رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بهاء طاهر.. رحل «الصعيدي المُزيف» إلى واحة الغروب

نشر
الروائي الراحل بهاء
الروائي الراحل بهاء طاهر

بنظراته المتأملة في الـ«ما لانهاية» وخفايا الغروب، بعينيه الباسمتين ووجهه الضحوك، بلمحة الحزن العابرة على جبهته العريضة، ونظارته الطبية، بالطيبة الطاغية على ملامحه الجنوبية وميلاده بين مسقط رأس الأجداد (الجيزة)؛ رحل بهاء طاهر بعد غروب الشمس بهدوء؛ دون أن يفتعل ذهابه للحياة الأخرى أي صخب أو ضجيج.

سنواته في الصعيد

كانت 5 سنوات، قضاها الرجل من عمره الذي امتد لـ 87 عامًا في الصعيد، كفيلة بإنتاجه «خالتي صفية والدير» الرواية الشهيرة التي تحولت إلى عمل فني؛ عمل مبهر حكى الكثير من التفاصيل الممتعة عن أهل الجنوب، وأحوالهم، وسيكولوجيتهم المُعقّدة؛ 5 سنوات احتلت روح الرجل قبل جسده؛ وظّلت تسكنه حتى حان الرحيل.

قبل منتصف الليلة الماضية رحل صاحب «خالتي صفية والدير، وواحة الغروب»، رحل دون موعد مُسبق بالرحيل؛ ليترُك الساحة بلا استئذان، ويُصبح مكانه شاغرًا لا يجد من يملؤه؛ هكذا كان رحيل كاتب وروائي وأديب ذو تاريخ حافل من الإنجازات الكبيرة والمُلهمة.

بهاء طاهر «صعيدي مُزيف»

في حوار صحفي له، قال بهاء طاهر إنه «صعيدي مُزيف»؛ وذلك حينما سُئل عن تأثير الجنوب على إبداعه، مؤكدًا أن الفترة التي قضاها بين جنبات «الصعايدة» فقط 5 سنوات؛ إلا أنه كان يحب الصعيد مثل عينيه، وحينما يلتقي أي شخص ينتمي إلى أهل الجنوب فكأنما التقى نفسه ورآها.

كانت حياته حفلة بالعطاء؛ فقدم الكثير من الأعمال الروائية والقصصية، والتي تُرجمّت إلى لغات مختلفة، وحققت مبيعات عالية؛ وبعد رحيله إلى «واحة الغروب» ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصوره المختلفة، وتعابير وجهه الضاحكة والحزينة، والتائهة، والواثقة، الصغيرة والكبيرة؛ صور مختلفة للشخصية ذاتها التي حملت أوجه إبداع متعددة.

مولد بهاء طاهر

وُلد بهاء طاهر بمحافظة الجيزة يوم 13 يناير عام 1935؛ وحصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ عام 1956 من جامعة القاهرة ودبلوم الدراسات العليا في الإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون سنة 1973.

عمل- في البداية- مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات، ثم مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان أحد مؤسسيه حتى عام 1975، وعاش في جنيف بين أعوام 1981 و1995 مترجمًا في الأمم المتحدة؛ وعاد بعدها إلى مصر.

مؤلفات بهاء طاهر

من أبرز مجموعاته القصصية: «بالأمس حلمت بك (1984)، أنا الملك جئت، ذهبت إلى شلال». ومن أبرز رواياته: «شرق النخيل عام 1985، وقالت ضحى، وخالتي صفية والدير (رواية وعمل تلفزيوني)، والحب في المنفى».

حاز طاهر على العديد من الجوائز الأدبية، منها: «جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، وجائزة جوزيبي أكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، وجائزة ألزياتور الإيطالية عام 2008 عن الحب في المنفى، والجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته واحة الغروب».
 

عاجل