رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

إيران تسعى لخفض مدى أسلحتها المقدمة لروسيا لتخفيف الضغوط

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال مسؤولون إسرائيليون، إن إيران تسعى إلى تقليل مدى صواريخها المقرر تزويد روسيا بها لاستخدامها في حرب أوكرانيا، بسبب مخاوف طهران من "رد فعل دولي" حول انتهاك قرارات مجلس الأمن، حسبما أفاد به موقع "أكسيوس".

المصادر الإسرائيلية نقلت عن تقارير استخباراتية قولها، إن "شحنات الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا يمكن أن تمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم (2231)، وتثير آلية إعادة العقوبات الأممية على إيران.

وأضاف موقع "أكسيوس" أن هذه الوضعية "ستمثل إشكالية بالنسبة لطهران، ولكنها ستكون أكثر تعقيداً بالنسبة لروسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن". 

فبموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2231، الذي تم تمريره عام 2015 كجزء من الاتفاق النووي، لا يُسمح للدول بنقل أو استلام الصواريخ الباليستية الإيرانية أو المسيرات التي يتجاوز مداها الـ 300 كيلومتر، وتتجاوز حمولتها 500 كيلوجرام، حتى أكتوبر من عام 2023. 

أقل من 300 كيلومتر

وفي محاولة للتخفيف من حدة التداعيات الدولية، وتجنب انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي، تخطط إيران لتسليم روسيا صواريخ لا يتجاوز مداها 300 كيلومتر، وتعديل الصواريخ الأخرى، حتى تظل ضمن معايير القرار.

ووفقاً لما قاله المسؤولون الإسرائيليون، فإن القائمة تتضمن أيضاً منظومة صواريخ "الفاتح - 110"، التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، ولكن الإيرانيين يخططون لتعديلها "حتى تظل مشمولة بالقرار"، كما بحث الإيرانيون تزويد روسيا بصاروخ "ذو الفقار"، الذي يصل مداه إلى 700 كيلومتر، ولكنهم عدلوا عن ذلك. 

الموقع الأمريكي أشار إلى زيارة قام بها نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، لطهران برفقة وفد عسكري في 3 ديسمبر الجاري.

والتقى فومين خلال الزيارة، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري، وحضرا الاجتماع الرابع للجنة التعاون العسكري المشتركة، التي تشكلت أواخر العام الماضي لتعزيز التعاون الدفاعي بين روسيا وإيران، وفقاً لتقارير صحافية إيرانية.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الضغط الدولي "لم يردع طهران بشكل كامل" عن التخطيط لإرسال الصواريخ إلى روسيا، وإنها تعتزم "المضي قدما في إرسال الشحنات قريباً".

إيران بدورها نفت تزويد روسيا بطائرات مسيرة، ولكنها اعترفت الشهر الماضي بتسليمها، زاعمة أن ذلك كان قبل اندلاع الغزو في أوكرانيا فبراير الماضي، فيما نفت روسيا استخدام المسيرات الإيرانية ضد أهداف مدنية في أوكرانيا.

مخاوف إسرائيلية وقلق أمريكي

المسؤولون الإسرائيليون قالوا لـ "أكسيوس" إن إسرائيل "تخشى أن تمد روسيا إيران بمحركات لصواريخها طويلة المدى، ما سيمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي"، كما أن تل أبيب تشعر بـ "قلق" من أن تسمح موسكو لطهران بمزيد من الحرية العملياتية في سوريا لمهاجمة إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة. 

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل قدمت في الأسابيع الأخيرة، لعشرات الدول الغربية، ملفاً يحتوي على معلومات استخباراتية حول عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يأملون في استخدام حالة "التركيز" الحالية على المساعدات الإيرانية للمجهود الحربي الروسي، كوسيلة لزيادة الضغط الدولي على طهران.

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تزال "قلقة" بشأن إمكانية تزويد إيران روسيا بصواريخ باليستية. 

وأضاف كيربي أن روسيا تقدم لإيران "دعماً عسكرياً وتقنياً غير مسبوق"، فيما باتت طهران "الداعم العسكري الأكبر لموسكو"، ما "يحوّل علاقاتهما إلى شراكة دفاعية كاملة الأركان".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة "قلقة" من عزم روسيا تزويد إيران بمعدات عسكرية متقدمة مثل المروحيات، وأنظمة الدفاع الجوي، ومقاتلات "سو- 35" المتطورة، زاعمًا أن طيارين إيرانيين يجرون تدريبًا في روسيا على كيفية قيادة المقاتلات الحربية منذ الربيع الماضي. 

وفي السياق، التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، وأدانوا الدعم العسكري الإيراني لروسيا، فيما شددوا على أن "أي عمليات نقل لبعض المسيرات القتالية والصواريخ إلى إيران أو منها، من دون تصريح مسبق من قبل مجلس الأمن يمثل انتهاكاً للقرار 2231". 

وأضاف البيان أن "الاتحاد الأوروبي يحذر إيران بقوة من تسليم روسيا أي شحنات أسلحة جديدة، وتحديداً من اتخاذ أي خطوات صوب النقل المحتمل للصواريخ الباليستية قصيرة المدى إلى روسيا، ما من شأنه أن يمثل تصعيداً خطيراً". 

وشدد البيان على أن الاتحاد "سيواصل الرد على جميع الأعمال الداعمة للعدوان الروسي لأوكرانيا، ومحاسبة إيران بما في ذلك من خلال فرض تدابير تقييدية إضافية".   

إلى ذلك، شددت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا على أن عمليات نقل المسيرات الإيرانية إلى روسيا تمثل "انتهاكاً" لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم (2231) لعام 2015، فيما أكدت روسيا وإيران على أن هذه العمليات "لا تنتهك القرار"، يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع في 19 ديسمبر الجاري، لمناقشة تنفيذ القرار الرقم (2231).