رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مقتطفات من مقالات كبار كُتَّاب الصحف بينها «مذبحة الكتاكيت!» و«نهاية العالم»

نشر
مستقبل وطن نيوز

سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم /الاثنين/، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

«مذبحة الكتاكيت!»

ففي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب كرم جبر إن أصحاب المزارع "لو" قاموا بالتبرع بالكتاكيت التي قاموا بإعدامها في مذبحة همجية، للأهالي والفقراء في القرى والنجوع والأحياء الشعبية، لكان أفضل ألف مرة من الفيديوهات البشعة التي قاموا ببثها على مواقع التواصل الاجتماعي في تحد سافر للمشاعر الإنسانية".

وأوضح جبر - في مقاله بعنوان "مذبحة الكتاكيت!" - أنه من المؤكد أن الناس كانوا سيجدون ألف وسيلة لإطعام الكتاكيت، ولم نعرف حكاية العلف المستورد إلا في سنوات الانفتاح، دينيًا: يقول المولى عز وجل: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"، والله سبحانه وتعالي أخبر برزق الجميع، أخلاقيًا: الفيديوهات تجلب الحزن والأسى، وهم يقومون بوضع الكتاكيت بألوانها الصفراء الجميلة ورفرفة أجنحتها في أجولة الزبالة والغلق عليها، إنسانيًا: لو انتشرت هذه الفيديوهات في العالم، ستكون صورة سيئة ومشينة، وتعكس تصرفات بعض المستثمرين الذين تحولوا إلى وحوش.

وأضاف الكاتب كرم جبر أن مذابح الكتاكيت تذكرنا بحكايات كنا نسمع عنها في الثمانينيات، بقيام أحد المليونيرات في ذلك الوقت بإعدام البيض بالملايين حتى لا ينخفض سعره، ولو تبرع به للفقراء والمحتاجين لاكتسب أجرًا وثوابًا في الدنيا والآخرة.

وبيَّن جبر أن الحكاية ببساطة هي "استيراد العلف"، وحسب ما يقوله المسئولون عن غرفة الدواجن والبيض، فإن الاحتياجات السنوية لاستيراد الأعلاف ضربت أرقاما قياسية، ما أدى إلى تكدسها بالموانئ، في وقت تجتاح فيه الأزمات العالم كله، ويكتسح الدولار كل العملات العالمية، ونحن نستورد قائمة طويلة جدًا من السلع وأدوات الإنتاج، من الآلات والأجهزة الكهربائية حتى الفحم الخشبي، والزيوت والحبوب والنباتات الطبية والسيارات، وقل ما شئت.

ورأى الكاتب كرم جبر أن الحل يتمثل في اقتسام المغانم والمغارم، الدولة تتحمل جزءا وأصحاب المزارع يتحملون جزءا، بدلًا من المطالب الفلكية التي لن تتحقق، والتهديد بغلق المزارع وتسريح العمالة، فالوقت هو للتكاتف وليس التهديد، حتى تمر الأزمة بسلام، ولوزير الزراعة، هل يمكن إعداد استراتيجية لإنتاج الأعلاف من مواد تنتج محليًا لتحل تدريجيًا محل الاستيراد؟

وتابع جبر أن الدولة لديها القدرة والإمكانيات على التدخل السريع لتلافي حدوث الأزمات، وإذا كان البعض يستقوي بالضغوط، فليرجع بذاكرته إلى الوراء.

وأشار جبر إلى أنه في عام 2013 وما بعده، كانت الدنيا صعبة جدًا، ونعاني من أزمات في كل شيء، لا سلع ولا خدمات ولا كهرباء ولا مياه، وكنا نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه الآن من أصحاب الدواجن والبيض، وربما كان الهدف هو الصعود بالأزمات إلى قمتها، موضحا أنه في غضون شهور قليلة انفرجت الأزمات، والدولة التي قهرت المستحيل لن تعجز عن حل مثل هذه المشكلات، فقط تعاونوا معها، وكونوا جديرين بالثقة.

"الفتوى.. والتنمية المستدامة"

وفي صحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إن الفتاوى المضللة والفاسدة خلال العقود الأخيرة، التي أطلقها تجار وسماسرة الدين والفتوى، تسببت في إشاعة الخراب والدمار والقتل وسفك الدماء، وإهدار الثروات والموارد، وإسقاط الأوطان، وتفشي الإرهاب والخوف، وفقدان الأمن والاستقرار.

