رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

رئيس البرلمان العربي يدعو لإعداد ميثاق مشترك للنهوض باللغة العربية

نشر
مستقبل وطن نيوز

دعا رئيس البرلمان العربي عادل عبد الرحمن العسومي، إلى إعداد ميثاق عربي مشترك للنهوض باللغة العربية يضم خارطة طريق لكافة القضايا والمحاور التي يجب العمل عليها للنهوض باللغة العربية.


جاء ذلك في كلمة العسومي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للقوانين والأنظمة والسياسات والتخطيط اللغوي، الذي انطلق اليوم بالجامعة العربية لمدة يومين ويعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبالتعاون بين المجلس الدولي للغة العربية والبرلمان العربي.


وأكد العسومي - في كلمته - ضرورة التفاعل الإيجابي والانخراط والمساهمة في تعزيز اللغة العربية، مشيرا إلى أن المؤتمر يتناول واحدة من أهم القضايا ذات الصلة بهويتنا العربية.


وحذر من انتشار مفردات وظواهر دخيلة تدمر لغتنا العربية، وتراجع استخدام اللغة العربية وعدم الاهتمام بتدريسها على النحو اللائق بها في بعض المؤسسات التعليمية خاصة الأجنبية.. وقال: "لسنا ضد التواصل مع مختلف ثقافات العالم، ولكن ضد تهميش لغتنا العربية، التي يتحدث بها نحو نصف مليار نسمة على مستوى العالم".

 


وأشار إلى اعتماد البرلمان العربي لقانون اللغة العربية، هو ثمرة تعاون وثيق لفترة طويلة مع المجلس الدولي للغة العربية، كما سن البرلمان العربي عدداً من القوانين الاسترشادية الأخرى لحماية اللغة العربية منها، القانون العربي لمكافحة الأمية.


وأكد أن قضية النهوض بوضع اللغة العربية مترابطة مع العديد من القضايا الأخرى، مشدداً على ضرورة تفعيل دور الأسرة ضد أي محاولات تستهدف التأثير على هويتنا العربية وكذلك دور وسائل الإعلام في حماية اللغة العربية، وضرورة التصدي للتحديات التي تمثلها التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي.


وشدد على أن حماية اللغة العربية والنهوض بها مسؤولية مشتركة، وقال إننا نتمنى أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق لتعزيز حضور اللغة العربية في كل هذه المؤسسات.


وقال الدكتور عبد الكريم قريشي رئيس اللجنة السياسية بالبرلمان العربي إن المؤتمر هو نتيجة الشراكة بين الجامعة العربية والبرلمان والمجلس الدولي للغة العربية، ويتصدى لواحدة من قضايا العصر وهي لغتنا العربية، ويتزامن بالاحتفال مع اللغة العربية في 18 ديسمبر، من كل عام، بمناسبة اعتماد اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية للأمم المتحدة.


وقال إن اللغة العربية يفترض أن تكون إحدى اللغات الرسمية في المنظمات الإقليمية والدولية بما يتناسب مع كونها من أركان التنوع الثقافي، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى تعزيز ودعم.


من جانبه، قال عبد الرحمن العاصمي مدير مكتب التربية بدول الخليج العربية (السعودية)، إن اللغة ككائن تتطور ويعتريها التبدل والتغيير، فاللغة هي بحاجة لتخطيط لغوي جاد، ليحافظ عليها، وهي بحاجة دائمة للاهتمام بها، وهذا هو دور هذا المؤتمر الذي جاء متزامناً مع الاحتفال بيوم العالمي لللغة العربية.


وأضاف إن ارتباط اللغة العربية بالدين الإسلامي، ميزها عن بقية اللغات ارتباطها بالقرآن الكريم، هيأ لها أسباب البقاء، وجعل اللغويين يهتمون بها اهتماماً خاصاً.


وأوضخ أن مكتب التربية بدول الخليج العربي يحظي برعاية الحكومة السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وضع الاهتمام باللغة العربية نصب أعينه، حيث أنشأ مركزاً تربوياً خاصاً (المركز التربوي الخاص للغة العربية) يهدف للحفاظ على اللغة العربية وتعلمها، وطرح عدد من الفعاليات والبرامج واللقاءات، هدفها تطوير تعلم العربية وتعزيز التمسك بالفصحى، بين طلاب الدول الأعضاء في المكتب.


من جانبه، قال الدكتور عمرو سلامة الأمين العام لاتحادات الجامعات العربية، إن اللغة العربية أرست الحضارة الإسلامية العريقة وخدمت الإنسانية، من خلال ما قدمته من خدمة وتطوير العلوم للمعارف المختلفة.


