رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

كل ما يجب معرفته عن منظومة «باتريوت» الصاروخية

نشر
مستقبل وطن نيوز

قبل زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها ستقدم 1.85 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا تتضمن منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" للمرة الأولى، والذي أكد زيلينسكي أن بلاده بحاجة ماسة إليها لصد الهجمات الروسية.

وعلى الرغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلل من أهمية نظام باتريوت، قائلاً إن روسيا ستجد طريقة لمواجهته، ولفت إلى أنه "متقادم للغاية" ولا يعمل مثل نظام إس-300 الروسي، إلّا أن صحيفة "فاينانشيال تايمز" اعتبرت أن الرئيس الأوكراني "حصل أخيرًا على ما تريده كييف"، بعد رحلة واشنطن التي تعد أول زيارة خارجية له منذ غزو روسيا لبلاده في 24 فبراير، وفق ما نقله موقع "الشرق".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن خبراء قولهم إن منظومة باتريوت" ستكون "واحدة من أكثر الأسلحة الغربية تطوراً" في منظومات الأسلحة التي حصلت عليها كييف حتى الآن، وستمثل "إضافة قوية للدفاعات الجوية الأوكرانية".

ولكنها لن توفر "فترة استراحة عاجلة" من الهجمات الصاروخية وغارات المسيرات الروسية واسعة النطاق" التي تدمر البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، فما هو نظام "باتريوت"، وما هي تكلفته؟ وكيف سيساعد كييف في حربها ضد موسكو.

ما هو نظام "باتريوت"؟

"باتريوت" هو نظام دفاع صاروخي أرض-جو طورته شركة "رايثيون تكنولوجيز"، ويعتبر واحداً من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في ترسانة الولايات المتحدة.

واستُخدم النظام لأول مرة في القتال خلال حرب الخليج عام 1991، ثم استُخدم لاحقاً أثناء الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.

وهو نظام متنقل يشتمل عادة على رادار قوي، ومحطة تحكم، ومولد طاقة، ومحطات إطلاق، ومركبات دعم أخرى.

والنظام له قدرات مختلفة حسب نوع الصاروخ المستخدم، ففي حالة "الصاروخ باك-2" يستخدم رأساً حربية متفجرة، أما الصاروخ "باك-3" الأحدث يستخدم تقنية الإصابة بغرض القتل الأكثر تقدماً.

وقال حلف شمال الأطلسي "الناتو" في العام 2015 إن نطاق رادار النظام يصل إلى أكثر من 150 كيلومتراً، وفقاً لـ"رويترز".

ما هي التكلفة؟

تبلغ تكلفة مجموعة "باتريوت" حديثة الإنتاج أكثر من مليار دولار، منها 400 مليون دولار للنظام، و690 مليون دولار للصواريخ في البطارية، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقرّه واشنطن،  حسب ما نقلت عنه "رويترز".

فيما ذهبت الصحيفة البريطانية إلى أنه "من غير المرجح أن تستخدم أوكرانيا صواريخ باتريوت المتطورة والمكلفة" لاعتراض وإسقاط المسيرات الانتحارية التي تطلقها روسيا في موجات على البنية التحتية الخاصة بالكهرباء في أوكرانيا.

واستندت إلى تقارير تفيد بأن "تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد من منظومة باتريوت تبلغ 3 ملايين دولار، ما يعادل 100 ضعف التكلفة المقدرة للطائرة بدون طيار الانتحارية الإيرانية Shahed-136". 

وفي السياق، أشار مارك كانسيان وتوم كاراكو في تحليل صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية،  إلى أن "التكلفة الباهظة للصاروخ الواحد، وعدد الصواريخ القليل نسبياً في كل بطارية يشير إلى أن مشغلي باتريوت لن يمكنهم إطلاق الصواريخ على جميع الأهداف". 

قامت "رايثيون تكنولوجيز" ببناء أكثر من 240 نظام "باتريوت" تستخدمها حالياً 18 دولة بينها الولايات المتحدة، والطلب على النظام مرتفع في الشرق الأوسط بسبب التهديد الذي تشكله إيران للمنطقة.

وقالت الشركة إن النظام اعترض أكثر من 150 صاروخاً باليستياً في القتال منذ عام 2015.

كيف سيساعد باتريوت أوكرانيا؟

قالت أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي للحماية من وابل الضربات الصاروخية والطائرات المُسيرة من القوات الروسية.

وحتى الآن، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا زوجين من أنظمة صواريخ أرض-جو الوطنية المتقدمة (ناسامس).

