رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف

نشر
مستقبل وطن نيوز

سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم /الاثنين/، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

ففي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن «المؤتمر الاقتصادي الثالث» انطلق، أمس، خلال الأعوام الأربعين الماضية، حيث انطلق المؤتمر الأول عام 1982، والثاني في 2015، ثم الثالث أمس في العاصمة الإدارية.

وأوضح سلامة - في مقاله بعنوان "25 ألف ساعة عمل" - أن كل مؤتمر من هذه المؤتمرات الثلاثة جاء في توقيت مهم، حيث عُقد المؤتمر الأول عقب فترة الحرب، والمفاوضات، بعد 15 عاما من الحروب، والمفاوضات حتى جلاء القوات الإسرائيلية عن كامل الأراضي المصرية، ثم كان المؤتمر الثاني عام 2015 عقب ثورتي عامي 2011 و2013 اللتين استتبعهما انطلاق الإصلاح الاقتصادي عام 2016، مما أسهم في تقوية الاقتصاد المصري، وزيادة قدرته على مواجهة الأزمات التي كانت، ولا تزال، تلاحقه بسبب إهدار ما يقرب من 477 مليار دولار نتيجة قيام الثورتين، والحرب على الإرهاب التي طال أمدها إلى ما يقرب من 10 سنوات.

ونوَّه سلامة بأن الاقتصاد المصري شهد خلال الثماني سنوات الماضية انطلاقة كبيرة في مختلف المجالات، وتم اتخاذ العديد من المسارات، والمبادرات لتجاوز مشكلة محدودية قدرات الدولة في مواجهة متطلبات المواطنين، إلا أن جائحة «كورونا»، والحرب الروسية - الأوكرانية أسهمتا في أزمة اقتصادية عالمية خانقة لم يشهدها العالم منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وأوضح الكاتب عبد المحسن سلامة أنه من هنا، جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد المؤتمر في هذا التوقيت لكي يتشارك الشعب، والخبراء، والحكومة في وضع «خريطة طريق» لمستقبل الاقتصاد المصري، من خلال الحلول العاجلة للأزمة الراهنة، وكذلك الحلول طويلة الأمد لمصر المستقبل.

وأضاف سلامة "لفت انتباه الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء إلى مقولة الكاتب الكبير جمال حمدان في كتابه «وصف مصر» في الستينيات، حينما أشار إلى عدم قدرة الدولة على اقتحام المشكلات، واللجوء إلى المسكنات، مما يزيد من تعقيد تلك المشكلات، موضحا أن مصر في تلك الفترة كانت تعاني بعد حرب اليمن التي استمرت 5 سنوات".

وتابع سلامة أن الرئيس، أشار إلى أن إنجاز مشروع واحد هو مشروع حقل «ظهر» تطلب أكثر من 25 ألف ساعة عمل متواصلة من رئيس الدولة، ومن الحكومة، بواقع 10 ساعات يوميا، من أجل إنجاز هذا المشروع الذي أسهم في توفير احتياجات مصر من الغاز، وتصدير الفائض.

وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب خالد ميري إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كشف - في افتتاح مؤتمر مصر الاقتصادي - عن فلسفة الحكم والمسئولية، بكلمات بسيطة خرجت من القلب وصلت الرؤية واضحة إلى الشعب المصري.

وأوضح ميري - في مقاله بعنوان "شعبية رئيس وبطولة شعب" - أن حديث الاقتصاد دائمًا ما يحمل أرقامًا ومصطلحات ربما لا يفهمها إلا المتخصصون، لكن الرئيس في كلمته تحدث بلسان مصري مبين لتصل الرسالة للرأي العام واضحة لا لبس فيها، في 13 محورًا أوضح الرئيس للشعب مسار الدولة والحكم، وبكل صدق وتواضع كشف أن تجربة السنوات السبع الماضية كشفت عن المعدن الأصيل للشعب، الذي قبل التحدي والتضحيات، كما أن الحكومة بذلت ما في وسعها من أجل العبور والنجاح، والمؤكد أن قيادة الرئيس وشعبيته الطاغية وثقة الشعب فيه كانت كلمة السر وراء ما تحقق من نجاح وإعجاز.

