهاء سريان التخفيض الضريبي المحفز للشراء.

عاجل