رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«أسقط أسطورة التفوق على العرب».. ماذا قالت إسرائيل عن نصر أكتوبر 1973؟

نشر
استسلام الإسرائليين
استسلام الإسرائليين

لم يكن ما حدث في حرب أكتوبر 1937 مجرد نصر حققته القوات المسلحة بأبطالها في حرب شرسة من أجل استعادة الأرض والكرامة، وشهد عليه رجالها وشعبها، ولكن العدو الإسرائيلي اعترف بالزلزال المصري الذي هز الأرض تحت أقدامهم، وبالبطولات التي حققها جنودنا في ساحة المعركة ببسالة شديدة.

في هذا التقرير يستعرض موقع "مستقبل وطن نيوز"، شهادات الجانب الإسرائيلي التي اعترفوا فيها بالهزيمة الساحقة، وهم يتحدثون عن معركة حامية دفعوا الكثير، بعد أن أذلتهم القوات المصرية في سيناء. 

رئيس الكيان الصهيوني يقارن بين أفعال المصريين وأقوال الإسرائيليين 

وفى مذكراته حول حرب أكتوبر، قال “حاييم هيرتزوج”، رئيس دولة إسرائيل الأسبق: “لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر، وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا، فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون، بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم، لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدأ العالم الخارجى يتجه إلى الثقة في أقوالهم وبياناتهم».

رئيس الوكالة اليهودية: وضعت حدا لأسطورة إسرائيل 

أما رئيس الوكالة اليهودية الأسبق ناحوم جولدمان فقد قال فى كتاب له بعنوان «إلى أين تمضى إسرائيل»، أن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب، كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا نحو خمسة مليارات دولار، وأحدثت تغييرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الإسرائيلية التى انتقلت من حالة الإزدهار - التى كانت تعيشها قبل سنة (رغم أن هذه الحالة لم تكن ترتكز على أسس صلبة كما ظهر) - إلى أزمة بالغة العمق كانت أكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة.

وأضاف، أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى، حيث انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم، كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل، وهذا أخطر شىء يمكن أن تواجهه الشعوب وبصفة خاصة إسرائيل، وقد تجسد هذا الضعف فى صورتين متناقضتين أدتا إلى استقطاب إسرائيل على نحو بالغ الخطورة.. فمن ناحية كان هناك من بدأوا يشككون فى مستقبل إسرائيل على نحو بالغ الخطورة، من ناحية أخرى لوحظ تعصب وتشدد متزايد يؤدى إلى ما يطلق عليه «عقدة المسادا (القلعة التى تحصن فيها اليهود فى أثناء حركة التمرد اليهودية ضد الإمبراطورية الرومانية، ولم يستسلموا وماتوا جميعا).

الجنرال الإسرائيلى يشيعيا جافيتش: انتزعوا القناة بقوة السلاح

وفى ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس فى 16 سبتمبر 1974، قال الجنرال الإسرائيلى يشيعيا جافيتش، إنه وبالنسبة لإسرائيل ففى نهاية الأمر انتهت الحرب دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية ولم نحرز انتصارات ولم نتمكن من كسر الجيش المصرى أو السورى على السواء ولم ننجح فى استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلى وإننا لو قيمنا الإنجازات على ضوء الأهداف لوجدنا، أن انتصار العرب كان أكثر حسما ولا يسعنى إلا الاعتراف، بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من أهدافهم، فقد أثبتوا أنهم قادرون على التغلب على حاجز الخوف والخروج إلى الحرب والقتال بكفاءة وقد أثبتوا أيضا أنهم قادرون على اقتحام مانع قناة السويس، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من أيدينا بقوة السلاح.

موشيه ديان وزير الحرب: زلزال تعرضت له إسرائيل 

وقد اعترف وزير الحرب الإسرائيلى موشيه ديان فى ديسمبر 1973، بأن حرب أكتوبر كانت بمنزلة زلزال تعرضت له إسرائيل، وأن ما حدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون، وأظهر لهم ما لم يروه من قبل وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الإسرائيليين.

وكتب موشيه فى مذكراته يقول:«إننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى»، مشيدا بالدقة التى استخدم بها المصريون الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.

وأضاف، أن عليهم الاعتراف بأنهم ليسوا أقوى من المصريين وأن حالة التفوق العسكرى الإسرائيلى قد انتهت إلى الأبد وأن النظرية التى تؤكد هزيمة العرب فى ساعات إذا حاربوا إسرائيل تعتبر نظرية خاطئة، مؤكدا انتهاء نظرية الأمن الإسرائيلى القائمة على أن الجيش الإسرائيلى لا يقهر. وشدد على ضرورة أن يعوا أنهم ليسوا القوة العسكرية الوحيدة فى الشرق الأوسط وأن هناك حقائق جديدة لابد أن يتعايشوا معها.

وقال، موشيه، يوم 9 أكتوبر 1973: «إن طيراننا عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوى المصرية دون تكبد خسائر فادحة. وفى 4 أكتوبر 1973، قال: «إن إسرائيل تخوض الآن حربا لم تحارب مثلها من قبل سواء عام 1956، أو فى معارك الأيام الستة عام 1967 وهذه حرب صعبة، ومعارك المدرعات قاسية، ومعارك الجو مريرة.. إنها حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها».

وتعليقا على وجود أسلحة دفاع جوى جديدة لدى مصر، قال: «كان الجيش الإسرائيلى يعلم بوجود هذه الأسلحة لدى مص،ر ولكن استخدام قوات الدفاع الجوى المصرى لها بكفاءة عالية هو ما لم نكن نعلمه».

يعقوب أمنون رائد طيار: خسرنا 

من جانبه، قال الرائد طيار يعقوب أمنون، إن الصواريخ المصرية كانت مؤثرة للغاية، وكنا نحاول الابتعاد عن مواقعها خشية أن تصاب طائراتنا، وعلى الرغم من محاولات التخلص منها فإنها كانت فعالة للغاية، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة فى طائراتنا خاصة طائرات الفانتوم.

صحيفة جيروساليم بوست: لم يسبق لها مثال في التاريخ 

وقالت صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية، إن الدفاع الجوى المصرى المضاد للطائرات يتمتع بقوة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الحروب وتفوق تلك التى واجهها الأمريكيون فى فيتنام، مشيرة إلى أنه قد حدثت إساءات تقدير كبيرة من جانب الإسرائيليين بالنسبة لفاعلية الدفاعات المصرية وقدرة المصريين على عبور القناة. وأضافت الصحيفة فى أعدادها خلال شهر الحرب: «لقد دفعنا ثمنا غاليا لهذا الخطأ فى الأرواح»

عاجل