خسائر إمبراطورية غوتام أداني السوقية تتجاوز 100 مليار دولار

تسارع انهيار أسهم إمبراطورية غوتام أداني المُحاصرة لتتخطى خسائرها السوقية 100 مليار دولار، بعدما أدّت تداعيات مزاعم الاحتيال من قبل شركة البيع على المكشوف إلى إلغاء الملياردير الهندي طرح الأسهم القياسي والإعلان عن مراجعة استراتيجيته تجاه سوق المال.
وتراجع سهم "أداني انتربرايسز" (Adani Enterprises) بأكثر من 15% قبل أن يعوّض بعض خسائره. ويأتي ذلك بعد هبوطه 28% أمس الأربعاء، مما دفع الشركة إلى إلغاء طرح الأسهم الإضافي البالغة قيمته 2.4 مليار دولار بغرض حماية مستثمري الاكتتاب من الخسائر المحتملة. كما انخفضت معظم أسهم المجموعة التسعة الأخرى.
وقضى الانهيار على 104 مليارات دولار من القيمة السوقية لأسهم المجموعة منذ أن وجهت شركة البيع على المكشوف الأميركية "هيندينبرغ ريسيرش" (Hindenburg Research) مزاعم احتيال ضد المجموعة. وانخفضت سندات المجموعة أيضاً إلى مستوى التعثر، كما طالبت البنوك بمزيد من الضمانات للقروض، أو بتدقيق قيمة ديون الشركات للإقراض مقابلها.
ويبقى السؤال الآن هو ما الذي سيفعله غوتام أداني لمنع هذا الاضطراب من الخروج عن السيطرة، خاصة بعد إلغاء طرح الأسهم الإضافي، الذي كان من الممكن أن يكون الأكبر في الهند، وتحسين مكانته عالمياً. من جهة أخرى، يكمن الخطر أيضاً في أن المزيد من المؤسسات المالية تبدأ في التدقيق في تعرضها لإمبراطورية الأعمال التي تمتد من الموانئ إلى الطاقة الخضراء.
وكتب ليونارد لو، كبير محللي الائتمان في "لوكرور أناليتكس" (Lucror Analytics) في مذكرة: "الخطر الأكبر هو إذا ما واجهت مجموعة (أداني) تدهوراً حاداً في الوصول إلى التمويل، لا سيما في كياناتها مرتفعة الاستدانة.. هذه بمثابة أزمة سيولة لدى أحد الكيانات التي قد يمتد تأثيرها ليضر بقدرة المجموعة الأوسع على الوصول إلى التمويل. ومع ذلك، من المحتمل أن تستمر المجموعة في جمع الأموال من السندات والبنوك المحلية في الوقت الحالي".
وعلى الناحية الأخرى، انضمت ذراع الثروة بـ"سيتي غروب" (Citigroup) أيضاً إلى "كريدي سويس" (Credit Suisse) في وقف قبول الأوراق المالية لمجموعة شركات غوتام أداني كضمان لقروض الهامش، في الوقت الذي تكثف البنوك تدقيقها المالي لرجل الأعمال الهندي.
واتهمت "هيندينبرغ ريسيرش" مجموعة أداني الأسبوع الماضي بالتلاعب "الواضح" في السوق والاحتيال المحاسبي، مما أدى إلى حدوث عمليات بيع مكثفة على الأسهم. ونفى أداني مراراً هذه المزاعم، ووصف التقرير بأنه "مزيف"، وهدد باتخاذ إجراءات قانونية.