وأوضح توفيق - في مقاله بعنوان "الفتوى.. والتنمية المستدامة" - أنه بعد تغييب وتزييف عقول الناس والشباب بالباطل ودفعهم إلى الانتحار من أجل الزعم بأنهم سيدخلون الجنة والفوز بالحور العين، فإنه من المهم بناء منظومة قوية لتصدير وترسيخ الفتاوى الصحيحة والمنضبطة، حتى يأمن الناس، وتأمن الأوطان، لذلك جاء المؤتمر العالمي السابع للإفتاء الذي يعقد سنويًا في مصر وبمشاركة 91 دولة في توقيته ليجسد قمة دينية عالمية، تتبنى عنوانًا مهمًا وعبقريًا، وهو «الفتوى وأهداف التنمية المستدامة» فلا شك أن الفتوى الصحيحة التي تعبر عن جوهر الدين تدعم الأمن والاستقرار والبناء والتنمية المستدامة، تطبيقًا لتعاليم الدين في إعمار الكون والخير والأمن والسلام والازدهار والقضاء تمامًا على دعاوى وفتاوى الهدم والتدمير والإرهاب والخوف الذي رفضته الأديان السماوية التي ترسخ الرحمة والطمأنينة والأمن والعمل والبناء.

وشدد توفيق على أن الاهتمام بالفتاوى هو عنصر حيوي في الحرب على التشدد والتطرف والتكفير والإرهاب، وهو أيضًا مواجهة حقيقية للهدم باسم الدين، والمؤتمر العالمي السابع للإفتاء ترسيخ وتجسيد حقيقي لدعوة مصر بأهمية المواجهة الدولية للإرهاب والتشدد والتطرف لخطورتها على الأمن والسلام والتنمية المستدامة في العالم، وتعد القمة الدينية دعمًا للقمة العالمية للمناخ التي تستضيفها مصر الشهر المقبل بما يؤكد المكانة المرموقة التي تحظى بها مصر والثقة الدولية التي نالتها بجدارة واستحقاق بفضل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار الكاتب عبد الرازق توفيق إلى أن الدولة المصرية اهتمت بضبط الفتاوى والتصدي لحالة الفتوى التي عاشتها البلاد على مدار عقود في ظل تنامي نشاط الجماعات المضللة والإرهابية والإجرامية وتجار الدين وسماسرة الفتوى، فلم نشهد هذا النشاط المكثف والعلمي المدروس لدار الإفتاء المصرية إلا في السنوات الأخيرة خاصة في ظل توسعها في المحافظات والجامعات لأداء دور ومهمة جوهرية وحتمية لمواجهة آفة التطرف والتشدد والإرهاب التي جاءت بسبب فتاوى مضللة وفاسدة، كذلك استخدمت دار الإفتاء المصرية ووظفت التكنولوجيا الحديثة في إتاحة الفتاوى الصحيحة والمنضبطة من موقع إلكتروني باللغات الأجنبية.

ولفت توفيق إلى أن ذلك الانتشار وعقد الندوات والمؤتمرات وإيصال رسالة إصلاح منظومة الفتاوى بعد تعرضها لحالة من الفوضى على أيدى الجماعات الضالة والتكفيرية ليس فقط على صعيد مصر والمنطقة ولكن على الصعيد الدولي، وبات العالم يكن الاحترام والتقدير والثقة للجهود المصرية، وقد رأينا نتائج الزيارة المهمة التي قام بها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية للعاصمة الإنجليزية لندن ليتعرف الناس في الغرب على صحيح الدين والحصول عليه من مصادره الآمنة والموثوق فيها والتي تجسد سماحته وتعاليمه التي ترسخ بناء الإنسان والعمل والبناء والتنمية والاحترام المتبادل والتعايش والتسامح، وإزالة الصورة المشوهة عن الإسلام والتي رسختها جماعات الإرهاب والقتل والعنف والفتن الطائفية، فالمسلم الحقيقي يحترم كافة الأديان السماوية ولا يجبر أحدًا على الاعتقاد، فهو اختيار أكد عليه الإسلام، لذلك هناك دعوات غربية للعلماء المصريين، للاستعانة بهم في تبيان وسطية الإسلام والاعتدال والتسامح والتعايش والرحمة حتى يأمنوا شرور التكفيريين والإرهابيين.