ونظام "باتريوت" مُصمم لاعتراض التهديدات مثل الطائرات والصواريخ الباليستية، لكن يمكنه أيضاً إسقاط طائرات "انتحارية" مُسيرة دأبت روسيا على إطلاقها لضرب البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

مع ذلك، سيكون هذا النظام المتطور وسيلة مكلفة للغاية لتدمير الطائرات بدون طيار التي لا تكلف سوى آلاف الدولارات.

وستوفر الصواريخ باتريوت أيضاً "طبقة دفاع إضافية" في حال حاولت روسيا تنفيذ عمليات قصف على ارتفاعات عالية فوق الأراضي الأوكرانية. 

ورغم أن الصواريخ S300 الأوكرانية أثبتت قدرتها على منع وصول القاذفات الروسية، إلا أن كييف تحرق مخزوناتها من صواريخ S300 الاعتراضية، وتحتاج إلى التحول إلى معدات غربية ذات إمكانات أكبر.

هل سيغيّر قواعد اللعبة؟

يقول مسؤولون وخبراء إن نظام "باتريوت" سيُنقذ على الأرجح الأرواح من الصواريخ القادمة، لكنه لا يرجح أن يغير مسار الصراع المستمر منذ ما يقرب من 10 أشهر لأنه نظام دفاعي.

أوليكسي ميلنيك، المقدم السابق في القوات الجوية الأوكرانية، والمدير المشارك حالياً في مركز أبحاث Razumkov Centre في كييف، يرى في حديثه لـ"فاينانشال تايمز" أن "القدرة على حماية البنية التحتية الحيوية والعاصمة من الصواريخ الباليستية" تقدم "آلية جديدة ومهمة للغاية" بالنسبة لأوكرانيا".

ولكنه استدرك قائلاً: "لكنها لا تزال في الإطار الدفاعي، لأنها لا تزودنا بأي قدرات هجومية جديدة لضرب أهداف في عمق روسيا وشبه جزيرة القرم"، ومن ثم فإنها "لن تغير في قواعد اللعبة".         

وتتمتع أجهزة الاعتراض في منظومة باتريوت بمدى أطول "يصل إلى 75 كيلومتراً"، ما يمنحها "نصف قطر بطول 150 كيلومتراً"، بحسب الذخيرة المستخدمة، فضلاً عن أنها "أكثر دقة" من الصواريخ السوفيتية S300 وBuk التي تشكل العمود الفقري للدفاعات الجوية الأوكرانية.

وتستطيع هذه الصواريخ أن تسقط الصواريخ الباليستية السريعة التي من المحتمل أن تستخدمها روسيا بأعداد أكبر بعد نفاذ مخزوناتها من الصواريخ الكروز الأقل من سرعة الصوت، وفقا لـ "فاينانشال تايمز". 

متى يصل النظام إلى أوكرانيا؟

لن تتمكن أوكرانيا من نشر صواريخ "باتريوت" في ساحة المعركة قبل بضعة أشهر، وقال مسؤولون أمريكيون إن نظام "باتريوت" سيصل أولاً إلى ألمانيا حيث ستتدرب قوات أوكرانية هناك على كيفية استخدامه.

وقد يستغرق التدريب شهوراً لأن كل النظام يتطلب عشرات الجنود لتشغيله.

وسيتعين على أوكرانيا بعد ذلك أن تُقرر كيف وأين تنشر النظام دون أن تدمره القوات الروسية، وقالت روسيا إن نظام الدفاع الصاروخي "باتريوت" سيكون هدفاً مشروعاً للضربات الروسية.

والحديث ذاته، ذكره مسؤولون أمريكيون لـ"فاينانشيال تايمز" وأشاروا إلى أنه "من غير المرجح أن تصل (الصواريخ باتريوت) إلى ساحة المعركة قبل الربيع. وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع لتدريب الجنود الأوكرانيين على تشغيل هذه المنظومة"، متوقعين إجراء التدريبات "في ألمانيا". 

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية للصحيفة إن بلاده ستدرب القوات الأوكرانية على كيفية تشغيل بطارية الصواريخ باتريوت في "دولة ثالثة"، لافتاً إلى أن "هذا سيستغرق بعض الوقت، ولكن القوات الأوكرانية ستعود بهذا التدريب إلى بلادها لتشغيل هذه البطاريات"، واصفاً هذه المنظومة بأنها "أحد الأصول الحاسمة" في المعارك الحربية. 

ولكن الولايات المتحدة سترسل "بطارية واحدة فقط رفقة 8 قاذفات"، ومن ثم فإنها ستكون قادرة فقط على المساعدة في حماية "منطقة واحدة" في أوكرانيا، وفقاً لـ"فاينانشال تايمز".

عاجل