رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

معركة عيون موسى.. الفرقة 19 مشاة تسطر ملحمة النصر في أكتوبر 1973

نشر
الرئيس السادات والملك
الرئيس السادات والملك فيصل في موقع عيون موسى

معركة عيون موسى من المعارك الخالدة في سجل بطولات حرب أكتوبر 1937، والتي نجحت فيها الفرقة 19 من تدمير الموقع الإسرائيلي الحصين من خلال عمليات استشهادية اسبتت بسالة الجندي المصر وقدرته على التضحية بأعز ما يملك من أجل الوطن. 

موقع عيون موسى 

كان الهدف من معركة عيون موسى، الاستيلاء وتدمير نقطة حصينة للعدو فى خط بارليف بل أحد أهم وأقوى مواقع العدو والتى بسببها تعرضت مدينة السويس للتدمير وسميت بهذا الاسم نظرا لقرب الموقع من أبار عيون موسى وتم إنشاؤها تحت قيادة حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلى والذى تولى منصب وزير الصناعة قبل الحرب وصاحب فكرة إقامة خط بارليف.

 وبسبب هذه النقطة، هجِّر سكان مدينة السويس نتيجة لحجم الدمار الذى لحق بها عقب نكسة يونيو واستحالة العيش بها حيث كانت النقطة حصينة ومدافعها الثقيلة تدك السويس بقذائفها التى تطلق خلال 30 ثانية، وعقب انتهاء حرب أكتوبر زار الرئيس الراحل أنور السادات والملك فيصل ملك السعودية النقطة الحصينة، بعد معركة عيون موسى. 

تكوينات موقع عيون موسى 

ويتكون موقع عيون موسى من 6 دشم وكل دشمة محمية بقضبان حديد والصخر المحمى بشباك من الفولاذ والذى يتحمل قوة دانة وزنها 10 ألاف رطل ويضم فصيلة مشاه ميكانيكى و5 دبابات وبطارية صواريخ وقسم قيادى وآخر إدارى كما كان يحاط الموقع بـ 3 طبقات من الألغام وكان هناك مدفع رشاش مضاد للطائرات لصد أى هجوم برى أو جوى على الموقع.

موقع عيون موسى 

وعن كيفية الاستيلاء على النقطة الحصينة فى عيون موسى، فقد صدر يوم 9 أكتوير أمر قتال للفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفى بالاستيلاء على الموقع.

وبالفعل تم الاستيلاء على الموقع، بعد استسلام قواتها، وفى 10 أكتوبر صدر أمر بتدميره لعدم استفادة العدو منه مرة أخرى وتم نسف 5 دشم بالديناميت من الداخل وترك واحدة للزيارة فقط حيث كانت مدافع الموقع موجهة نحو السويس وبورفؤاد وخليج السويس ومثبتة بقواعد من الخرسانة لا يمكن تحريكها فلذا صدر الأمر بتدميرها. 

كان الموقع، يضم 6 مدافع وكل مدفع موجود فى دشمة ذات عيار 155 ملم فرنسى الصنع ووزنه 24 طنا ومداه بين 23 و 27 كم وقوته التدميرية تصل لـ 200 متر مربع فى الثانية، وكان يطلق عليه «أبو جاموس» نظرا لصوت الزمأرة الناتجة عن إطلاقه وكانت أبواب الدشم تغلق فور إطلاق القذيفة بحيث لا يمكن رصدها ولا رصد موقع النقطة عقب الإطلاق من خلال الاستطلاع.

معركة عيون موسى

وقعت معركة عيون موسى في الفترة ما بين 7و8 أكتوبر 1973، وقد كانت قوات قطاع الجيش الثالث تقاتل على عمق 8 إلى 11 كيلو مترا شرق القناة، ونتج عنها، انتصار القوات المصرية.

واستطاعت الفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفي، في احتلال مواقع العدو الإسرائيلي المحصنة على الضفة الشرقية التي كان يتمركز فيها ستة مدافع من عيار 155 مم، والتي كان يستخدمها العدو في قصف مدينة السويس خلال “حرب الاستنزاف”، ولم تتمكن القوات المصرية من القضاء عليها آنذاك، برغم توجيه قصفات نيران ضدها بكل أنواع “دانات المدفعية”.

الرئيس السادات والملك فيصل في موقع عيون موسى بعد تحريره 

تمكنت الفرقة 19 مشاة، بعد معركة عنيفة مع قوات العدو الإسرائيلي استمرت حتى اليوم التالي 8 أكتوبر، من السيطرة على النقطة الحصينة القريبة من آبار عيون موسى، وهي التي أنشأتها قوات الاحتلال بعد حرب 1967، واستخدمتها خلال حرب الاستنزاف في قصف “السويس” بالمدفعية.

دارت المعركة على عمق 8 إلى 11 كيلومترا شرق القناة، وفي نهايتها تمكنت القوات المصرية من السيطرة على مواقع المدفعية الإسرائيلية عيار 155 ملليمترا في النقطة الحصينة، ثم تدمير المدافع الـ 6 الموجودة بها وهي المدافع التي كانت موجهة نحو مدينة السويس وبور فؤاد وخليج السويس، بالإضافة لنسف 5 دشم بالديناميت.

عاجل