وأكد توفيق حقيقة أن المؤتمر العالمي السابع للإفتاء تحت عنوان «الفتوى وأهداف التنمية المستدامة» هو قوة إضافية ومضافة إلى ترسيخ الاعتدال والوسطية والتصدي للفتاوى الباطلة والمضللة والفاسدة التي أدت إلى الخراب والتدمير والخوف والإرهاب وغياب الأمن والاستقرار والإفقار والتشرد.
ونبَّه توفيق إلى أن كل ما يجرى من كوارث لحقت بالأوطان والشعوب جاء من جراء فتاوى فاسدة لا تمت للدين بصلة، إنها رسالة مصرية قوية تدعم السلام والبناء والتنمية المستدامة وإعمار الكون، وأن يسود الأمن والسلام والاستقرار هذا العالم.

ونوَّه الكاتب عبد الرازق توفيق بأنه بالوعي الحقيقي والفهم الصحيح، وصحيح الدين والفتاوى المنضبطة وجهود الحفاظ على الهوية، تحيا الأوطان، وتأمن من الأفكار الضالة، والأكاذيب والشائعات والتحريض والمؤامرات فقد أصبحت الجهود الخلاقة لبناء الوعي الحقيقي وترسيخ الاعتدال والتعايش والدين الصحيح، والفتاوى المنضبطة أساسيات في بقاء واستمرار وخلود الأمن والأوطان، فلا يجب أن تفرط الدول في هذه الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها وأن تنشط في إشاعة الوعي الحقيقي والفهم الصحيح عبر مختلف الوسائل وتحرص على الإتاحة للفتاوى الصحيحة والمنضبطة والرد على شواغل وتساؤلات الناس خاصة الشباب من خلال علماء أجلاء من أهل الذكر والاختصاص والتواصل المستمر معهم، لأن ذلك فيه حفاظ على الأوطان ومواصلة البناء والتنمية المستدامة.

نهاية العالم

وفي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن حينما يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نهاية العالم، مشيرا إلى أن العالم يقترب من نهايته، ويواجه مشكلة هي الأكبر من نوعها منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 - فلابد من الإنصات إلى هذا الحديث، وأخذه على محمل الجد.

وأوضح سلامة - في مقاله بعنوان "الحديث عن «نهاية العالم»" - أن تصريحات بايدن جاءت في إطار تعليقه على تهديدات الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين باستخدام سلاح نووي تكتيكي للفوز بالحرب في أوكرانيا، وحذر الرئيس الروسي قائلا: ليس هناك سبيل لاستخدام سلاح نووي تكتيكي دون أن يتسبب في «نهاية العالم».

وأشار سلامة إلى أن الأمور بين أمريكا وروسيا وصلت إلى مأزق حاد، وللأسف دخلت الأمور منعطفا خطيرا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى هذا السيناريو الظلامي الكئيب (نهاية العالم).

ونوَّه الكاتب بأن روسيا تريد أن تخرج منتصرة بأي شكل، وبأي ثمن مهما يكلفها ذلك من وقت، أو مال، حتى لو استمرت الأمور على ما هي عليه لسنوات طويلة.

وأضاف سلامة أنه على الجانب الآخر، فإن أمريكا تقود الغرب نحو سيناريو إذلال روسيا، وهزيمتها من خلال استنزافها عسكريا، واقتصاديا، وهي تدفع بسخاء للقوات الأوكرانية، وتستنزف دول أوروبا بشكل غير مسبوق لدعم أوكرانيا بالمال، والسلاح، رغم كل الصعوبات الاقتصادية التي تخيم على العالم الآن.

ولفت الكاتب عبد المحسن سلامة إلى أن أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 انتهت بالاتصال بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، ولابد من اتصال مماثل بين أمريكا وروسيا للوصول إلى نقطة بداية للمفاوضات.

وألمح سلامة إلى أن الفرص لم تنته بعد، وهناك اجتماع قريب بقمة «العشرين»، معربًا عن تمنيه أن يجتمع الرئيسان الأمريكي والروسي وجهًا لوجه، وتابع أن الاجتماع سوف يكون ثغرة في جبل الجليد الحالي، أما التصعيد، والتصعيد المضاد فقد يحمل في طياته مخاطرة كبرى تنذر بكارثة أكبر نحو «نهاية العالم» إذا اتسع نطاقها، وفقد القادة عقولهم كما يحدث الآن.

عاجل