رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أبو الغيط يدعو إلى تشكيل رؤية عربية شاملة لمواجهة التحديات

نشر
 أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى ضرورة تشكيل رؤية شاملة وبناء استراتيجية عربية متكاملة لمواجهة التحديات في المنطقة.
 

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي في الاجتماع التأسيسي الأول لمجموعة السلام العربي، الذي عقد اليوم /الخميس/ بمقر الأمانة للجامعة العربية، بمشاركة الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، والمنسق العام للمجموعة سمير حباشنة.
 

وقال أبو الغيط في كلمته: "نتابع جميعاً التطورات في منطقتنا والعالم، ونرصد هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها دولنا وإقليمنا العربي"، مضيفا أن "المنطقة كانت تعيش بالفعل في دوامة أزمات ممتدة منذ 2011، ولم تبرحنا بعدُ تبعات هذه الأزمات وآثارها على الأمن والاقتصاد والوضع الإقليمي برمته، ثم جاءت أزماتٌ عالمية غير مسبوقة في حدتها وشمولها، مثل كورونا والحرب في أوكرانيا، لتُضيف إلى منطقتنا المأزومة تحدياتٍ جديدة، وتفرض على دولنا مواجهة تهديدات غير متوقعة، مثل أزمة الغذاء والتباطؤ الاقتصادي، فضلاً عن حالة انعدام اليقين التي تسود قمة النظام الدولي، بما يُزيد من تعقيد ودقة المواقف الخارجية للدول في زمنٍ صار الاستقطاب طبيعته، والمنافسة بين القوى الكبرى سمته الأساسية".
 

وأكد أن هذه التحديات الجسيمة تقتضي شحذ الإمكانية العربية بكاملها، وتستلزم حشد طاقة المجتمعات والدول إلى حدودها القصوى، مشيرا إلى أن الدول بأجهزتها، والحكومات بإمكانياتها - ومهما بلغت هذه الإمكانيات - لا قِبل لها بمواجهة هذه التحديات والتهديدات بمفردها.
 

ونبه أبو الغيط إلى أن الأوضاع الدولية تتحرك بسرعة تفوق التصور، وفي اتجاهات تتحدى التوقع والتنبؤ، لذلك فالمطلوبٌ أولاً، من أجل الاستجابة السليمة لهذه التطورات، هو القدرة على الخيال والتصور وإنتاج الأفكار، ومن ثمّ تشكيل الرؤية الشاملة وبناء استراتيجية متكاملة.
 

وتابع أبو الغيط :"أقول بكل صراحة إن مجتمعاتنا ما زالت عاجزة عن إنتاج الأفكار بما يكفي لمواجهة تحدياتها، وما زالت تُعاني فقراً في الخيال والتصور لتكوين الاستجابة المناسبة لهذه التحديات، والأحداث دائماً تسبقنا، والتطورات تداهمنا وتفاجئنا".
 

وأضاف: "إنه من هذا المنطلق، تُعلق الجامعة العربية أملاً على مجموعة السلام العربي، بوصفها إسهاماً أصيلاً تشتد الحاجة إليه من أجل إنتاج الأفكار والمبادرات، وباعتبارها مدداً لا غِنى عنه للمجتمعات والدول العربية التي تحتاج إلى أصوات مختلفة وأفكار غير تقليدية". 
 

وأشار إلى أن المزيج المتميز الذي تتشكل منه المجموعة، متضمنة المفكرين البارزين والسياسيين والمسئولين السابقين من أعلى المستويات، يؤهلها للقيام بأدوار تسد فراغاً كبيراً في انتاج الأفكار وتفعيل المبادرات على حدٍ سواء.
 

وقال أبو الغيط "الجامعة العربية، هي المظلة الحاضنة لأي جهد عربي مشترك. ولا زلنا نرى أن المشترك الثقافي هو الأساس الأقوى للرابطة العربية، والدعامة الأساسية التي ينهض عليها بُنيان العمل العربي"، مؤكدا "دعم عمل مجموعة السلام العربي ،والحرص على التواصل المستمر معها والاستماع منها ،كما ننقل لها قراءتنا للواقع كما نراه".
 

ونبه أبو الغيط إلى أن الأزمات العربية متشابكةٌ ومعقدة، ولها أبعاد إقليمية نعرفها جميعاً، وقد زادها اشتعال الوضع الدولي تعقيداً، مؤكدا أن التفكير في هذه الأزمات يقتضي عقولاً تعرف الواقع وتفاصيله، ولديها من التجربة والخبرة والإيمان بالمستقبل العربي، ما يحملها على المشاركة بالفكر والعمل في الدفاع عن هذا المستقبل والاسهام في صياغته وتشكيله.
 

وأعرب أبو الغيط عن تطلعه لدور كبير لمجموعة السلام العربي في الاشتباك مع الواقع العربي بكل تعقيداته، وأيضاً بكل الفرص الكامنة التي ينطوي عليها.
 

من جانبه، قال الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، في كلمته أمام الاجتماع، إن هناك العديد من الأسباب التي دعت إلى التفكير في إنشاء مجموعة عربية للسلام في هذا الوقت، حيث مرت ولا تزال العديد من الدول العربية بموجة غير مسبوقة من الصراعات والنزاعات الداخلية والبينية ولعل أكبر مثال لها اليوم اليمن وسوريا وليبيا والصومال وقبل ذلك لبنان والسودان والعراق".
 

وأضاف ناصر" إنها حروب وصراعات تستنفذ مقدرات الأمة العربية البشرية والمادية والعسكرية ويجعلها فريسة للفقر والجهل والتخلف، والانشغال بنفسها عن التنمية التي تحتاجها شعوبنا وعن الأعداء الحقيقيين، وعن القضية الفلسطينية".
 

وتابع ناصر: "لم تنتظر المجموعة حتى يتم الإعلان عنها، بل بادرت بالتواصل مع العديد من أطراف الصراع في العديد من مناطق الصراع والحروب في الوطن العربي، وخاصة في اليمن وليبيا وفلسطين، بالاتصال بأطراف المعادلات الوطنية، داعية إياهم إلى وقف الحروب والاحتكام إلى لغة الحوار في حل خلافاتهم بالطرق السلمية، وبإطلاق مبادرات السلام والتواصل مع المبعوثين الأمميين".
 

وأشار إلى أن جامعة الدول العربية كانت سباقة في حل النزاعات العربية، والمبادرة إلى إصلاح ذات البين بين العديد من الدول العربية، منوها بوساطة الجامعة العربية بين شمال اليمن وجنوبه في حربي 1972 و1979، وكذلك النزاع بين الكويت والعراق، والسودان أيضاً.
 

ولفت إلى أن مجموعة السلام العربي، التي تدشن اجتماعها التأسيسي اليوم من بيت العرب، ستكون عوناً للجامعة العربية في كل ما من شأنه تحقيق السلام في الوطن العربي ونبذ الحروب بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة، مطالبا قادة الدول العربية أن يدعموا رسالة الجامعة بكل أنواع الدعم لتحقيق التضامن العربي.
 

وتهدف مجموعة السلام العربي لنشر ثقافة السلام والقيام بمهمات وساطة نزيهة بين الأطراف العربية المتنازعة عبر الحوار وصولا لتسويات سلمية وتفاهمات سياسية بما يحفظ مصالح الجميع ولاسيما مصالح شعوبها وبلدانها والأمة العربية.
 

ويقوم عمل المجموعة على تفعيل دور الجهات الرسمية للقيام بدورها القانوني والسياسي والأخلاقي والإنساني في مجال الوقاية من النزاعات المسلحة وبناء السلام بالتعاون مع مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية.

عاجل