رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

رئيس الوزراء يعلن التوقيع على اتفاقيات مع أوكرانيا في مجالات متعددة.. صور

نشر
مستقبل وطن نيوز

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الروماني، نيكولاي تشوكا، اليوم السبت، جلسة مباحثات موسعة، لبحث مقترحات  تعزيز التعاون المشترك في عدة مجالات.

وحضر المباحثات من الجانب المصري، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، وحسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وإيهاب نصر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية.

فيما شارك من الجانب الروماني، فلورين سباتارو، وزير الاقتصاد، وميهاي ستيفان ستوبارو، سفير رومانيا لدى مصر، وأوليان كيفو، مستشار الدولة للسياسة الخارجية والأمن والشؤون الاستراتيجية لرئيس الوزراء، وجورجا اجافيتسي، مستشار الدولة لرئيس الوزراء، وترايان خريستا، نائب وزير الشؤون الخارجية، ودان دراجان، نائب وزير الطاقة، وتيودور بريسكارو، نائب وزير البحث والابتكار والرقمنة، وراريش بورلاكو، رئيس الوكالة الرومانية للاستثمارات الأجنبية والتجارة الخارجية.

بداية اللقاء

رحّب مدبولي بنظيره الروماني والوفد المرافق، مُعربا عن تقدير مصر لهذه الزيارة كونها أول زيارة لرئيس وزراء روماني لمصر منذ نحو عقدين، منوهًا في الوقت ذاته إلى الزيارات المتبادلة على المستوى الرئاسي والعلاقات الدبلوماسية التي كان لها بالغ الأثر في دفع العلاقات بين البلدين على المستوى الثنائي والدولي متعدد الأطراف.

وأكد رئيس الوزراء، أهمية الزيارة وتوقيتها، إذ أنها تُعد استمرارًا للمناقشات التي بدأها القادة خلال اجتماعاتهم السابقة، كما أنها تمثل فرصة جيدة لمتابعة ملفات العلاقات الثنائية، والبناء على هذا الزخم في العلاقات من أجل تعزيز هذه الروابط في مجالي الاستثمار والتجارة.

ووجّه مدبولي الشكر لرئيس الحكومة الروماني على ما قدمته رومانيا من جهود لتسهيل عبور الطلاب المصريين القادمين من أوكرانيا عبر رومانيا لحين إعادتهم إلى مصر، حيث سمحت السلطات الرومانية، بالتنسيق مع السفارة المصرية في بوخارست، للطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا بدخول أراضيها دون التقيد بشرط التأشيرة المسبقة، كما استضافت المدن الجامعية الرومانية الطلاب لحين وصول طائرات الإجلاء التي أرسلتها مصر، ولحين انتهاء السفارة من إجراءات إعادتهم.

التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات

وأشار، إلى أن الزيارة الحالية لرئيس الوزراء الروماني ستشهد التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، كما أنه من المقرر عقد منتدى اقتصادي للأعمال، غدًا، يضم مجموعة من أبرز الشركات المصرية والرومانية لبحث تعزيز الشراكات فيما بينها.

وتطرق رئيس الوزراء إلى أهمية رومانيا على خريطة الواردات المصرية، حيث إنها واحدة من أهم الدول الموردة للقمح إلى مصر، كما ناقش إمكانية توفير رومانيا المزيد من كميات القمح الموردة إلى السوق المصرية، كذلك تعزيز الصادرات المصرية في مجال البتروكيماويات والأسمدة للسوق الرومانية.

وبحث الجانبان إمكانية الاستفادة من موقع رومانيا كنقطة انطلاق للمنتجات المصرية إلى أسواق دول شرق أوروبا ودول البلطيق، وأشار مدبولي إلى تبني الحكومة المصرية لفكرة التصنيع المشترك، ومتابعة الجانب المصري لنتائج الاجتماعات بين الجانبين في هذا الشأن.

زيادة التبادل التجاري

وخلال جلسة المباحثات، أكد رئيس الوزراء الروماني أن هذه الزيارة هي مناسبة مهمة للغاية، لبحث ما نستطيع إنجازه على مستوى الأولويات التي تحقق ما يطمح إليه شعبانا.

وأضاف: “من أجل هذا قررت أن اصطحب معي اليوم عددًا كبيرًا من أعضاء مجلس الوزراء والمسؤولين الرومانيين، من أجل مناقشة هذه الأولويات مع الجانب المصري، ومن بين هذه الملفات التأكيد على زيادة معدل التبادل التجاري والاستثمارات”.