وأضاف ميري أن كل محور ذكره الرئيس في كلمته يستحق الوقوف أمامه، فالرسالة بعلم الوصول وفي وضوح الشمس لكنها تحمل فلسفة كاملة ورؤية متكاملة لكل ما جرى وما يجرى، وخارطة طريق لمستقبل شعب يستحق الحياة الكريمة.

وبيَّن الكاتب خالد ميري أن المحور الأول الذي أكده الرئيس السيسي أنه كان واضحًا أن عمق الأزمة التي تعاني منها مصر يتطلب إجراءات عاجلة وحلولًا جذرية، نعم كما ذكر المؤرخ الكبير جمال حمدان الحلول الوسط والمسكنات لم تعد مجدية، وكل تأخير في الإصلاح ولو يومًا واحدًا يدفع الشعب ثمنه غاليًا وتتحمل الأجيال الجديدة تكلفته مضاعفة.

وتابع ميري أن الأديب الكبير نجيب محفوظ قال بعد المؤتمر الاقتصادي الكبير عام 1982 إن المشاكل معروفة والحلول أيضًا فلماذا لم تُنفذ، والرئيس السيسي كان واضحًا في كلمته، فالكل يمكن أن يطرح حلولًا، ورجال الاقتصاد يمكن أن يضعوا خرائط قوية ومهمة، لكن الحقيقة أن المسألة ليست بهذه البساطة «واللي إيده في الميه مش زي اللي إيده في النار»، يمكننا جميعًا أن نجلس معًا ونتناقش ونحلل ونقترح حلولًا، ولكن ما مدى قابليتها للتنفيذ وهل تصلح للتنفيذ أم لا؟!

وألمح ميري - فيما يتعلق بفلسفة الحكم والمسئولية - إلى أن الرئيس تحدث بوضوح أن أي مسار اقتصادي يتم اختياره وأى حلول يتم طرحها، يجب قبلها أن يرى المسئول البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية، وهل يمكن أن تساعده على اختيار هذا المسار أم لا، وأشار بوضوح إلى أنه إذا كانت تكلفة أي مسار أكبر من العائد يبقى بلاش منه، وهذه مسئولية صاحب القرار، عليه تقدير ما إذا كان المجتمع والرأي العام والمثقفون والمفكرون ورجال الإعلام والدين يمكن أن يتقبلوا هذا المسار ويستجيبوا له أم لا، وضرب الرئيس المثل بما حدث مع قرارات الإصلاح التي أعلنها الرئيس الراحل أنور السادات عام 1977 بزيادة قروش قليلة في الأسعار، ولكن الثمن كان أكبر من العائد منها فتوقف تنفيذها، وهي حالة كاشفة لفلسفة المسئولية في الجانب الاقتصادي.

ونبَّه ميري إلى أن من يتحمل المسئولية ومن يتخذ القرار عليه أن يمتلك رؤية شاملة، لكل الجوانب سياسية واقتصادية واجتماعية، وعليه أن يدرك حقيقة القرار ومدى تأثيره على الشعب وقدرة الشعب على التجاوب معه، وعليه أن يدرك حجم شعبيته الحقيقية ومدى ثقة الرأي العام فيه، فأي قرار سيتحمل من يصدره مسئوليته كاملة، وستتوقف عوامل نجاحه على توافر الرؤية الشاملة وقدرة الشعب على التحمل، وشعبية صاحب القرار وثقة الشعب فيه.

وأكد ميري أن تجربة الإصلاح الاقتصادي عام 2016 أثبتت أن الرئيس يمتلك رؤية كاملة، وأن شعب مصر البطل يثق في زعيمه ولهذا نجحت القرارات، لنمتلك اقتصادنا القوي الذي مكننا من عبور أزمات كورونا وتحمل التبعات الثقيلة للحرب الروسية الأوكرانية.

وشدد ميري على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يثق في الشعب العظيم ويعرف دروس التاريخ جيدًا، والشعب المصري يثق في زعيمه ويعشق بلده، ولهذا نجحت مصر في تحقيق المستحيل، ويأتي المؤتمر الاقتصادي بالمكاشفة والمصارحة والشفافية لنستكمل معًا خطوات النجاح.