رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

« أوشريا».. سر الشفرة التي استخدمها الجيش المصري في حرب أكتوبر

نشر
أحمد إدريس
أحمد إدريس

فشلت إسرائيل في فك الشفرة التي استخدمها الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، والتي كان يتم عن طريقها إصدار التعليمات والأوامر للضباط والجنود، فقد كانت شفرة المصريين في حرب أكتوبر غير موجودة في أي قاموس في العالم ولا يعرفها أحد على الإطلاق. 

أحمد إدريس 

أما صاحب الشفرة التي دوخت إسرائيل ومنعتها من التقاط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري، فهو المقاتل أحمد إدريس الذي كشف أن الشفرة كانت باللغة النوبية.

وقال البطل المصري أحمد إدريس، في حوارات صحفية: اللغة النوبية وهي لغة يتحدث بها النوبيون لكنها لا تكتب، وإلا كانت قد عرفت بها إسرائيل، مضيفاً أنه لاحظ أن قادته يتحدثون فيما بينهم عن البحث عن طريقة جديدة للشفرات غير معروفة، بعدما استطاعت إسرائيل فك شفرات عديدة. فاقترح إدريس عليهم أن تكون الشفرة باللغة النوبية على اعتبار أنها لغة "محادثة" وليست لغة "كتابة" ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط.

أحمد إدريس 

وكشف أحمد إدريس كواليس الشفرة، قائلا: قلت لقادتي إن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهم "لهجة نوبة الكنوز"، و"لهجة نوبة الفديكا". ويعود أصل "الكنزية" إلى اللهجة "الدنقلاوية" نسبة إلى دنقلة في السودان، بينما يعود أصل "الفديكا" إلى اللهجة "المحسية"، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان. وأضاف: "أبلغت الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي".

أحمد إدريس 

وقال أحمد إدريس: "وصلت لمقر أمني، لمقابلة الرئيس السادات، وانتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعه مع القادة، وعندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة وتبسم لي وقال لي: فكرتك ممتازة.. لكن كيف ننفذها؟ فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة.

قوات حرس الحدود 

وتابع قائلاً: هم متوفرون في قوات حرس الحدود، فابتسم السادات، قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح.

وأوضح أحمد إدريس، أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً، وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973".

وواصل إدريس: طالبني السادات، بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري، وهددني بالإعدام لو أخبرت به أحداً، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.

أحمد إدريس 

وقال: لقد كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية". وبتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي".. بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار.