رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الصين تنتقد أمريكا بشأن سقف الديون وتتهمها بالتخريب المتعمد

نشر
جانيت يلين وزيرة
جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية

اعتبرت الصين أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة حافة الهاوية بشأن سقف ديونها، في معرض ردها على انتقادات وزيرة الخزانة جانيت يلين إزاء تعامل بكين مع قضايا الديون في البلدان النامية.

وجهت السفارة الصينية في لوساكا، زامبيا، أمس الاثنين، انتقادات إلى الولايات المتحدة بشأن مشكلة الديون الكارثية لديها واتهمتها بتخريب جهود الدول الأخرى لحل مشاكل الديون.

في إشارة إلى أن وزارة الخزانة قد بدأت في اتخاذ إجراءات استثنائية للوفاء بالتزاماتها بعد أن وصلت الحكومة الأمريكية إلى سقف الدين، قالت السفارة: "أكبر مساهمة يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لقضايا الديون خارج البلاد هي العمل بموجب سياسات نقدية مسؤولة، ومواجهة مشكلة ديونها الخاصة بها، والتوقف عن تخريب الجهود النشطة للدول الأخرى ذات السيادة لحل مشاكل ديونها".

تتعارض الانتقادات الحادة مع الهدوء الذي ساد الآونة الأخيرة في التوترات بين الصين والولايات المتحدة، والذي بدأ في نوفمبر 2022 بعد أن التقى زعيما البلدين لأول مرة وجهاً لوجه منذ سنوات.

يأتي توجيه الانتقادات عقب المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي بين يلين ونظيرها الصيني ليو خه، والتي قال الجانبان إنها كانت بنَّاءة وإيجابية.

تمنح إجراءات وزارة الخزانة الأمريكية الحيز خلال بضعة أشهر قبل نفاد السيولة النقدية، ويتوقع خبراء اقتصاديون ومحللو سوق السندات أنه سيتعين رفع سقف الدين خلال الربع الثالث لتفادي الولايات المتحدة التخلف عن السداد، الذي من شأنه أن يلحق الضرر من الناحية الاقتصادية بأكبر اقتصاد في العالم وبالنظام المالي عالمياً.

الصين أكبر دائن للدول النامية

يعتزم الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب، استخدام سقف الديون كرافعة لإجراء خفض كبير في الإنفاق من جانب البيت الأبيض والديمقراطيين في الكونجرس، ويرى الرئيس جو بايدن أن الائتمان الأمريكي مهم للغاية بحيث لا تمكن المساومة عليه.

تملك الصين حوالي 870 مليار دولار من الديون الأمريكية، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة في نوفمبر 2022، انخفاضاً من أكثر من 1.3 تريليون دولار في أواخر عام 2013. انخفض رصيد الصين- الأكبر بعد اليابان- للشهر الثالث على التوالي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ يونيو 2010.

أصبحت الصين أكبر دائن في العالم للدول النامية، التي يواجه بعضها تصاعد أزمة الديون، ووضعت مجموعة الدول العشرين ما يسمى "إطار العمل المشترك" الذي يضم نادي باريس للدول الدائنة الغنية التقليدية والصين في محاولة لإعادة هيكلة ديون البلدان منخفضة الدخل على أساس كل حالة على حدة.

وتعرضت الصين لانتقادات بسبب عدم الاهتمام الملحوظ للمشاركة في جهد عالمي لتقليل أعباء الديون على الدول النامية، حيث قالت يلين في عدة مناسبات إن بكين أصبحت أكبر عقبة أمام إحراز التقدم.

كررت يلين ما تقوله إزاء الصين أمس الاثنين في زامبيا، وهي أول دولة تتخلف عن سداد الديون السيادية في أفريقيا إبان حقبة الوباء في عام 2020، ومنذ ذلك الحين تكافح لتمديد آجال أو تجديد الديون الخارجية التي تجاوزت 17 مليار دولار، يمتلك أكثر من ثلثها الدائنون الصينيون.

"بافتراض أن تصريحات الوزيرة يلين حول الديون كانت صحيحة، فإن أفضل احتمال لقضايا الديون خارج الولايات المتحدة هو أن تحل وزارة الخزانة الأمريكية مشكلة الديون المحلية في بلادها، بالنظر إلى مدى معرفتها بالحقائق وقدراتها المهنية وقدرة فريقها على التنفيذ"، حسبما قالت السفارة الصينية في لوساكا.

بالنسبة للولايات المتحدة، حدثت أصعب مواجهة بشأن سقف الدين في2011، عندما أبدت "ستاندرد آند بورز غلوبال ريتينجز" القلق بما يكفي لخفض التصنيف السيادي للولايات المتحدة من "AAA".

أدى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى حدوث اضطرابات في الأسواق وانتهى بها الأمر إلى الإضرار بثقة المستهلك، مما أضر بالتعافي الاقتصادي من أزمة الائتمان.

في ذلك الوقت، انتقدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تعامل الولايات المتحدة مع وضع الديون، ووصفت سياسة حافة الهاوية السياسية في واشنطن بأنها "غير مسؤولة بشكل خطير".

ألقت الانتقادات القاسية النادرة الموجهة إلى يلين خلال الأسبوع الجاري بظلالها على الآمال في أنَّ الصين قد تنحرف بعيداً عن نهجها المسمى بدبلوماسية الذئب المحارب، خاصة بعد نقل دبلوماسي كبير مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحولات الأكثر تصادمية في وزارة الخارجية خلال السنوات الأخيرة.

عاجل