رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان: التغيرات المناخية أزمة تواجه العالم وتهدد قضايا الأسرة

نشر
فريدريكا ميير
فريدريكا ميير

أكدت فريدريكا ميير، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن التغيرات المناخية أزمة تواجه العالم بأكمله، وتؤثر سلبًا على التقدم في أوجه دعم المساواة بين الجنسين، كما أنها تزيد من مخاطر العنف ضد المرأة، وزواج الأطفال والاتجار بالبشر وتعطل الوصول إلى الخدمات الصحية والسلع المنقذة للحياة، من بين تأثيرات أخرى.

واستعرضت فريدريكا ميير، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، في حوار مع " القاهرة الإخبارية" عددًا من الموضوعات المهمة المتعلقة بقضايا الأسرة والسكان في مصر، والبرامج التي يعمل عليها الصندوق ودعم وتعزيز برامج تمكين الفتيات، وخطة عمل الصندوق لبرامج توعية الشباب بالتغيرات المناخية.

 

قالت إن مهمتها الأولى مع صندوق الأمم المتحدة للسكان منذ 25 عامًا في إثيوبيا والمكسيك،ومنذ ذلك الحين، عززت خبرتها المهنية في مجالات الصحة الإنجابية والمراهقين من بين قضايا إنمائية أخرى داخل صندوق الأمم المتحدة للسكان وخارجه.

وعملت مع منظمات مختلفة في عدة دول مثل المفوضية الأوروبية، ومنذ 11 عامًا عدت إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA؛ لأنه القريب جدًا من قلبي، ويعمل الصندوق على حقوق المساواة للنساء والفتيات والصحة الإنجابية والقضايا السكانية وقضايا الأسرة، والتأكيد على المساواة المتكاملة بين الجنسين.

وأضافت أنه على الصعيد العالمي هناك ثلاثة أهداف ينصب التركيز الرئيسي للبرنامج عليها، وهي القضاء على الحاجة غير الملباة لوسائل تنظيم الأسرة، والقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة، وإنهاء وفيات الأمهات.

وتابعت في مصر يساهم الصندوق بشكل أساسي في تحقيق الهدفين "3" و"5" من أهداف التنمية المستدامة بشكل تدريجي، وبمحفظة عمل تصل لـ70 مليون دولار، والفئات المستهدفة من البرنامج هي النساء والمراهقون والشباب، ولا سيما الفئات الأكثر احتياجًا، بما في ذلك ذوو الإعاقة والمجتمعات الريفية والمهاجرون والأشخاص المتضررون من حالات الطوارئ، كما يستخدم البرنامج نهجًا متميزًا من خلال استهداف المحافظات المختارة التي تحتوي على أفقر مؤشرات الصحة الإنجابية، كما التزمت مصر أخيرًا بخطة تنظيم الأسرة 2020، وهي حركة عالمية تدعم حقوق النساء والفتيات في أن يقررن بحرية متى وعدد الأطفال الذين يردن إنجابهم، ونحن نعمل مع وزارة الصحة والسكان على تعريف النساء بكل وسائل منع الحمل ولديهن جميع المعلومات لاتخاذ قراراتهن.

وأوضحت أنه في كل بلد ننظر إلى احتياجاته المحددة، وبالنسبة لمصر فلها اهتمامات شعبها الخاصة وقضاياها المختلفة، ونحن نبحث عما قد تحتاجه الحكومة لتقوم به في القضايا السكانية وكيف يمكنك دعمها، وتعزيز برامج دعم الأسرة بها، وفى قمة شرم الشيخ COP27 التي نشكر مصر على استضافتها وتنظيمها، وخلال القمة الدولية التي حضرها عدد كبير من قادة العالم والمسؤولين نظمنا العديد من اللقاءات لوضع القضايا السكانية وقضايا الأسرة على أجندة العمل في مكافحة التغيرات المناخية، وكذلك وعي الشباب والأسرة بهذا الملف المهم.

 

وأكدت أن التغيرات المناخية أزمة تواجه العالم بأكمله، وتؤثر سلبًا على التقدم في أوجه عدم المساواة بين الجنسين، والحديث عن المساواة بين الجنسين في مناقشات المناخ "ليس رفاهية" بل "ضرورة جسيمة"، كما أن الكوارث المتعلقة بالمناخ تزيد من مخاطر العنف ضد المرأة، وكذلك زواج الأطفال والاتجار بالبشر وتعطل الوصول إلى الخدمات الصحية والسلع المنقذة للحياة، من بين تأثيرات أخرى.

وتعد البيانات الدقيقة والحديثة عن تأثيرات تغير المناخ على الصحة الإنجابية للنساء والفتيات ضرورية لفهم احتياجاتهن بشكل أفضل، وأراد صندوق الأمم المتحدة للسكان دمج الصحة الإنجابية في تقييمات تغير المناخ، وضمان أن تكون تقييمات وإجراءات قابلية التأثر المتعلقة بالمناخ مستنيرة بالبيانات الجنسانية، وإجراء المزيد من البحوث حول تأثير تغير المناخ والمرأة.


وأشارت إلى أن "نورة" مبادرة وطنية تهدف إلى تمكين الفتيات بشكل عام؛ لأنه سيكون من المثير للاهتمام أن تبدأ الفتيات في سن صغيرة أو لدى الفتيات فرصة أكبر للمشاركة في القوى العاملة؛ حتى يَكُنَّ قادرات على مواجهة التأثيرات السلبية للتغير المناخي حول العالم، تأتي "نورة" تحت رعاية السيدة الأولى السيدة انتصار السيسي، ويتم تنفيذ المبادرة بالتعاون بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة، ما دعم وعزز المبادرة التي تحظى بدعم جميع الفئات ليكون لها تأثير قوى في دعم وتعزيز الفتيات في مصر، ويمكن نقل التجربة للدول الأخرى كمبادرة وطنيه مهمة ومؤثرة.

 

ولفتت إلى أن مصر تهتم منذ سنوات طويلة بالعمل على قضايا الأسرة ودعم وتعزيز العمل في هذا الملف، ليس على نطاق محلي ولكن على نطاق دولي، ومن أهم هذه الفعاليات الدولية استضافة مصر للمؤتمر الدولي 1994 حول السكان والتنمية الذي أقيم بالقاهرة، والذي وضع البرامج السكانية على أولويات عمل الدول، وليس فقط بالأرقام ولكن بالأشخاص؛ لأننا بحاجة إلى النظر في احتياجات النساء والرجال لدعم عائلاتهم وإقامة حياة أسرية آمنة.

 

وذكرت أنه بالنسبة لبرامج الشباب، لابد أن يتم تقديمها وتحويل رسائلها إلى طريقة تصلهم بصورة سهلة وبسيطة، لذا تم تحويل رسائل القضايا السكانية إلى عمل فني يقوم بتقديمه عدد من الشباب على المسرح، وسيراهم المجتمع وآباؤهم وأشقاؤهم، وهي فكرة إبداعية للغاية لكيفية التخطيط لتنظيم الأسرة وكيفية تنميتها، موضحة أن  تنظيم الأسرة على سبيل المثال ليس فقط عدم إنجاب طفل في سن صغيرة، بل أن تكون هناك مساحة زمنية بين الطفل الأول والثاني؛ للتأكد من إشباع الطفل الأول من احتياجاته كطعام كاف وتلبية احتياجاته الإنسانية.

عاجل