واستعرض رئيس الحكومة الروماني الدور الذي لعبته بلاده في إتاحة السلع الغذائية والمحاصيل الزراعية للعديد من بلدان العالم منذ بدء الأزمة “الروسية – الأوكرانية”، مُشددًا على أن أوكرانيا بذلت كل ما في وسعها من أجل ألا تتوقف هذه الإمدادات من السلع إلى جيرانها والدول المستفيدة.

وأشار إلى أن رومانيا تولي أهمية كبرى لمصر ولسوقها الكبيرة، خصوصًا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام الماضي 1.1 مليار دولار، مُؤكدًا أهمية البناء على هذه المستويات وزيادتها خلال المرحلة المقبلة.

وتطرق كذلك إلى أنه في إطار جهود تعزيز التعاون المشترك سيتم عقد اللجنة المشتركة بين البلدين للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، خلال العام الجاري، في بوخارست، فيما أوضح أنه يمكن لرومانيا الاستفادة من إنتاج مصر من الأسمدة.

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الغاز الطبيعي، أوضح تشوكا أنه سيتم تعزيز الشراكة بين الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي "إيجاس" وشركة "ترانسجاز" الرومانية في مجال الغاز الطبيعي المسال.

كما تطرق إلى إمكانية التعاون مع مصر في مجال التحول الرقمي، الذي تولي له رومانيا اهتمامًا، خصوصًا أنه يتماشى مع خطة مصر للتحول الرقمي، حيث اتخذت مصر خطوات ملحوظة بشأنه وفقًا لما تتضمنه "رؤية مصر 2030".

وأوضح الوزير الروماني، أهمية الاستفادة من الموقع الجغرافي للبلدين، فمصر تعد شريكا أساسيًا لرومانيا في قارة إفريقيا، ونرغب في الاستفادة من العلاقات الجيدة التي تتمتع بها مصر مع جيرانها من دول القارة السمراء التي تعد سوقًا ضخمة، يمكن نفاذ السلع إليها عبر مصر، خصوصًا في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية، وعلى الجانب الآخر يمكن لمصر الاستفادة من مسألة نقل بعض المصانع الأوروبية إلى دول أخرى في إطار المبادرة التي يتبناها الاتحاد الأوروبي.

زيادة الاستثمارات

من جانبها، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن البلدين لديهما مستقبل واعد يتعلق بزيادة معدلات الاستثمار ومستويات التبادل التجاري، خصوصًا بعد جهود الحكومة لتحسين بيئة الاستثمار في مصر، وتطوير البنية التحتية وإصلاح الإجراءات التشريعية والتنظيمية، مشيرة إلى إنشاء "صندوق مصر السيادي" الذراع الاستثمارية للدولة المصرية، وما تم من تأسيس صناديق قطاعية تابعة له في مجالات مثل البنية التحتية والرعاية الصحية وغيرها.

ولفتت إلى الفرص الاستثمارية الطموحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خصوصًا في مجال الهيدروجين الأخضر.

المبادرة الأوروبية لنقل المصانع

فيما أشار وزير التجارة والصناعة إلى استعداد مصر للاستفادة من المبادرة الأوروبية لنقل المصانع خارج القارة الأوروبية، ضمن الخطة الوطنية لتوطين الصناعات وجذب الاستثمارات الأجنبية، التي تمثل فرصة أمام الشركاء الدوليين للقدوم إلى مصر وتصدير ما يتم إنتاجه للدول والتكتلات الاقتصادية التي تتمتع مصر باتفاقيات تجارة حرة معها، مع التأكيد على أهمية التعاون بين الجهات المعنية بالاستثمار في البلدين، لتبادل الخبرات وعرض الفرص الاستثمارية، فضلًا عن القيام ببعثات ترويجية متبادلة، وتنظيم زيارات لرجال الأعمال في البلدين.

في حين استعرض الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار جهود الهيئة المتعلقة بتسهيل الإجراءات لتأسيس الشركات سواء داخل المناطق الاستثمارية العامة أو الخاصة وتيسير بدء الأعمال في مصر، في ظل ما تمنحه مصر من مزايا وحوافز للمستثمرين، كما تطرق لما تتيحه الحكومة المصرية أمام المستثمرين من الحصول على الرخصة الذهبية التي يتم بموجبها إنشاء وتشغيل المشروعات بشكل أسرع.