وأضاف أن القوة العلمية أصبحت أكثر من ضرورة للأمم، مشيرا إلى أن إعادة إحياء أمجاد اللغة العربية يمثل الخطوة الصحيحة لتحقيق هذا الهدف.


وقال إن تعلم لغة أجنبية ينقل من يتعلمها للعلم، بينما تعليم العلم باللغة العربية ينقل كل العلم للأمة، مشيرا إلى أن فرنسا سنت قانوناً يفرض استعمال اللغة الفرنسية في كل مؤسسات تحت طائلة فرض عقوبات على المخالفين.


وأضاف أن اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية قبلت كل شروط الاستسلام باستثناء التخلي عن اللغة اليابانية في التعليم القومي، مشيرا إلى أن الدول تتنافس في تحديث طرق تطوير التعليم.


وأكد أهمية تدريس اللغة العربية في الجامعات العربية، مشدداً على قدرة اللغة العربية على نقل ثقافات الآخر ونقل العلوم المختلفة، وقال إننا نجد أثراً كثيرا من اللغة العربية في العديد من اللغات الأجنبية مثل الطب والعلوم والفلك.
وأضاف أن اللغة العربية هي لغة العبادة عند أكثر مليار و600 مليون مسلم، وهي تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد الناطقين بها، وهي إحدى لغات الأمم المتحدة. 


وأشار إلى فشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق وحدة لغوية، حيث ينفق 40 % من ميزانية مؤسساته الإدارية في الترجمة فقط، ولا تواجه الدول العربية إشكالاً مماثلاُ.


وقال إن هناك إقبالاً على تعلم اللغة العربية بسبب ارتفاع عدد المهاجرين العرب في الخارج، وتحقيقاً لعدد من الأغراض السياسية، إضافة إلى لرغبة في فهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.


وأشار إلى أنه رغم سعي بعض الجامعات العربية لتدريس المواد كلها باللغة العربية مثل الجامعات السورية والأزهر، وتشجيع تعريب العلوم، إلا أن اللغة العربية تواجه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي، مثل هيمنة اللغة الإنجليزية، وعلى الصعيد الداخلي، مشيراً إلى الفشل في توحيد الترجمة بين الدول العربية وضعف مناهج التعليم باللغة العربية، إضافة للتحديات في مجال الرقمنة مثل مشكلة تقنية متراكمة.


وقال إن هناك غياباً في الوعي بأن اعتماد الدول على اللغة الوطنية هو أساس نهضتها وتقدمها.. داعيا الدول العربية لسن قوانين وتشريعات لحماية اللغة العربية، والاستفادة من وثيقة بيروت لحماية اللغة العربية، وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت الذي لا يتعدى 4 % من إجمالي المحتوى الرقمي.


وأكد ضرورة دعم حركة التأليف والترجمة والنشر، وتشجيع استخدام اللغة العربية، وقال إن اتحاد الجامعات العربية يسعى لتعزيز التعليم باللغة العربية من خلال برامج ومشاريعه البحثية والعلمية ومشروع تطوير الدوريات العربية، وتخصيص جوائز البحث العلمي.


وأشار الدكتور عبد الرحمن مدكور أمين عام اتحاد مجامع اللغة العربية إلى دور اللغة العربية في حماية والحفاظ على تراث الأمم السابقة مثل السريان واليونان والفرس في بداية العصر الإسلامي ثم إنتاج العلوم بعد ذلك التي انتقلت لأوروبا بعد ذلك.


وقال إننا نجتمع لمواجهة المشكلات التي تواجه اللغة العربية، حيث تعاني من غربة بين يدي أهلها، فهي غريبة على ألسنتهم، وغريبة عن العلم في جامعاتنا.


وشدد على أنه لا توجد أمة تتقدم بغير لغتها، ودول العالم كلها تعتز بلغاتها، ونريد للغة العربية أن تحيا بين يدي أهلها، وفي محيطها، فتلقي المواطن التعليم بلغته الأم حق من حقوق الإنسان. 


وقال إن اللغة العربية ظلت لغة العلم الأولى في العالم لمدة خمسة قرون ويصل بعض الباحثين بها لثمانية قرون حيث كانت لغة العلم والحضارة، مشيراً إلى أن الفلسفة قد تنقسم في أوروبا لمدرستين كبيرتين مدرسة تتبع ابن سينا ومدرسة تتبع ابن رشد.


وشدد على ضرورة العمل الجماعي لحماية اللغة العربية، داعيا إلى تنفيذ القوانين التي تحمي اللغة العربية.

عاجل